الحب ممنوع والعتب مرفوع !! طلبة جامعيون "يحبسون" انفسهم بخاتم الزواج الى حين ميسرة
جنين – تقرير معا-ما ان تدخل إلى إحدى جامعاتنا حتى تلحظ ظاهرة غريبة جديدة تتمثل بقيام عدد من الطلبة بلبس خاتم الخطبة او الزواج ، فيما هو لا خاطب ولا متزوج .
فخلال جولتي في جامعة القدس المفتوحة في جنين والجامعة العربية الأمريكية في بلدة الزبابدة جنوب جنين رايت الكثير من طلبة الجامعات ومعظمهم من الذكور يلبسون خاتم الزواج بدون ارتباط فأما أن يضع الخاتم في يده اليمنى ليدل انه خاطب أو في اليد الشمال على انه متزوج .
مراسل " معا " في جنين التقى عددا من هؤلاء الخاطبين او المتزوجين مع وقف التنفيذ واستمع الى مرافعاتهم عن تلك الظاهرة :
رامي 23 عاما يقول "لقد وضعت الخاتم من اجل غض النظر عني من قبل الفتيات اللواتي يبحثن عن الحب وإقامة علاقات الغرام في حرم الجامعة فأنا لست قادرا على الحب لأنني أؤمن بأن الحب يجب أن يتوج بالزواج وأنا الآن غير مؤهل".
وعن سبب عدم تأهله للزواج قال "أنا الآن في السنة الثالثة جامعه وأمامي سنوات كثيرة من اجل تأهيل نفسي من بحث عن الوظيفة وبناء منزل أو شراء منزل وتكاليف الزواج الباهظة وبعدها مسؤولية البيت والزواج والطفل وأشياء كثيرة ".
أما احمد 22 عاما يقول "لقد تعرضت للعديد من التساؤلات من قبل الفتيات من اجل إقامة علاقة الحب فيما بيننا وطبعا ارغب في ذلك لكن كيف ومن اين؟".
ويتابع حديثه " أنا بطبيعتي رجل حساس ومخلص مع أصدقائي وسأكون مخلصا مع الفتاة التي ستمتلك قلبي والتي ستصبح زوجتي وشريكة حياتي فأن وقعت في الحب يعني "ورطت" وإذا ورطت يعني لازم أتزوجها لأني لا استطيع الاستغناء عنها وبالتالي أريد المال الوفير للزواج والخطبة والتكاليف والورطات الأخرى فلذلك اختصر الطريق واضع الخاتم إشارة للفتاة أنني خاطب ممنوع الاقتراب ".
اما ياسر 21 عاما فيقول " في رقبة والدي عشرة أولاد منهم ثلاثة في الجامعة ومنهم في المدارس ومنهم ما زال صغيرا ويعمل والدي موظفا حكوميا والكل يعلم ماذا يعني موظف يعني يا دوب يلحق مصاريف للمنزل وفوق هيك اروح على الجامعه وأرجع اقول له بدي اخطب بصير العبء عليه كبير ومن اجل عدم الوقوع في الحب وعدم تفكير أي فتاة ترديني بالارتباط بي لبست الخاتم والتي تعني ممنوع الاقتراب انا مرتبط ".
كرم 24 عاما والذي كان على عكس زملائه يقول " في الحقيقة انا غرقان في الحب وخططت انا الفتاة التي احب بالزواج والارتباط بعد التخرج ".
وما اذا كان وضعه المادي يسمح له بذلك قال" انا الان اعمل وادرس واقوم بالتوفير من عملي لاقساط الجامعه وعند تخرجي بعد عام ونصف اكون قد جمعت تكاليف الخطبة بينما الزواج يؤجل لسنتين او ثلاثة كل ذلك متفق عليه بيني وبين الفتاة فأنا اريدها ولا اريد غيرها".
وحول الخاتم الذي يلبسهقال " لقد تم الارتباط بيني وبينها وهو العهد على ان لا نكون الا لبعضنا ورسالة الى كل الفتيات اللواتي يفكرن في الارتباط بي اقول لهن انني مرتبط وجاهز ".
وفي حديث مع فتاة احبت ان ترمز لنفسها بحرف "خ" قالت بجرأة "انا اعشق شابا في الجامعه واتفقنا على الارتباط بعد التخرج ".
وحول سؤالها ان كان عشيقها او الشاب التي سترتبط به بعد التخرج قادر على الزواج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة قال " اليد الواحدة لا تصفق سنتخرج مع بعضنا وسنعمل مع بعضنا وسنجمع المال مع بعضنا من اجل الارتباط المهم الان هو الخطبة والزواج يكون فيما بعد والله بفرجها".
ويبقى التساؤل الى متى ستبقى الاوضاع الاقتصادية على هذا الحال من اجل ان يحقق الشباب حلمهم في الارتباط بشريكة حياتهم وفي ظل الغلاء الفاحش فمنهم من لبس خاتم الزواج بدون ارتباط من اجل الهروب من تكاليف الزواج الباهظة ومنهم من ربط نفسه لانه يعشق الفتاة التي يريدها او الشاب التي تريده فبقي لبس الخاتم بدون ارتباط ظاهرة تفشت بين الشباب الفلسطيني .