المسلسلات الهندية تثير غضب المحافظين في أفغانستان
4/17/2008 3:16:00 PM
كابول (رويترز) - نجحت المسلسلات الهندية التي تروى قصصا عن المشاكل الاسرية والقصص الغرامية بين الأثرياء والجميلات في ابقاء المشاهدين الأفغان مشدودين إلى مقاعدهم بعد أن كانوا لا يستمعون سوى للاذاعات الرسمية وفي ظل حظر على التلفزيون إبان حكم طالبان.
لكن ليس كل الأفغان من المعجبين بهذه المسلسلات.
وثار غضب رجال الدين المحافظين وبعض السياسيين بسبب هذه المسلسلات التي تبث ساعة بعد ساعة على أكثر من عشر محطات تلفزيونية خاصة ظهرت بعد الاطاحة بحكومة طالبان في عام 2001.
وشن المنتقدون الذين يصفون هذه المسلسلات بأنها "فاسقة" وتتنافى مع الثقافة الإسلامية حملة للضغط على القنوات الخاصة من أجل وقف عرضها.
وخلال صلاة الجمعة في أكبر مساجد العاصمة كابول أبلغ عناية الله بليغ وهو عالم دين وأستاذ جامعي الصحفيين بأنه وأتباعه مصممون على موقفهم.
وقال بليغ للمصلين "نحن ستة آلاف شخص في هذا المسجد...عزمنا على أن نذهب ونقطع كل الهوائيات اذا لم يوقفوا (عرض المسلسلات)."
وردد المصلون هتافات مثل "الله أكبر..نحن مستعدون".
واكتسبت حملة علماء الدين قوة دفع هذا الشهر عندما أصدر بعض أعضاء البرلمان بدعم من وزارة الإعلام والثقافة اخطارا لمحطات تلفزيونية خاصة بوقف بث خمسة مسلسلات هندية.
لكن رد فعل المحطات التلفزيونية بدا متحديا.
وقال مسعود قيام وهو مذيع كبير في محطة تولو التلفزيونية لرويترز في إشارة إلى الاخطار "هذا يتعارض مع قانون الإعلام."
وأضاف "لن نتوقف عن بث المسلسلات."
وقناة تولو هي أشهر قناة تلفزيونية في أفغانستان وتبث مزيجا من الأخبار والبرامج الترفيهية. وسبق أن احتكت بالمحافظين بسبب نوعية برامجها.
وتابع قيام "لا نعتبر أن أيا من برامجنا يتعارض مع ثقافتنا. هذه أكثر البرامج التي يتابعها الناس ويحبونها."
ويعترض المحافظون على المسلسلات الهندية لانها تظهر الرجال والنساء معا بالإضافة إلى اظهار النساء بملابس كاشفة وطقوس عبادة أوثان هندوسية.
ورغم أن القنوات التلفزيونية قدمت تنازلات تمثلت في قطع مشاهد العبادات الهندوسية وطمس الاجزاء العارية من أجساد النساء فلم يرض ذلك المنتقدون.
وقال جلاب خان وهو أحد المصلين الذين استمعوا لخطبة الجمعة التي ألقاها بليغ "هذه البرامج غيرت سلوك نسائنا وأطفالنا ولا نريدها. المسلمون جميعا يعلمون أن هذه الاشياء غير مباحة في الإسلام."
ويحظر القانون الأفغاني نشر أي مواد تتنافى مع تعاليم الإسلام. لكن المشاكل تنجم لدى تفسير القانون.
ورغم موجة الحرية غير المسبوقة التي شهدتها البلاد منذ الاطاحة بنظام طالبان المتشدد فلا تزال أفغانستان بلدا محافظا للغاية.
لكن المزيد من الأفغان بدأوا يعودون لبلادهم من المنفى حاملين معهم أفكارا جديدة. ويتلهف الشبان الذين يمثلون قطاعا كبيرا من السكان ولاسيما في المدن إلى طرق جديدة للحياة.
ويوجد في أفغانستان نجوم شعبيون ينشدون الأغاني والقصص الشعبية بل ان لديها نجم لموسيقى الراب. ولاقت النسخة الأفغانية من برنامج المواهب الأمريكي أمريكان أيدول الذي بثته تولو نجاحا كبيرا رغم أنه أثار الانتقادات عندما حلت امرأة في المركز الثالث.
وتدخل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي المعروف عنه أنه ليبرالي لكن يتعرض لضغوط من القوى المحافظة بشأن عدد من القضايا بينها التلفزيون بحذر شديد في الصراع.
وفي مسعى لابقاء الطرفين راضيين قبل الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن ينافس فيها العام المقبل أكد كرزاي أن حرية الإعلام ستحترم لكنه أضاف بأن أي مواد غير ملائمة ينبغي ألا تبث.
وقال كرزاي خلال مؤتمر صحفي عقد في الآونة الأخيرة "لن يكون هناك تدخل في حرية الإعلام لكن حرية الإعلام ينبغي أن تتماشى مع ثقافة الشعب الأفغاني."
وفي إشارة إلى البرامج التي "تتعارض مع الحياة اليومية" قال "نتمنى أن يوقفها التلفزيون".
ولا يرى معظم المشاهدين أي تعارض.
وتقول ديل جان وهي أم لستة أطفال "أنا أحب تولسي كثيرا وأطفالي يحبونها كثيرا". وكانت تشير إلى الشخصية الأساسية في واحد من أكثر المسلسلات الهندية شعبية. وتبث محطة تولو المسلسل وهو واحد من المسلسلات الخمسة التي يريد المحافظون منع عرضها.
وأضافت "عندما يبدأ المسلسل على التلفزيون نتوقف جميعا عن العمل وحتى الأكل لنشاهده. نحن نحبه انه مسل للاطفال."
من جوناثون بيرتش
[b]