اللغة العبرية من الآرومة السامية التي تنتمي اليها العربية و السريانية ، لذا كان مفيداً لدارسي اللغة العربية و اساتذتها ، و علماء الدين ، و كل عربي ينطق الضاد أن يكون على خط من الدراية باللغة العبرية ، لما لها من صلة بلغتنا العربية .
و الفكرة من تعليم العبرية هي غايتين أساسيتين هما :
1- سد حاجة الأعضاء و الأخوة اللذين يريدون تعلم اللغة العبرية .
2- سد حاجة كل عربي يرى أن واجبه القومي و الديني يدعوه إلى دراسة هذه اللغة دراسة علمية .
نقرأ في كتب التاريخ العربي و الاسلامي ، أن طلاب العلم من أجدادنا ، كانوا يجوبون الأرض طولاً و عرضاً، بحثاً عن معلومة ، تضاف الى سيل المعرفة ، و لم يكن ذلك قصراً على علوم بذاتها ، فقد وضع اولئك نصب أعينهم ، تعلّم لغات أخرى ، غير الضاد ، يتسنى لهم من خلالها الاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى ، التي دخلت آنذاك في اطار الدولة الاسلامية ، و بذلك اتسعت آفاق العلم و المعرفة ، باعتبار اللغات مداخل للولوج الى ثقافات و علوم أخرى تنفع الناس .
حتى سنين قليلة ماضية ، في عمر الزمن العربي ، كان مجرد التفكير في تعلم اللغة العبرية غير وارد ، سوى في بعض الجامعات و مراكز الابحاث المدنية و العسكرية ، و هو ما يدخل في الاستخدامات الاستراتيجية ، ذلك ان اللغة العبرية ترتبط بالعدو التاريخي للأمة ، فحال الحاجز النفسي دون انتشارها ، و على الرغم من ان العرب و المسلمين ، اجادوا و بشكل واسع مختلف اللغات ، و في مقدمتها الانجليزية ، الاّ ان اللغة العبرية ظلت في زاوية النسيان و اللامبالاة ، مع ان تعلمها كان ضرورة ملحّة تعدّى التعامل النفسي الى ما نص عليه قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من تعلّم لغة قوم أمن شرهم ، فتعلُّم اللغة العبرية لا يدخل في الممنوعات وفق مقاييس تتخذ اشكالاً وطنية او ربما دينية ، بل على العكس من ذلك ، مدعاة للتحلل من الانغلاق ، و معرفة انماط تفكير الخصم .
و اذا كان الامر كذلك في زمن كانت فيه ميادين الحرب ، لغة التخاطب الدارجة ، فإن مرحلة السلام التي تدق ابواب دول المنطقة ، تلح في الطلب على تعلّم للغة العبرية ، ذلك أن لغة التخاطب القتالية تبدو من الضآلة بحيث لا تقارن مع لغة السلام ، مع ما يستتبعها من تعامل و سياسة و اقتصاد... و ما الى ذلك من مصطلحات الحياة المعاصرة ، التي ينبغي التعامل معها بحرص و اهتمام ، فهي تحمل اخطاراً لا تعد و لا تحصى .
و يُقال أيضاً أن اللغة العبرية ، هي لهجة انبثقت عن الكنعانية القديمة ، و من ثم أعيدت صياغتها في أواخر القرن السابع و بداية القرن الثامن ، و هي تتشابه مع اللغة العربية في الصرف و النطق ، بحيث تصل احياناً حد التماثل ، الامر الذي يجعل تعلمها سهلاً و ميسوراً .
***********************************************
أولاً : الحروف العبرية :
تتكون الحروف العبرية من 22 حرفاً ، بيد أن هذه الحروف كانت تنطق 29 صوتاً في اللغة العبرية القديمة ، ثم اصبحت تنطق في العبرية الحديثة 25 صوتاً ، و سوف نتطرق الى ذلك لاحقاً .
و الاحرف العبرية الحالية هي أيضاً أحرف حديثة ، تمت بلورتها في نهاية القرن السابع و بداية القرن الثامن – و قد أخذها العبريون من احرف اللغات السامية الموجودة في المنطقة ، و خصوصاً اللغة العربية . بيد أن علماء اللغة العبريين عملوا على الاحتيال على تلك الاحرف و ادخال بعض التعديلات عليها ، أو اقتطاع أجزاء منها عبر وضع خمس قواعد رئيسية لتحويل الحرف العربي الى حرف عبري .
خصائص الحروف العبرية :
1- تكتب بصورة منفردة ، أي أنها لا تتصل ببعضها البعض .
2- تكتب من اليمين الى اليسار ، تماماً كالحرف العربي .
3- تأتي في ترتيبها على صورة " أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت " .
4- هناك صورتان للأحرف العبرية ، الأحرف الطباعية و أحرف الكتابة اليدوية .
5- جميع الأحرف العبرية تكتب فوق السطر ، باستثناء الأحرف النهائية للكلمات التي يجري تغيير صورتها ، و عددها 5 أحرف ، و سنتطرق إليها لاحقاً .
الأحرف و لفظها :
א : و يلفظ آلِف ، و لا يختلف صوته عن صوت الألف اليابسة اذا كان متحرّكاً فهو كالهمزة العربية . أما اذا كان مسهّلاً فإنه يستعمل حركة طويلة ، و يكون لمدّ الفتحة أو الفتحة الممالة نحو الضمّ .
