رام الله- الكوفية برس-تقرير شام لازوردي-مرت سنين طوال على كلمة القائد الراحل ياسر عرفات ' إني أرى نوراً في نهاية النفق' فقد كان يقصد بها حين ذاك بأن المقاومة والجهاد والحوار والإتحاد هما النور الذي ستناله القضية الفلسطينية وتصبح فلسطين دولة ، ولكن تبدل الحلم وتبدلت الرؤية فقد أصبحنا نرى موتاً وهلاكاً ودماراً وتشتت وفرقة وظلاماً في نهاية النفق وهي تجارة الأنفاق الآن التي تحولت من مقاومة لحماية المناضلين وجلب الأسلحة إلى أماكن تجارية سوداء من أجلها تنال الموت والهلاك والحرق لأطفال بعمر الورد ينتهي بهم العمر في ذلك الأنفاق السوداء هذه الأنفاق التي أصبحت حديث العامة صغاراً وكباراً .
النفق هو :- عبارة عن فتحة في الأرض يتراوح عمقه مابين 15- 27 متراً وقطره لايتجاوز 100سم 'مترواحد' وطوله من 350- 700متراً بأسفل النفق تحفر مايشبه بغرفة تكون بها المعدات وأنابيب الأكسجين للمساعدة على التنفس في حالات الإختناق وجهاز تليفون متصل بالجهة الأخرى ولتسهيل عملية التعامل مع من بداخل النفق وقليلاً من الطعام والشراب .
كيفية الإنفاق على إنشاء نفق :- يتم التنسيق من الجانبين الفلسطيني والمصري حيث يقوم المهتم بهذا الأمر بالبحث عن منزل قريب من الحدود ويتم عرض إيجار المنزل من صاحبه بمبالغ كبيرة جداً أو شراؤه حيث يباع البيت المكون من 100 متر بتلك المنطقة ب حوالي 100 ألف دولار، وفي حال رفض البيع صاحب البيت يتم العرض عليه بأن يصبح شريكاً ، وفي حال إكتشاف النفق الذي تم حفره بهذا البيت يتم شراء بيت جديد لصاحبه في مكان آخر ويشترط على صاحب البيت وعائلته بعدم مغادرة المنزل لكي لايكون ملفت للأنظار ، ويتم التنسيق من الجانب المصري والبحث عن الشريك ويطلق عليه ' الأمين ' لتحديد المكان المقابل من الجانب المصري وهو يكون شريك بنسبة 50% وتكون مهامه تأمين المكان ودفع الرشاوي وغيرها .
كيفية عملية الحفر بالنفق :- تستخدم البوصلة لتحديد المكان من الجانب المصري ويكون الحفر فقط من الجانب الفلسطيني ، والأنفاق جميعها تقع في المنطقة الحدودية الفاصلة بين مدينة رفح الفلسطينية ورفح المصرية والتي تمتد من شاطئ البحر غرباً إلى معبر كرم أبو سالم بنحو 8 كيلو متر تقريباً ، حيث يتم الحفر بطرق بدائية وآلات يدوية .
ويقدر عدد الأنفاق حسب رواية أحد العاملين بمجال حفر الأنفاق ب 350نفقاً تقريباً ، حيث يعمل بالأنفاق عدد كبير من العمال يقدر بنحو 5000إلى 6000ومافوق جمعيهم من صغار السن لاتتجاوز أعمارهم مابين (12- 17) عام ويفضل منهم من يتمتع بحجم صغير لكيفية عملية الحركة داخل النفق ويتقاضى راتب يومي بقيمة (30) شيكل .
تمويل النفق:- يقوم بتمويل النفق مجموعة من تجار الأنفاق ويكون عددهم من 7 إلى 15 تاجر .
تكلفة حفر النفق :- تقدر بقيمة 100 ألف دولار ويستغرق الحفر في النفق من شهر إلى ثلاث شهور .
وهنا إذا دفع ثمن النفق تاجر واحد يتم منحه نصيبه من أول دفعة يتم بها البيع وبعد ذلك يصبح شريك فقط .
الأنفاق والتجارة السوداء :- يتم إدخال جميع ماهو مشروع وغير مشروع مثل المواد الغذائية والبترولية والملابس والأحذية والسجائر والمعسل والمنشطات الجنسية والأموال وتهريب الأشخاص من وإلى القطاع وذلك مقابل مبالغ كبيرة.
