تعريف الخطأ: هو الأمر المخالف لما يجب أن يقع فهو نقيض الصواب ، وهو يخالف مفهوم الخطيئة الذي يفيد الإرادة والإضمار على غير الصواب ، والقرآن الكريم ميز بين اللفظين ، لذلك قال إخوة يوسف لأبيهم “يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين” [يوسف97] ولم يقل مخطئين لتوفر الإضمار ومعرفة فعلهم الباطل تجاه أخيهم.
والخطأ يبقى نسبيا وتجاوزه يبقى اجتهادا، وهذه النسبية في الخطأ والصواب تمثل الباب السليم لمعالجة أي قضية ، وتبتعد بها عن منازل العصمة والقدسية ، وتجعلها مناط المراجعة والتقييم والنقد والتجاوز والبناء.
فالخطأ ليس نهاية مطاف ، ولكنه يمكن أن يكون بداية الدخول في محطة وعي وإرهاصات تغيير وتحول ، وكم من خطأ إذا استوفى شروط تقييم أسبابه ومسبباته ومراجعة الأدوار والأطر والمستويات ، كان البداية السليمة لمشروع ناجع ودائم وناجح ، وكم من نجاح أولي ولد شطحات واستعلاء ونبذ التقييم والمراجعة والدراسة ، ما أدى إلى انهيارات سريعة ودخول مناطق الشك والريبة والعدم.
فمن أخلاقيات الخطأ شجاعة على الاعتراف ، وجرأة على المعالجة ، وصبر على التجاوز وعزم على البناء ، لذلك ففي تقديري فإن الحكم الصادر اليوم بحق قيادات جماعة الاخوان المسلمين (يسمون ايضا بمافيا الاخوان المجرمين ، وفي رواية أخرى عصابة الاخوان) ، فالحكم اليوم بحق هذه (المافيا) في تقديري يمثل إعتراف صريح من النظام المصري بخطأه السابق في السماح للإجرام والتطرف والتخلف والغباء بالتغلغل في المجتمع المصري ، ولكن في المقابل هل الاحكام الصادرة (3 - 10 سنوات) كافية؟ وهل مصادرة الاموال كافية؟ ، أعتقد ان النظام المصري يجب ان يضع في إعتباراته ان هؤلاء هم من قتل انور السادات عندما وثق بهم ، وهم نفسهم من يعملون لزعزعة الاستقرار الاجتماعي في ربوع مصر ، وهؤلاء (نفسهم) هم من يستلم التحويلات البترودولارية الوهابية المليونية بصورة منتظمة وعلى مر سنوات لزعزعة الاستقرار الاقتصادي ليتمكنوا من إقتناص السلطة في مياه عكرة من عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، لذلك يتوجب على النظام المصري أن يضرب عليهم (بيد من حديد) بحيث لايبقى منهم ولايذر ، فالواجب إستئصالهم نهائيا من المجتمع (حرقا إن أمكن) ، لتتمكن مصر من العودة لدورها المحوري المعهود بعيدا عن تبعيتها (المفضوحة) للكهنوتية الوهابية.
وبما أن الشئ بالشئ يذكر ، ففي تقديري ايضا ، ان قيام مصر بفتح معبر رفح للتنفيس عن جماعة حماس الاخوانجية سيمثل خطأ فادحا في حرب النظام مع مافيا الاخوان ، ففضح دجل النظام الاخوانجي يجب ان يبدأ من فضح فشل حماس في غزة.