يستعرض الباحث الصهيوني رون شليفر دور الإعلام (الحرب النفسية) في الصراعات بين الدول والمجتمعات. ونجد أن البحث يؤسس على وجود ثغرات وفجوات في الإعلام الصهيوني حالت دون توضيح وجهة النظر (الإسرائيلية) في الحرب الدائرة رحاها في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الفلسطينيين الأمر الذي أدى شجب وإدانة واستنكار تعرضت لها (إسرائيل) في حين حصد الفلسطينيون، و"نتيجة لتفوقهم الإعلامي"، تضامن العالم وتعاطفه.
فهو يريد أن يظهر أن انحياز الرأي العام العالمي إلى الجانب الفلسطيني ناجم عن ضعف في الإعلام و(الحرب النفسية) في الكيان الصهيوني، أي أنه ليس ناتجاً عن العمليات الإرهابية والجرائم الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد شعب أعزل.
وينشر المركز الفلسطيني للإعلام هذا البحث لإلقاء نظرة على مفهوم وتطبيقات (الحرب النفسية) التي يمارسها الكيان الصهيوني، مع تحذيرنا بأن هذا البحث مليء بسموم (الحرب النفسية الصهيونية).
ونحن بدورنا كمؤسسة إعلامية نؤكد على أهمية دور الإعلام، كوسيلة لإقناع الرأي العام من خلال بث المعلومة الصحيحة والواضحة والموثقة وفق منظومة تتفق مع المنطق والحقيقية ولا تتناقض معه باختلاف الزمان والمكان، وصولاً إلى حشد المزيد من تضامن وتعاطف العالم مع قضية شعب شرّد من أرضه ويمارس عليه حرب إبادة إرهابية بشكل يومي ومبرمج في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الرسالة، وسيلة الإعلام، المتلقي.. ولأن الكيان الصهيوني عاجز عن محو الرسالة لوضوحها وضوح الشمس، ولأنه أيضاً عاجز عن قتل مئات ملايين المتلقين، فإن وسائل الإعلام هي الحلقة التي يمكن ضربها وصولاً إلى حجب الحقيقة وتبديد وهجها، وفي هذا السياق عمدت، وما زالت، الأجهزة الصهيونية إلى محاولة ضرب موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" على الشبكة القارية.. تلك المحاولات التي بدد نجاحها مهندسوا موقعنا الأكفاء.
ونشدد على أن "الحرب النفسية" ربما تساهم في حسم معركة، ولكن، من المستحيل أن تحسم الصراع، إلا لصالح الطرف صاحب الحق والحقيقة.
المركز الفلسطيني للإعلام
المقدمة
تعتبر التنظيمات الفلسطينية وتنظيم حزب الله تنظيمات قليلة العدد والعدة بالمقارنة مع (إسرائيل)، وقد توصلوا إلى إنجازات عسكرية وسياسية ملموسة؛ فقد أدت عمليات حزب الله إلى إخراج (إسرائيل)من جنوب لبنان، وأدت الانتفاضة الأولى إلى إقامة دولة فلسطين الفعلية، ولا زالت الانتفاضة الثانية مستمرة وما زال من السابق لأوانه تقدير نتائجها.
لقد أدار الفلسطينيون وحزب الله الحرب ضد (إسرائيل) بوتيرة هادئة، وذلك من خلال استخدام وسائل نفسية كثيرة، وأدى نجاحهم المبهر إلى تدريس أساليبهم في الأكاديميات العسكرية في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أنه من غير المناسب تحليل المنجزات بالأدوات الدارجة للحرب التقليدية طالما أنها لم تحصل مثل هذه الحرب، وهذا الفصل ينطلق من زاوية الاعتقاد أن هذه المنجزات نبعت من تطبيق شريعة الحرب والتي تربط بين الحرب على وتيرة هادئة وسياسة مخططة ومنسقة من خلال بث المعلومات، وباختصار هي الحرب نفسية.
هذه الدراسة توضح أفكارا أساسية ومحددة حول موضوع الحرب النفسية، وتعطي عددا من التطبيقات وعددا من الوصايا للمستقبل.