انتهاكات فظيعة وغير قانونية تمس حقوق الأسرى القاصرين ومخالفة لأبسط القواعد الإنسانية والحقوقية الدولية. فظروف وأحوال الأسرى الأشبال لا تتماشى حتى مع قانون الأحداث وأنظمة الأشبال وتعليمات محكمة العدل العليا الإسرائيلية.
وقد أفاد الأسير نضال عبد المجيد البستنجي (16 سنة) من سكان قلقليه، أن الأسرى الأشبال تعرضوا بتاريخ 11/2/2006 لعقاب جماعي وذلك على إثر سكب أحد الأسرى الزيت الحار على أحد السجانين وقامت إدارة السجن على إثرها بمصادرة الأجهزة الكهربائية مثل التلفزيون والراديو وبلاطة الطبخ وغيرها، وقامت بتقصير مدة الخروج إلى الساحة من 3 ساعات إلى ساعة واحدة فقط.
وتعرض الأسير البستنجي إلى الضرب بواسطة جهاز كهربائي على رقبته، وقامت إدارة السجن أيضاً بإيقاف دروس التعلم التي كانت تعطى للأسرى الأشبال عن طريق معلم خارجي.
ووصل الأمر حسب قول الأسير المذكور إلى قيام إدارة السجن بتخويفهم عن طريق محاولة تسريب غاز للغرف وتمزيق القرآن الكريم في الغرفة رقم 8 على يد مجموعة من السجانين.
وأشار الأسير أيضاً إلى تسرب مياه إلى غرفة الأشبال مما أدى إلى تبلل الفرشات وإلى انتشار الرطوبة في الغرف والتعفن على الجدران وعدم دخول الهواء والشمس إلى غرف السجن.
وأفاد الأسير محمد فوزي ضراغمة (17 سنة) من سكان طوباس، أن شبابيك الغرف مغلقة بشكل دائم بألواح من الحديد مما يمنع دخول الشمس والهواء ويزيد من الرطوبة، وأنه يشعر دائماً بالاختناق،وقال إن غرف السجن ينقصها الأثاث اللازم مثل الطاولات والكراسي والخزائن، وأنه لا يوجد فاصل بين الحمام والمراحيض مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وتنتشر الحشرات والصراصير داخل الغرف. وأشار الأسير ضراغمة إلى معاناة الأسرى من البرد الشديد بسبب نقص في الحرامات.
قال الأسير محمد هدى الريماوي "أبو الهدى" (27عاما) من قرية بيت ريما شمال غرب رام الله، وعضو المجلس البلدي في بلدة بني زيد الغربية، والذي أطلق سراحه أمس من سجن النقب الصحراوي، إن إدارة السجون بدأت في الآونة الأخيرة بإعطاء بعض الأسرى المعتقلين إدارياً قرارات التمديد قبل الانتهاء من وقت الإفراج عن المعتقل بفترة طويلة.
وأضاف بأن هذه القرارات، زادت من حالة التوتر والاحتقان داخل الأقسام في سجن "النقب" وسببت أيضاً بعض الأزمات النفسية التي أصابت بعض المعتقلين الذين طالهم القرار.
وذكر أيضاً بأن الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية، في حالة ترقب دائم وخاصة بعد أن بدأت إدارة السجن بتوجيه رسائل صوتية قصيرة إلى المعتقلين الإداريين تخبرهم من خلالها أنه لن يطلق سراح المعتقل في الوقت المحدد له، ويضيف أبو الهدى" بأن هذه الرسائل تبدأ قبل تاريخ الإفراج بحوالي شهرين وتستمر حتى وصول الإشعار الرسمي، الذي يأتي من المخابرات الإسرائيلية
وأكد "أبو الهدى" أن الهدف من هذه القرارات أن يبقى الأسرى في حالة توتر دائم طوال فترة مكوثهم في الاعتقال الإداري، حيث يتم تكرار الرسالة كل 15 يوماً تقريباً، ومضمونها: " إلى الأسير... نعلمك أنه لن يتم إطلاق سراحك في الوقت المحدد لك وسنقوم بإبلاغك بوقت الإفراج في وقت لاحق"، علماً أن "أبا الهدى" اعتقل أربع مرات قضى خلالها أكثر من تسع سنوات كان آخرها الاعتقال الإداري لمدة سنة ونصف في السجون الإسرائيلية