بهدف حماية مركبات المستوطنين: بلدة عزون بلا مداخل وأهلها انقطعوا عن العالم الخارجيقلقيلية/مصطفى صبري- خلال زيارة المدخل الرئيس لبلدة عزون 10كم شرق قلقيلية صباح الثلاثاء، يتسلل الى قلب الزائر انه كان هنا مدخل، يستخدمه بني البشر، فالمدخل اصبح من الماضي، وجرافات جيش الاحتلال الغته بكل مافيه من مقومات وهي الاسفلت والاشجار من نوع الكينا، وحلت محلها اكوام من التراب والصخور الكبيرة.
هذا وقامت بجرف المساحات المجاورة، ووضعت الاسلاك الشائكة، واستقرت في المكان عدة دوريات من جيش الاحتلال تمنع تسلق اكوام التراب من قبل بعض المواطنين الذين يحاولون الخروج من البلدة المنكوبة في محاولة يائسة منهم قطع الحصار المفروض.
هذه الصورة النهائية للمدخل تأتي بعد تهديد الضابط في جيش الاحتلال الذي يدعى جاي في منشور وزعه بلغة عربية مكسرة على اهالي البلدة يخبرهم فيها بانه سيقوم بقتل السكان وملاحقة اطفالها اذا استمر رشق الحجارة على مركبات المستوطنين ووضع عبارة (ذنبكم على جنبكم)، وبعد توزيع هذا البيان العنصري على اهالي البلدة اغلق المدخل الرئيس بشكل نهائي واصبح اثرا بعد عين.
اهالي البلدة قالوا: كان يتم اغلاق المدخل الشمالي بمكعبات اسمنية، ويقوم اصحاب المركبات الكبيرة بازاحتها او نقلها بعيدا عن المدخل عشرات الامتار، الا انه في هذه المرة اخفت الجرافات الاسرائيلية معالم المدخل، واغلقت كافة الطرق الاخرى الفرعية ومنها طريق عسله عزون وطريق عزبة الطبيب، واصبح اكثر من عشرة آلاف مواطن بدون مدخل اضافة الى القرى الجنوبية للبلدة حيث سيضطر الاهالي في تلك القرى استخدام طرق طويلة وبعيدة، بعد اغلاق هذا المدخل الذي يعتبر الشريان الرئيس لاكثر من عشرين الف مواطن.
اغلاق المدخل الرئيس للبلدة يأتي في سياق مركبات المستوطنين الذين يمرون من الطريق الالتفافي المحاذي للمدخل من حجارة بعض الفتية، بالرغم من اقامة جيش الاحتلال نقاط مراقبة عسكرية مكونة من ابراج اسمنتية شاهقة الارتفاع مزودة باجهزة مراقبة دقيقة بالقرب من المدخل.
احد المواطنين الذين حاولوا الخروج من بلدة عزون قال بعصبية: اذا كانت ابراجهم العسكرية ودورياتهم الموجودة لا تستطيع منع رشق بعض الحجارة، فهل ينتظر منا جنود الاحتلال ان نقوم نحن ابناء البلدة بالعمل كحراس على سيارات المستوطنين وسلامتها، هذا لا يعقل يقول المواطن خالد ويضيف متسائلا: دولة عاجزة عن حماية سكان المستوطنات تعاقب الالاف من المواطنين الابرياء الامنين في منازلهم، انني اطالب المؤسسات الانسانية بزيارة البلدة المحاصرة وكيف ان الضابط المسؤول عن امن منطقة عزون الذي يدعى جاي ينفذ تهديده بقتل السكان ليس بالرصاص بل بالمحاصرة ومنع التواصل مع المحيط الخارجي، فالقتل لا يكون بالرصاص فقط بل بالحصار والتجويع وهدم مقومات الحياة يقول المواطن خالد.
المواطن احمد نصار الذي يعمل في مجال التدريس قال: الوضع داخل البلدة لا يطاق فاطباء ممنوعين من الحركة، والاهالي يحظر عليهم حتى النظر من النوافذ، والمرضى وطلبة الجامعات وطلبة المدارس اكثر الفئات تضررا، فالمدارس مغلقة، ومن لديه وظيفة خارج البلدة لم يتمكن من الوصول اليها، اضافة الى خلع الابواب بدون سابق انذار، واطلاق النار على من يسير في الشوارع.
واضاف المعلم احمد: اضافة الى هذا كله هناك استمرار في الاعتقالات مع استمرار حظر التجوال على احياء البلدة.
تشتهر البلدة بوجود العديد من مناشير الحجر، وقد ازدهرت في السنوات الاخيرة بسبب سهولة الوصول اليها من قبل المتسوقين من عرب الداخل اضافة الى انتشار ظاهرة ورشات التصليح للمركبات التي تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية، وجميع هذه المقومات الغيت تحت اسنان الجرافات الاسرائيلية ودوريات جيش الاحتلال التي تفرض منع التجول بين الحين والاخر.