سمفونية العشق البربري

سمفونية العشق البربري

هو ذا عيدك الخامس
يا بربرية العشق
يمر في حضرتي بصمت لعين
وما زال الوقت يهدر انتظاري
وتهينني الأيام
وما زلت
في ليل غيري تضيئين
هو ذا يا بربرية العشق
جبروتك يطغى
وشأنك يعلو
وأراني حائرا تائها
كدوري حزين
هو ذا أنا
يا بربرية العشق
بين الجموع بلا وجود
أبحث عن ذاتي
في ذاتك
في رخام وجهك
ولغط الآخرين
كلهم ينظرون إليك
كلهم يشيرون بأصابعهم
كلهم.. يتغنون بشعرك المتهدل
على الجبين
ووحدي أنا يا بربرية العشق
وحدي أجلس قصيا
انتظر أن يفرغ اللاهون
لأهمس
أنا هنا
أنا الظافر بهذا القلب المستكين
وحدي يا بربرية العشق
أمزج خوفي بفرح الناس
أمزج صورة الحاضر بالمستقبل
لأرى انكساري
في شاطئ العيون
وبرقوق الشفاه المهين
وحدي يا بربرية العشق
من يقبل أن يكون
منفضة لسيجارك
ومحطة آيلة للسقوط
تلتقطين فيها أنفاسك
وما تلبثين حتى ترحلين
وحدي يا بربرية العشق
من قبل أن تعذبيه
وتفرضي قيودك عليه
متى ينام
متى يفيق
ويعيش كما تشائين..
وحدي أنا
آثرت الصمت
وجبلت النار بالحب
كي أكون مدرسة للعاشقين
ولست وحدك
من أرادت أن تمر علي
ولست وحدك
من عشق الموت على صدري
والعوم في حبر قلمي
لكن وحدك
رغما عني كنت تمرين...
ألا ترين يا بربرية العشق
كيف مرت السنين...
ومر الربيع
في دروبنا
وكيف كنا
لعبير الزهور نستكين...
وكيف زرعت في ظلماك
الياسمين...
وحملتك صغيرة
باكية
حزينة
وعلى يدي
كنت تكبرين
وتركتك
كما زهور اللوز
دون أن أشتم شذاك
تتفتحين...
ألا ترين
أنني وحدي
من منحك الحياة
كما ترغبين...
وأنا من صنع من خوفك
إقداما
ومن يبسك
لين...
وأنا من صبر
على صباك
ولهوك
وغضبك
وكان..رغم الألم
دائم الابتسام
كي تبتسمين
الست من سواك
وجعلك بعد قتوم
كلؤلؤة تلمعين
ألا ترين
فاني يا بربرية العشق
ما زلت أراك تنكرين...

:111: