مناضلة فلسطينية برتبة ملازم أول / قسم العمليات وحدة المناضل أبو جهاد .
ولدت دلال في إحدى المخيمات القريبة من بيروت سنة 1958 ، أسرتها من يافا و قد لجأت إلى لبنان عقب نكبة 1948 ، تلقت دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ، و الإعدادية في مدرسة حيفا و كلتاهما تابعة لوكالة الغوث الدولية .
التحقت دلال بحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) و شاركت في نيسان و أيار سنة 1973 في الدفاع عن الثورة الفلسطينية في بيروت ، شاركت في عملية كمال العدوان ، كما أوكلت لها مهمة المفوض السياسي في مجموعة دير ياسين – التي قامت بعملية الساحل عام 1978 و التي استشهدت فيها دلال - .
أما قصة استشهاد دلال فتدور أحداثها مساء يوم 10 / آذار / 1978 ((عندما قامت مجموعة من الفدائيين ( مجموعة دير ياسين ) مكونة من اثني عشر شاباََ وفتاة واحدة هي دلال المغربي بالانطلاق بواسطة زورقين مطاطيين نحو مدينة تل أبيب ، كانت الرحلة شاقة و متعبة جداََ ، حيث تاهت المجموعة في البحر لمدة ( 48 ) ساعة و نفذ الوقود ، واضطرت المجموعة إلى التجديف حتى يصلوا إلى هدفهم ، بالإضافة إلي غرق أحد الزورقين و اثنين من الفدائيين و مجموعة من الأسلحة التي كانت على متن الزورق . وصلت المجموعة إلى الشاطئ في تمام الساعة الرابعة و النصف صباحاََ و نزلت في مكان يقع بين حيفا و تل أبيب ، استولت المجموعة على باص إسرائيلي و أمرت السائق بالتوجه إلى تل أبيب و في الطريق هاجموا باص آخر ونشبت بعدها معركة بين الفدائيين و قوات إسرائيلية أنزلت من طائرة هيلوكبتر بعد أن تمكن الفدائيون من اجتياز ( 6 ) حواجز أقامتها القوات الإسرائيلية ، و أثناء الاشتباك حدث انفجار في الباص و اندلعت السنة اللهب فيه ، و في هذه العملية استشهد جميع أفراد المجموعة باستثناء اثنين تم اعتقالهم ، وقد أعلن ناطق إسرائيلي أن عدد القتلى بلغ عشرين قتيلا و ستين جريحاََ ، فيما قال البطل حسين فياض ( أحد البطلين اللذين تم اعتقالهم ) أن عدد القتلى بلغ حوالي ( 200 ) قتيل)) .
و بهذا تكون عملية دلال المغربي من اكبر العمليات التي تم تنفيذها ضد الكيان الصهيوني
أما الأبطال الذين نفذوا العملية هم :
- دلال المغربي .. (20) عام ، المفوض السياسي للمجموعة ، أصيبت برصاصة فوق عينها اليسرى و استشهدت .
- أبو هـــزاع .. (19) عام ، قائد المجموعة ، أصيب في جبهته و استشهد .
- حسين فياض .. (18) عام ، أوكلت له قيادة المجموعة بعد إصابة ابوهزاع بدوار ، و بقي القائد حتى بعد تحسن حالة أبو هزاع ، تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد .
- أبـو الرمــز .. (18) عام ، أشجع أفراد المجموعة ، تظاهر بالاستسلام للقوات الإسرائيلية وعندما اقترب منهم التقط الكلاشينكوف المعلق بكتفه وقتل مجموعة من القوات الإسرائيلية ، أصيب بعدها و استشهد .
- خالد إبراهيم .. (18) عام ، أصيب في يده ،تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد .
- أســامــه .. ( 15 ) عام ، لبناني الأصل ، اصغر أفراد المجموعة سناََ ، أصيب بطلقة في رأسه و استشهد .
- الشمري .. (18) عام ، يمني الأصل ، ارتبط مع الفلسطينيين بوشائج الدم ، كان مواضباً على الصلوات الخمس ، كان يحب فتاه فلسطينية اسمها فاطمة كان سيتزوجها بعد العملية ، حتى يحقق أمنيته بأن يصبح الفلسطينيون أخوال أولاده ، أصيب أثناء العملية بكسر في قدمه اليمنى ثم أيصيب برصاصة أدت إلى استشهاده
- عبد السلام .. (18) عام ، غرق قبل أن تصل المجموعة إلى هدفها وذلك بعد أن انقلب الزورق الذي كان يستقله هو و رفاقه فنجا بعضهم و غرق هو و فدائي آخـر و استشهدا .
- أبو جـلال .. (18) عام ، نائب آمر المجموعة ، أصيب أثناء العملية بكسر في يده اليسرى و مع ذلك واصل القتال حتى أصيب برصاصة في رأســه و استشهد .
- أبو أحمـد .. (18) عام ، يمني الأصل ، غرق بعد أن انقلب الزورق .
- فـاخــــر .. (18) عام ، فلسطيني من مواليد الكويت ، قناص من الدرجة الأولى أصيب في عينه برصاصة قاتلة أدت إلى استشهاده .
- عـامـــر .. ( 18) عام ، لبناني الأصل ، استشهد بعد إصابته برصاصة قاتله .
- وائــــل ..( 17) عام ، دائم الابتسام حتى خلال العملية ، أصيب برصاصة في بطنه أدت إلى استشهاده .
و بهذا تكون قد انقضت أسطورة دلال المغربي و رفاقها الأبطال ، الذين صنعوا ملحمة بطولية أسطوريه .
وقد تركت دلال وراءها وصية بخط يدها تطلب فيها من المقاتلين حملة البنادق تجميد جميع المتناقضات الثانوية و تصعيد المتناقض الرئيسي مع سلطات الاحتلال و توجيه البنادق إليها ، وقد استشهدت فداءً لما أوصت به ، فقدمت حياتها دفاعاً عن ثرى وطنها .
كتب الشاعر و الأديب العربي نزار قباني مقالاَ بعد العملية قال فيه : إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية و رفعت العلم الفلسطيني ، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية ، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة ، على طريق طوله (95)كم في الخط الرئيسي في فلسطين .
و مازالت هنالك آلاف الفلسطينيات أمثال دلال المغربي يقدمن التضحيات لنصرة دين الله ، و لعيون فلسطين يدفعن دمائهن ، و لعل اكبر شاهد الاستشهاديات اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل الله خلال انتفاضة الأقصى المبارك ، فها هي آيات الأخرس وأخواتها الاستشهاديات و بعد ( 23 ) عام على عملية دلال المغربي تكرر نفس التضحية وفي عمق الكيان الصهيوني … وتستمر المسيرة .
وفى هذه الصورة تظهر الشهيدة دلال المغرب وهى جثة هامدة ويظهر المجرم باراك وهو يشدها من شعرها امام عدسات المصورين
حفاظا على هيبتها لم اضع الصورة المشار اليها في الموضوع والمتمثلة في المجرم باراك وهو يدعس على جثتها فاخترت لها اجمل صورها كما هي باجمل صورة في عيوننا