בּ : و يلفظ بيت ، كالباء العربية إذا كان الحرف منقوطاً من داخله .
أمّا إذا كان بلا نقطة من الدّاخل ( ב ) فإنه ينطق بصوت (v) في اللغة الانجليزية .
גּ : و يلفظ جِميل ، كصوت الجيم القاهريّة ، أو كصوت الحرف الأول من الكلمة الانجليزية ( Good ) . و ترى صورة هذا الحرف بنقطة في داخله ، او بلا نقطة ( ג ) بصوت الغين العربي ، و اليوم لا فرق بين المنقوط و غير المنقزط في اللفظ أي ان الحرفين لفظاهما كالجيم المصرية أو القاهرية.
דּ : و ينطق داليت ، يلفظ كالدال العربية ، ان كان منقوطاً أو غير منقوط ( ד ) . و قد كان غير المنقوط بصوت الدال العربية ، و اليوم لا فرق بين المنقوط وغير المنقوط في النطق .
ה : و يلفظ هيه ، و هو كالهاء العربية ، و قد تستعمل في أواخر الكلمات صورة لصوت حركة المد ، كما قد تستعمل الياء العربيّة صورة لآخر الكلمة المقصورة .
ו : فاف ، الأصل فيها أن تكون بصوت الواو في العربية ، لكن هذا الصوت انحرف الى صوت الـ(v) في الانجليزية ، بسبب اختلاط الناطقين بالعبرية بأقوام لا يأتون بالواو كالواو لدينا .
و قد تستعمل الواو للدلالة على حركة الضم الطويلة أو على الضمة الطويلة المفتوحة.
ז : زاين ، كالزّين العربية .
ח : حيت ، كالحاء العربية ، و لكنها قد تلفظ بصورة الخاء أو الهاء ، لعجز المتكلمين بالعبرية عن نطقها ، او رغبة منهم في تقليد العاجزين عن نطقها .
ט : طيت ، كالطاء العربية في الأصل ، و لكن صوتها في الوقت الحاضر يميل الى الترقيق ، فهي بصوت التاء العربية .
י : يود ، كالياء العربية ، فهي حرف صامت يتحرك بالحركات ، و هي مستعارة بعض الاحيان لتستعمل كسرة طويلة او كسرة طويلة ممالة .
כּ : كاف ، كالكاف العربية اذا كانت فيها نقطة . أما اذا كانت بلا نقطة ( כ ) ، فإنها تنطق بصوت الخاء العربية .
و في نهاية الكلمة لها صورة تختلف عن صورتها في اول الكلمة او وسطها ( ך )، و صوتها في النهاية كصوت الخاء في اكثر الأحيان .
ל : لامِد ، و تلفظ كاللام العربية .
מ : ميم ، كالميم العربية ، و لها صورتان : صورية اوّلية او متوسطة ( מ ) او ختامية ( ם ) .
נ : نون ، كالنون العربية ، و لها صورتان : صورة أولية او متوسطة ( נ ) او ختامية ( ן ) .
ס : سامخ ، تنطق بصوت السين العربية ، و هي الأصل في تصوير هذا الصوت . و قد تطابق صوت السين العبرية الذي سَيَلي بعد قليل ، و قد كانت تختلف عنها .
ע : عين ، كالعين العربية ، و لكن أكثر الناطقين بالعبرية الحديثة يحرّفون نطقه الى صوت الألف المهموزة.
פ : كالفاء العربية اذا كانت بلا نقطة ( פ ) او ختامية ( ף ) ، و قد تكون فيها نقطة ( פּ ) اذا وقعت اولية او متوسطة ، فيكون نطقها كنطق حرف (p) مثلاً في كلمة (Pen) الانجليزية .
צ : تسادي ، الأصل فيها أن تلفظ كالصاد العربية ، و لكنها في العبرية الحديثة تلفظ بصوت (تْس) ، فهي بصوت (ts) في كلمة (meets) الانجليزية .
و في نهاية الكلمة تكتب على الشكل التالي : ( ץ )
ק : قوف ، الأصل فيها ان تكون كالقاف العربية ، و لكنهم يأتون بها بصوت قاف الفلاّحين .
ר : ريش ، كالراء العربية ، الأصل فيها ان تلفظ مكررة مدحرجة ، و لكن كثيراص من المتكلمين بالعبرية الحديثة يلفظونها بصوت الغين العربية تقريباً .
שׁ : شين ، كالشين العربية ، و تكون ذات 3 اسنان – و نقطة على الجانب الأيمن .
امّا اذا كانت النقطة على الجانب الأيسر ( שׂ ) فإن الحرف يلفظ كالسين العربية . و قد مرّ بنا أن صوت السين العبرية قد نشأ عن اختلافات لهجيّة في نطق الشين ، فأدى ذلك الى امتزاج صوت السين بصوت السامخ .
תּ : تاف ، كالتاء العربية ، اذا كانت بداخله نقطة . و هو كذلك يلفظ بصوت التاء إذا لم تكن فيه نقطة . و قد كان الخالي من النقطة ( ת ) بصوت الثاء العربية ، و لا فرق بين صوتي هذا الحرف في رسمه المنقوط أو غير المنقوط .