سمفونية الرحيل

هل يعشق الرحيل سكة السفر
هل آمن الجميع اننا في لحضة الجنون
سنرشق العيون بالزهور
ونقتل الفراق والسهر؟
هل آمن الجميع اننا
نبيت في جنوبهم
نعيش في قلوبهم
ننام في جفونهم
نقيم في حقولهم
يزفنا البهاء في سكونه
نظل في شفاههم
نردد الشقاء والعبر
نصب في رؤوسهم
كما يصب فوق زهرنا المطر؟
هل يؤمنون اننا
اذا انقضى النشيد
نعاود النشيد
او اذن الزمان بالرحيل
نعاود الرحيل ... الى المدى البعيد
الى المدى الجديد..
مدائن الرحيل
وثائق السفر
تواتر الحياة ... ومضة الضياء
ورحلة الغريب في ملاعب الصبا
وخطفة الشراع
رعشة الوتر
وهذه الجموع كلها
تقول في خفر:
من قال : اننا في ليلنا
في موسم افتراقنا
في عشقنا وبوحنا المباح
سنغضب الضياء والعيون
ونسكت النجوم والقمر
***
حبيبتي ... والعمر قبض ريح
تقدمي .. من خاطري
من موطني الجريح
من هذه الرسوم والصور
تقدمي .. في اخر المدى
سيوقنون اننا ... كنا ولم نزل
نصر ان نعيش آخر الحياة
في ضفة مسكونة بالحب والحنان
في كوخنا المخفوف بالرياض والامل
تقدمي .. انا هنا اكون
تقدمي ... لاتغمضي الجفون
انا لك الرياح والشراع والشجر
انا لك الوشاح والغصون
تقدمي ..
لم يفتر الغزل ...
ولم تغير طعمها القبل
ولم تغير جلدها الجمل
هل قال كافر بالحب او زعم :
سيهبط المساء ... ويسدل الستار
في هدوء ... ويعبر الخطر
او قال : ان حبنا يموت او يهون؟
هل قال كافر بالحب اننا
كالاخرين ننتهي او نختفي
كما اختفى المساء في الرحيل
او ضاع في مفارق الضياع والسفر؟
***
اقول ياحبيبتي
لن ننتهي .. لن يذبل الامل
ولن يظل حبنا يعايش الخطر
فانت تعلمين اننا ..
نجدد الحياة
ان اظلمت او ادبرت
في دربنا الحياة
***
اعود كي اقول :
لمن اباح حرمة المخيم الحزين
هل فكر الجلاد لحضة
بالموت والصفيح والانين
اعود كي اقول :
حبيبتي الى متى نواصل السفر؟
كم مرة يضيع من طريقنا الطريق
وتغرق الجموع في الرحيل؟
كم مرة سيخطفون من عيوننا البصر؟
***
الحائط الحزين يستجير
يقول في حياء :
تكاثرت في جوانبي الشرائط السوداء –
تكاثرت في جوانبي الاتراح والصور
الحائط الحزين
ينهار في ثوان
ويبدا الرحيل من جديد
العالم الجديد – المارد الحزين
الطفل والهدوء والنحيب
واوجه النساء والمطر
تجمعت في موسم الرحيل
تجدد الرحيل ... ويبدأ السؤال من جديد
الى متى – احبتي – نواصل السفر