ويتم التنسيق الآن لإدخال الأغنام والخراف بمناسبة عيد الأضحى المقبل .
حكومة النفاق والأنفاق :-
وهنا في حديث لنا مع أبو نائل صاحب سوبرماركت عن كيفية تعامله مع تجار الأنفاق يقول هنا حكومة النفاق والأنفاق فتحوا لنا الأنفاق لإدخال المواد التموينية ولكن مانأخذه باليمين ندفعه بالشمال حيث سعر البيع مرتفع جداً وعلى هذا النظام تم إستدعائي من قبل الأمن الداخلي على غرار الأسعار وتم إحتجازي لمدة 8 ساعات وهناك طلبت من أحد الأشخاص ان أستخدم تليفونه الشخصي ،فطلبت من أخي أن يجلب لي الفواتير التي نشتري بها البضائع من التاجر وعندما شاهدوا بأنها أسعارا مرتفعة من خلال التجار وهم يطلبون منا البيع بأقل من سعر التاجر بهذا فقد أصبح أبيع بخسارة كبيرة وهنا وبعد ذلك لم يقتنعوا من كل هذا فقد فرضوا علي مقابل إخلاء سبيلي وإغلاق الملف بأن أدفع غرامة(120) مئة وعشرون ألف شيكل وبعد ذلك تدخلت واسطات من عائلتي وهم يعملون بحركة حماس فتم إخلاء سبيلي وبقت الغرامة معلقة أتوقع بأي وقت يتم إستدعائي مرة أخرى .
أتمنى أن أعود لدفع ضريبة 17% :-
وهنا تقول أم محمد وهي صاحبة معرض ملابس حريمي الآن البضاعة التي نبيعها تفتقد للخامة الجيدة والجودة حيث نبيعها ونحن غير مقتنعين بها ولكن للضرورة أحكام فإن مانبيعه اليوم بقيمة 65 شيكل كنا نبيعه بالسابق ب 25 شيكل أي فرق كبير على المواطن وعلينا نحن كبائعون وهذا كله من جراء إحتكار التجارة من قبل التجار عبر الانفاق ، فقط أتمنى أن تعود السلطة الفلسطينية لقطاع غزة ويتم فتح المعابر ونعود لدفع ضريبة 17 % فهي أرحم بكثير من الوضع الحالي وختمت حديثها وهي مبتسمة بعبارة مابتعرف خيري إلا لما تجرب غيري .
الأنفاق تضر أكثر مما تنفع :-
أبو أسعد رجل كبير السن يتمنى أن تفتح المعابر والطرق وتعود الوحدة لصفوف الشعب ، قائلاً نحن شعب لانريد أن يستمر بنا الحال على هذا فنحن نريد حياة كريمة هانئة وهادئة لنا ولأبنائنا وأطفالنا فقد أصبح الشعب يعيش طبقتين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء فقد تلاشت الوسط ونتمنى من الأخوة في حركة حماس أن يعدلوا عن مواقفهم وحكمهم الجائر فقد أصبحوا يرفضون الحوار من أجل هذه الأنفاق اللعينة التي تجلب لهم جميع مايطلبون ولايهمها الشعب الذي أصبح لايستطيع شراء لقمة عيشه من جراء إرتفاع الأسعار التي نعاني منها الآن فلم أشهد إرتفاعاً للأسعار منذ 60عاماً .
هذا كله يدفع من دم الشعب ودم الأطفال الأبرياء الذين يقومون بالعمل بحفر الأنفاق لأنهم لايجدون مهنة سواها ولا أي دخل للرزق لهم ولعائلاتهم فقد، فقد الكثير منهم حياته داخل هذه الأنفاق المظلمة وعددهم حتى الآن 45 فتى ، ومنهم من يجلس على أسرة المستشفيات يعاني من الحروق فقد غيرت معالم جسده من جراء الحرائق التي تنشب بالأنفاق ، وحالات الإختناق من عمليات الرش بالغاز داخل النفق ومنهم من فقد ولازال تحت الأنقاض جراء هدم النفق ولازال الموت يطارد عمال الانفاق الأبرياء مقابل عدم فتح المعابر والطرق والحلول السلمية والحوارات والوحدة الوطنية التي تحمي هؤلاء الشباب من الحاجة للعمل بالموت الأسود الذي أصبح مشروعاً تحكمه قوانين وتراخيص وجلسات ونظم وتشريعات تسنها قوانين المجلس التشريعي الخاص بحركة حماس اليوم .