فما زال بيننا رجال رجال

عندما نرى الانتصار يعم اجواء لبنان، نرى الفرق القاتل بين مقاومتهم ومقاومتنا، نرى العزة والشموخ والانتصار الذي بتنا نحلم بها ولا نراه الا في حسن نصر الله وعدة الاف من رجاله، الذي عودنا دوما على كسر انف الغاصب، لنحس جميعا انه بقي هناك رجال يبقون كرامة وعزة العرب والامة الاسلامية شامخة، وهناك من يابه بمستقبل الامة العربية والاسلامية.

فبألامس ولاول مرة عندما كنا نتابع احتفالات التحرير على قناة المنار، كنا نغير قنوات التلفزيون من هنا الى هناك لنعرف مزيدا من التفاصيل لتزدان فرحتنا فرحة، نرى انفسنا نحن كفلسطينيين فرحين ونرى الاعراس في لبنان والبكاء والحسرة والخسارة في قلوب الاسرائيليين من خلال القنوات الاسرائيلية، لنقول لانفسنا كم هي مئات المرات واسرائيل فرحة منتصرة ونحن ودوما يلفنا الحزن والخسارة ونحن نبكي شهداءنا ونبكي خسارتنا ونبكي ضعفنا حتى بات الحزن والضعف جزءا منا، فبتنا نفرح كم نحن ضعفاء لننتظر رحمة فلان ورحمة علنتان ان يفتح لنا حدودا ويدخل لنا خبزا، ونفرح لدخول الكولا والملابس من الحدود كأن هذا مطلب الشعب الفلسطيني ونتاج احزانه وحروبه وانتكاساته، فبتنا شعبا ينتظر قيادة لا تأبه شيئا.

فنحن كفلسطينيين نعطي ولا نأخذ شيئا، فشبابنا يضحون بدمائهم وبسنوات عمرهم من غير مقابل، بينما سمير القنطار ورفاقه دوما يعلمون ان هناك رجلا يقف جانبهم وبقي الامل يلتف عمره طوال الـ 30 عاما، كما رأينا في حديثه وفي حديث المحاميين الذي كانوا يزورونه، بينما اسرانا باتوا ارقاما، كما شهداءنا ارقاما الى ان قام حزب الله وحرر رفاتهم.

وكل هذا ولم نر خطابا فلسطينيا قويا في التحرير خطابا يشكر المقاومة على تحرير ابنائنا ورفات شهدائنا، خطابا يقول نعم نحن هنا، لكن يظنون انه ليس مناسبا .

فدعونا نبقى منقسمين مئات الاجزاء ، ناهيك عن الانقلاب على الشرعية في غزة فهناك انقلابات داخلية في كل حزب وحركة، فكلنا نتقاتل على الكراسي، وليت احدا منا حقق شيئا.

فليتكم تتعلمون ولو جزءا بسيطا من حزب الله ومن لبنان الشقيقة، حزب الله في المقاومة وفي اسلوب الحياة، وفي اسلامهم الجميل، ودينهم العريق، فنحن نرى الدين والتدين والاسلام يرتسم فقط في الحجاب والجلباب فهو جزء مهم حقا ولكن ليس كل شيئ، ولو تابعتم قناة المنار باحتفلاتها في النصر وتحرير الاسرى والرفات، وفي كل احتفالاتها ترى الشبان والشابات من كل طيف، الشابات معظمهن لا يرتدين الحجاب ولكنهن مع حزب الله قلبا وقالبا، فالدين المعاملة وليس الدين فقط في اللباس، فحزب الله يحبب جيل الشباب فيه، ويعلمه الدين والاسلام والمعاملة ويعطه الحرية في اللباس بعد ان ارشده على الدين الصحيح، ونحن ويا خسارة نعتنق الاسلام ولا نعرف ما هي مبادؤه ليس كلنا فلنقل المعظم كل لا يعتب علينا البعض، الا ترون ان هذا جزء من التنظيم والتعبئة والارشاد في جيل الشباب.

اين وحدتنا الوطنية الفلسطينية، واين وحدة الاحزاب ووحدة الحركات، ووحدة الصف الوطني، فكل حزب يغني على ليلاه، وهمه الاكبر بات الخطاب اليومي "الفارغ" ونشر الخطاب في الاعلام، وليس تحقيق ما يتغنوا به، فلماذا لم نر في حروب حزب الله الذي سجل فيها انتصارات مطلقة، الناطق باسم الجناح العسكري هذا وذاك يتغني ويخطب على مدار العام، يكتفون بالتهديد والوعيد الناجح دوما، فلنا عبرة منهم فلعلها ترشدنا بعض الشيئ الى الطريق الصحيح، فكما يقول المثل " ما تخاف من الي بيحكي كثير وخاف من الساكت"، فكثرة الخطابات والتصريحات تقلل من عزتنا وتجعل اسرائيل "تأخذ عينا فينا".

وكما رأينا وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في اليوم الثاني من استقبال سمير القنطار يخطب مرحبا بسمير ورفاقه، ونحن نعلم انه ليس فرحا لكن الشعب اللبناني يعلم كيف يرفع رأسه ورأس شعبه امام العالم وكيف ينشر روح الوحدة الوطنية، ونحن "نشهّر" ببعض، ونفرح ان سب حزب حزبا اخر، فلنقل اننا بعيدين جدا عن الانتصار سواء الانتصار الداخلي وتحقيق وحدة الصف الوطني او الانتصار على الاسرائيليين، الا ان جاء رجلا واحدا يشبه نصر الله.

وكما لاحظنا فكل الخطابات في احتفالات التحرير في لبنان كانت تزرع الوحدة، فكل خطاب كان خطابا موحدا وذكر شهداء وابطال كل الحركات والاحزاب، ونحن نتقاتل دوما، ففي احتفالات حركة حماس تضوج فتح وفي احتفالات حركة فتح تضوج حماس، وان حقق احدهم "لا سمح الله" نجاحا يزعل الاخر، وكأن نجاح حزب في دولة هو بمثابة خسارة لحزب اخر.

هيا بنا نفق يا شعبي ونقف وقفة رجل واحد، هيا ننسى ما مر من عمرنا ومن عمر القدس واللجوء والنكبة، والا فنحن على اعتاب الفشل والخسارة حتى النهاية.

يسلمو ايدك ابو وديع