[size=18]الكود 116
فى بداية السبعينات نشر الصحفى الاسرائيلى "دان مارجليت" مقال عاب فيا على اسرائيل استمرارها فى احتلال الأراضى العربية وطالب رئيس الحكومة الاسرائيلية والتى كانت سيدة تدعى جولدا مائير بأن تكشف أمام الجميع عن توجهاتها بدلا من السقوط المدوى فى فخ الحرب القادمة والتى سوف يشنها العرب وكان "دان" ينشر تلك المقالات على أساس إن إسرائيل دولة ديمقراطية تفتح أبواب صحفها لأى رأى وأى فكر ولكنه كان واضحا فلقد صدرت صحيفة "هاآرتس" التى حملت ذلك المقال فى الساعة السادسة صباحا وفى الساعة السابعة صباحا كان قد صدر أمر من جولدا مائير شخصيا بمتابعة ذلك الصحفى والسيطرة على كل ما يكتبه حتى لا يتسبب فى أية خسائر لاسرائيل
وعلى الفور بدأت وحدة "الكود 116" فى متابعة "دان مارجليت" دون أن يدرى والوحدة التى تحمل اسم "الكود 116" هى وحدة مخابراتية خاصة تم انشائها منذ نهاية الخمسينات ووظيفتها الأساسية التحكم فى كل ما ينشر عن اسرائيل فى الصحف العبرية بالاضافة إلى ملاحقة كل ما يكتب عن اسرائيل فى الصحف العالمية ومحاولة التدخل فى أى موضوع يكتب ضد اسرائيل سواء بالترغيب أو بالترهيب.
وتكشف صحيفة "يديعوت أحرونوت" مفاجأة كبرى عندما تؤكد فى تقرير لها إن هناك من يؤكد استمرار تلك الوحدة فى عملها حتى الآن.
وقد التقت الصحيفة الاسرائيلى مع "تسيفى كانتورى" وهو واحد من كبار ضباط الوحدة السابقين والذى أكد إن التعليمات المخابراتية الاسرائيلية تحتم أن يكون كل من يكتب ضد إسرائيل تحت السيطرة حتى لا يتسبب الأمر فى أى خسائر لمستقبل إسرائيل الاستراتيجى ولهذا فإن الذين يكتبون ضد إسرائيل فى الصحف العبرية عددهم لا يزيد عن أصابع اليدين ودائما يحصلون على الاشراة الخضراء من الوحدة "116" أما ما عدا ذلك فتتم ملاحقته على الفور.
ويكشف رجل المخابرات الاسرائيلية السابق "كانتور" سر خطير عندما يؤكد إنه فى نهاية 1972 لقى أربعة يهود مصرعهم على يد القوات الخاصة الاسرائيلية التى تعمدت اخفاء آثارها تماما فى الجريمة وإظهار الأمر على إنه حادث سير عادى ولكن الحقيقة إن القوات الخاصة قتلت هؤلاء الأربعة بتعليمات مباشرة من إبراهام شالوم رئيس الشاباك السابق وقد أطلق على هؤلاء الأربعة لقب الارهابيين لأنهم كتبوا فى مواضيع صحفية ممنوعة فى إسرائيل وظنوا إنهم يعيشون بلد ديمقراطى دون أن يدركوا إن هذه البلد ليست بديمقراطية كاملة كما يظن البعض
ويؤكد كانتور إن تلك الوحدة مازالت تعمل حتى اليوم ومهمتها الأساسية هى الحفاظ على تعمية الرأى العام الاسرائيلى والعالمى عن كل ما قد يثيرهم ضد اسرائيل.
ويضيف "كانتور" إن الأشخاص الذين يراقبهم عملاء الوحدة "116" لا يشترط أن يكون كتاب سياسيين فحسب ولكن من الممكن أن يكون رؤساء أو أعضاء أحد الأحزاب الاسرائيلية حتى لا يثرثر أحدهم بما يدين اسرائيل تماما فمن الممكن أن يتم السماح ببعض الحرية حتى تبدو إسرائيل أمام الجميع فى ثوب الدولة الديمقراطية الوحيدة الموجودة فى المنطقة.
ويفجر "كانتور" مفاجأة من الحجم الثقيل عندما يؤكد إن أمر هذه الوحدة لا يعرفه سوى رئيس الشاباك نفسه ورئيس الحكومة فقط لا غير فحتى رئيس دولة إسرائيل لا يعرف بأمر وجود تلك الوحدة التى تأخذ على عاتقها تصفية كل من يتعرض لديمقراطية إسرائيل
ويؤكد كانتور إن كافة خطوط التليفونات الصحفية تتم مراقبتها بواسطة الوحدة "116" حتى يتم السيطرة على أى أمر قبل محاولة نشره!!
المثير فى الأمر إن الرجل يؤكد إن أى حدث تشهده اسرائيل سواء مظاهرات أو مقالات تنشر فى الصحف الاسرائيلية تهاجم اسرائيل فإن أجهزة المخابرات الاسرائيلية تسارع وعلى الفور فى متابعة ذلك الأمر لتركز التهمة فى النهاية على شخص واحد يتم التخلص منه على الفور