|
طفل يرجم آلية مصفحة بحجر |
في الذكرى الثامنة لانطلاق انتفاضة الاقصى, التي اندلعت شرارتها إثر الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارائيل شارون للمسجد الاقصى, والتي اعتبرها الفلسطينيون زيارة استفزازية أثارت مشاعرهم وحركت عواطفهم وسواعدهم نحو انتفاضة جديدة, يقف الفلسطينيون اليوم وهم أكثر إيلاماً وجرحاً, لا بسبب المواجهة مع الاحتلال والتي ارهقت كاهلهم بقدر ما هي بسبب الانقسام الحاصل لشطري الوطن, ووقوف الاخ في وجه أخيه.
ويرى فلسطينيون التقتهم "معا" واستطلعت آراءهم حول الانتفاضة في ذكراها الثامنة, أن الانقسام شجع اسرائيل على اتخاذ مزيد من الاجراءات العقابية ضد الشعب الفلسطيني والاستفراد بكثير من الامور التي لولا ما جرى على الساحة الفلسطينية لم تكن لتنالها وتجرؤ على فعلها, كما رأوا أن سلطات الاحتلال تحاول عبر إطالة أمد المفاوضات إلى عرقلة تنفيذ أي اتفاق سلام مع السلطة الوطنية.
المهندس إبراهيم دعيق نائب رئيس بلدية أريحا قال: "إن عدم حدوث تقدم على الصعيد السياسي وتأخر تحقيق إنجاز على صعيد المفاوضات اثر بصورة كبيرة على الساحة الفلسطينية عامة وعلى روح الانتفاضة، فالساحة الداخلية تفتقر للوحدة وهذه اكبر نقطة ضعف, وان الظرف العام دوليا وإقليميا غير قادر على إنجاح المفاوضات، لذلك لابد من التوجة نحو الوحدة الوطنية وإعادة اللحمة إلى الساحة الداخلية والالتفاف حول "م ت ف" وابتكار وسائل متعددة للمقاومة لاسترداد حقوقنا الوطنية، كما ان صعوبة الوضع تتطلب تدخلاً دولياً كبيراً, إضافة لإسناد عربي للضغط على مؤيدي إسرائيل للقبول بحل جذري قابل للتنفيذ".
الشيخ محمد إيهاب أبو زينة, شخصية إسلامية مستقلة قال: "رغم قسوة الظروف وصعوبة الحياة وتعقيدات الوضع السياسي, إلا ان الشعب الفلسطيني يثبت أنه قادر على انتزاع حقة والصمود وعدم الخنوع, وان لديه رغم قلة الإمكانيات من ابتداع وسائل وأساليب مقاومة متعددة وفرض قضيتة، ولا شك ان الأمر بشكل عام صعب، فكل طرف متمسك بارائة مما يؤثر على سير المفاوضات ويجعلها غير مجدية، وان الوضع الدولي غير مريح مطلقاً، مما يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق أبناء الشعب الفلسطيني وتدفعه لابتكار وسائل مقاومة جديدة".
وأضاف أن آفاق الحل السياسي غير مطمئنة خاصة وأن الأطراف الدولية غير جادة في فرض الحل وهذا مرهون بأجندات خاصة بهذه الأطراف.
الصحافي عادل أبو نعمة رأى أن الوضع السياسي العام متدهور ويتراجع بشكل كبير وينعكس سلباً على المفاوضات، كما أن أحداث "الانقلاب" في غزة أثرت بشكل كبير، وأن محاولات نقل الوضع إلى محافظات الضفة الغربية أثر سلباً على العمل الوطني والقضية الفلسطينية.
ووجد أبو نعمة أنه للخروج من هذه المعضلة فإن ذلك يتطلب العودة إلى الوحدة الوطنية لأنها السياج الحامي للعمل السياسي والتسريع بحل الخلافات الداخلية.
الدكتور قاهر حمادة, عضو مجلس بلدي أريحا قال: "لاشك أن العمل الوطني والمتمثل بأحداث الانتفاضة جاء كرد فعل طبيعي على ممارسات الاحتلال، فالوضع الراهن وما يشهدة العالم من تفرد من قبل الولايات المتحدة بالحل السياسي في المنطقة يجعل المفاوضات رهينة الرغبة الاسرائيلية والتي تدفع باتجاة الوصول بها إلى الطريق المسدود معتمدة على الدور الأمريكي.
وتابع "داخليا هناك أحداث غزة المؤلمة وهناك حصار على الضفة الغربية انعكس سلباً على الوضع السياسي والنسيج الاجتماعي والاقتصادي الوطني، مما يتطلب العودة إلى أحضان الوحدة الوطنية وبث روح التعاضد لمواجهة خطورة هذه المرحلة وطي صفحة الخلافات للحفاظ على مشروعنا الوطني, وان تسعى القيادة السياسية الى تحقيق الحياة الكريمة للمواطن مع إيجاد قواسم مشتركة لبرنامج العمل الوطني".
وتمنى أن تأخذ روسيا دوراً أكثر فاعلية من أجل تحقيق تغيير على السياسة العالمية، مؤكداً على المفاوضات كأحد خيارات المقاومة المشروعة دون المس بثوابت النضال الوطني.
المواطن عيس جلايطة والد الشهيد محمد جلايطة قال: "الوضع العام صعب ويبعث على القلق, بل واثر كثيراً على قضايانا الداخلية, المطلوب متابعة ورعاية أسر الشهداء والأسرى"، مشيرا إلى أنه لا زال يبحث عن حل لقضية منزله الذي دمرته قوات الاحتلال يوم 1/2/2004، وان عائلته مهددة بالإخلاء من مشروع إسكان اليرموك والذي تقيم فيه بشكل مؤقت منذ استشهاد نجله على أيدي قوات اسرائيلية خاصة فيما لا زال منزل العائلة والذي أنجز قسم كبير منه بحاجة للاستكمال حتى يتمكن هو واسرته من الإقامة فيه ....مع تحيات ابو وديــــــــــــــــع
.