الكثيرون يعتقدون بأن احد الانجازات المهمه التي تحسب لحزب الله عبر اتمامه صفقة تبادل ناجحه مع اسرائيل هو تلقينه الدول العربيه درسا في كيفية احترام مواطنيها، حتى ان السيد حسن نصر الله صرّح علانية بأن المقاومة ليست حكراً على حزب الله او اي كان، وطالب الدول العربية باخذ دورها في اطلاق باقي الاسرى ، ومن كان يعتقد بأن حزب الله اراد من وراء تحرير الاسرى والجثامين المزاودة فقط ، فليزاود اكثر بتحريره عددا اكبر من الاسرى ، وان السجون لا زالت ملئى بالاسرى ولم تفرغ بعد .... وأعتقد أنه من حق حزب الله استثمار عملية التبادل سياسيا وبشتى المجالات ، أما عن الدرس الذي لقنه الحزب للدول العربية فقد كان عندما لم يكتف الحزب في نقل جثامين الشهداء الى بلدانهم في وضع عادي ، وانما اصر على احترام رفاتهم من خلال الباس توابيتهم اعلام بلادهم ووضع اكاليل الزهور على شاحنات نقلهم ، مما عكس مظهرا حضاريا قويا القى بظلاله على كافه الشعوب العربية التائقة لتذوق العزة والكرامة ، فكانت مراسيم نقل جثامين الشهداء لما فيها من مظاهر العزة والكرامة والشموخ ، نجاحا مهما اخر يضاف الى حزب الله في عملية التبادل التي اجراها....
أما الحقيقة المهمه التي لا يمكن لأحد تجاهلها بل على الجميع الوقوف عندها واحترامها ، خاصه حكوماتنا ودولنا العربية هي التعلم من اسرائيل كيفية احترام جنودها ومواطنيها واستعدادها دفع الأثمان الباهظة لأجل اعادتهم وعدم تركهم يعانون ويلاقون مصيراً مجهولاً لحياتهم ، وأنه إذا كان حزب الله لا يترك جنوده في الاسر فإن اسرائيل تدفع اثمانا مضاعفة من اجل استعادة جنودها...وهنا انا لا أثني على عدو يقهر شعبا ويحتل أرضه ويمعن في اهانته واذلاله على مدار ستين عاما ، وإنما أعبر عن احترامي واعجابي لهذا النهج الذي تعامل فيه اسرائيل مواطنيها وجنودها على مدار عمر الاحتلال ، وانا اعلم جيداً أن الكثيرين يدركون هذه الحقيقة لدى اسرائيل ويكنون في نفوسهم لها الاحترام ، لكن يبقى سؤالاً مهماً مطروحاً وهو متى يعي ويتعلم زعماء العرب من حزب الله واسرائيل اهمية الفرد والمواطن أنهما الثروة الحقيقية لديهم؟؟ .
وللحقيقة التي ذكرت اعتقد ان اسرائيل وحماس اقرب من أي وقت مضى لإتمام صفقة تبادل رغم الصعوبات والعوائق المتوقعة خلال المفاوضات الغير مباشرة بينهما ، والتي ستجري بوتيرة أكبر من الماضي ، خاصة في ظل هذه الظروف والاوضاع القائمة حاليا من تهدئة واستعادة اسرائيل رفاة جنودها ، وانه من غير المقبول لدى اسرائيل اخلاقيا وانسانيا استعادة بعض جنودها وترك اخرين ، كما ان اسرائيل تخشى تكرار خطأ سابقا ارتكبته في قضية طيارها المفقود " رون اراد" ، اذ انه كان بامكانها استعادته بعد عامين من أسره ، إلا أن تعنتها وعدم تعاطيها بايجابية مع مطالب الخاطفين ورفضها دفع الثمن في حينها كلفها حسرة وندما ومعاناة مستمرة له و لذويه حتى ولكل الاسرائيليين ، وها هي بعد 15 عاماً على غيابه مستعدة لدفع ثمن أكبر فقط مقابل معلومات عن مصيره ، لذلك أعتقد أن إسرائيل غير مستعدة للمغامرة وتكرار نفس الخطأ لتعود بعد 15 عاما وتدفع لحماس نفس الثمن مقابل معلومات فقط عن حياة اسيرها الجندي شاليط ، واذا كانت اسرائيل قد حررت تاجر الحشيش "الحنان تيننباوم "الذي استدرجه حزب الله الى لبنان ، فالأجدر بها تحرير الجندي الذي أسر وهو يقوم بأداء واجبه نحو اسرائيل ومواطنيها ، لذلك أقول أن من يعرف إسرائيل يعلم أن شاليط في البيت... واعتقد اننا قريبا سنشاهد صور شاليط تتبوأ الصفحات الاولى للصحف العبرية وتعتلي شاشات التلفزة الاسرائيلية وقد كتب تحتها شاليط طليقا على غرار احتفال قناة الجزيرة باطلاق مصورها سامي الحاج رغم الفرق الشاسع لظروف كل منهما ، وسنسمع عن اتمام هذه الصفقة بين حماس واسرائيل قريبا جدا .