المشاكل الزوجية كثيرة، لكن أغلب هذه المشاكل تكون الزوجة هي المسئولة عنها وأحيانا أخرى الزوج هو المسئول فهذا زوج يشتكي ويقول تزوجت في سن مبكرة ولم أحسن الاختيار ، وآخر يقول أنها تفعل كل شئ لإرضائي ولكنني اشعر اتجاهها أنها مربية أطفال جيدة فهي ليست رفيقة الدرب كما كنت أحلم ، ويقول آخر حياتي الزوجية باردة جدا ومملة ولا أحب التحدث معها لأنها لا تفهمني وهي دائمة الشكوى، والنكد .
كل هذه بعض من نماذج لأزواج دائمي الشكوى ولكن هل هذا مبرر للخيانة الزوجية وهل الخيانة هي نتاج لتغيرات تطرأ على المجتمع.
ففي حلقة من برنامج "لكل العرب" الذي يذاع على قناة "الحوار" تناولت الحلقة مشكلة الخيانة الزوجيةحيث استضاف البرنامج الدكتور أحمد شوكة استشاري الطب النفسي ليحدثنا عن أسباب الخيانة الزوجية ويحلل المشكلة .
للخيانة أنواع
أكد دكتور شوكة :" أن الحياة الزوجية منظومة حياتية يوجد بها جزء عاطفي وجزء وجداني وسلوكي، وجسدي، وتربوي فهي خلية صغيرة لبناء أسرة، ومجتمع ومع مرور الوقت قد تطرأ بعض المتغيرات خلال الزواج مثل الركود، والملل، والجمود وقد تنتج الخيانة من التغيرات التي تحدث للزوج أو الزوجة أو المجتمع " .
وأكمل للخيانة أنواع خيانة عاطفية وهي تعايش الطرفين مع بعضهم ولكن كل منهم له حياته، وتفكيره المستقل بعيد عن الآخر ، والخيانة الزوجية ليست قاصرة على مجتمع واحد فهي في كل المجتمعات باختلاف الثقافات وقد تنتهي الخيانة بجرائم أو بتشتت الأسرة .
والمشكلة أن كل زوجين يعتقدان أن كل منهما يفهم الآخر فكل منهم لم يرى حياة الأخر بتفاصيلها ولكن رأى الشكل الخارجي أو الروتيني للشخصية والمتعارف عليه أن بعد فترة من الزواج يعتقد الزوجين أن عليهما تربية أولادهم فقط ويهملون حياتهما الزوجية وهذا غير سليم .
ويجب أن تستمر الحياة الزوجية بالتعاون والود والاحترام والثقة في الآخر فكل شئ يذهب فعلا بعد فترة الشكل، والجمال فهذا نتيجة تغيرات فسيولوجي للرجل والمرأة قد يختلف التوقيت الزمني بينهما و يعتبر هذا من ضمن العقبات فالرجل يشعر أنه مازال شابا في حين أن المرأة يظهر عليها ملامح الكبر سريعا ولكن هذا ليس الأساس فالمشكلة هل أنت راض عن حياتك الزوجية أم لا ؟.
وأشار دكتور شوكة أن نصف المسئولية في حدوث الخيانة الزوجية على المرأة والجزء الآخر على الرجل لأن الرجل هو الذي يجعل زوجته تخرج من البيت أو الرجل هو الذي اختار الهروب من المنزل ولم يعطي الاهتمام الكافي لزوجته.
مسئولية من
أحيانا كثيرة يكون الرجل مقصر أو تكون المرأة هي المقصرة وقد يستقيم الاثنان ولكن الظروف حولهم غير مستقرة ومن الأسباب الهامة أيضا التكوين النفسي للرجل فهو مسئول عن الأسرة وللظروف الاقتصادية، والسعي وراء الرزق أحيانا يعمل الرجل أكثر من عمل واحد فقد تلهيه مسئولياته عن شريكة حياته، وأيضا النظرة الخاطئة للمرأة من المجتمع فهو ينظر إليها كدمية أو شئ ليس له كيان .
وإذا كان الرجل وسيم أو المرأة شديدة الجمال فنجدهم غير راضين عن حياتهم وينظرون دائما حولهم ويحاولون البحث على ما هو أفضل، وأسباب أخرى كثيرة مثل عدم اهتمام الزوجة بنفسها، والملل وزيادة الاهتمام بالأبناء، وإغفال الزوجة لاحتياجات الزوج العاطفية، وكثرة الخلافات، وضعف المستوى الثقافي، وكثرة الشكوى من الزوجة والمراهقة المتأخرة ، ولكن على الزوجين أن يتركوا المساحة الكافية لبعضهم حتى لا يشعر أحدهم بالضيق في حدود ما يسمح به الدين، والمجتمع والعرف .
وهناك أسباب أخرى للخيانة وهي كبت الرغبات الشخصية للزوج أو الزوجة خوفا من الدخول في خلافات بينهما وأيضا الأفلام، والمسلسلات الخارجة التي تعرض على الفضائيات فتعطي نماذج وأمثلة سيئة تؤثر علي المجتمع، والتبرج، والخروج في الشوارع دون الاهتمام بالتعاليم الدينية .
احذروا المواجهة
وأوضح أيضا عند اكتشاف الزوجة خيانة زوجها فعليها أن تتصرف بذكاء لأن الزوج في البداية يرفض وينكر، وفي تلك الحالة يحدث شرخ في العلاقة ،والمواجهة هنا حل غير سليم حيث يحدث جذب وشد بين الطرفين فيجب على الزوجة أن تتصرف بذكاء ويمكن أن يرضي الزوج الزوجة بالكلام ويرجع إلى فعلته مره أخرى ولكن على الزوجة اكتشاف الخلل، ومحاولة معالجته، ولكن إن لم تفلح في هذا فالطلاق مشروع في هذه الحالة .
ويجب علينا أن نعرف أن الخيانة قبل أن تكون خيانة للزوج أو الزوجة فهي خيانة لله والدين حيث إن جريمة الزنا من الكبائر ويعاقب عليها الإنسان أشد العقاب ولكنها ظاهرة موجودة في مختلف المجتمعات رغم وجود الوازع الديني ولكن الطبيعة البشرية ضعيفة .
ومن وجهه نظر الدكتور شوكة لتقليل حدوث الخيانة الزوجية لابد أن نعطي لمشاعرنا حقوقها، ويجب الصراحة، والوضوح بين الطرفين، والبوح بها عند الإحساس بأي مشاعر غضب، والتفاهم والاهتمام من جانب الطرفين ببعضهما، وأن تعطي الزوجة للزوج حقه أمام المجتمع الذي يعيشون فيه وكذلك بالنسبة للرجل يجب أن يعطي للزوجة حقها أمام المجتمع وزيادة الاهتمام بها ولكن رغم ذلك تحدث الخيانة أحيانا دون مبرر، دون أسباب حقيقية.