ابنة رئيس الموساد ترفض الخدمة وتؤيد الانسحاب من الضفة

رام الله-الكوفية برس-نشرت صحيفة 'ذي صنداي تايمز' في عددها الصادر اليوم الاحد مقالا تناولت فيه قصة رفض ابنة رئيس سابق للـ'موساد' التجنيد العسكري في اسرائيل تحت عنوان 'اغفر لي يا أبتي فانا لن احارب لخدمة اسرائيلك'. فقد كتبت مراسلة الصحيفة إيغال ساما تقول ان: 'عمير غولدمان فتاة جميلة، نحيفة كالعارضات. لا تهدأ فهي تشعر بالقلق وتتفاعل في داخلها مشاعر الخشية من فقدان حريتها وهو ما تتوقعه. اذ أمضت اشهرعدّة قبل ان ترفض تلبية نداء الالتحاق بالجندية في اسرائيل.. وتتوقع ان تقضي فترة السجن في زنزانة باحد السجون العسكرية. التقيت بها مرات في الشهر الماضي في احدى الشقق مع فتيات اخريات يقمن بتوزيع منشورات ضد احتلال اسرائيل للضفة الغربية وغزة عند بوابة مدرسة ثانوية كالتي غادرتها قبل عام. التقيتها في اليوم الاخير من ايام حريتها كمدنية عند بوابة قاعدة التسجيل التي استلمت الامر لمراجعتها لحضور دورة تدريب لمدة سنتين مع قوات الجيش مثلما هو الحال مع كل فتيات اسرائيل. لكنها جاءت لترفض التجنيد وللمثول امام المحكمة وايداعها السجن على الفور.


وكان هناك العشرات من الانصار من اعضاء مجموعة مناوئة للجدار الفاصل، اضافة الى والدتها وبعض الصديقات، وظلت بينهم كأنما تسعى لتأخير الاجل المحتوم، اللحظة التي ستصطدم فيها وحدها مع الجيش. وبالنسبة لعمير، فان هذه اللحظة اكثر حدة واثرا عما يشعر به الاخرون من المعارضين فهي ابنة نائب سابق لرئيس هيئة الاستخبارات الاسرائيلية الـ 'موساد'، الذي كاد ان يصبح رئيسا لتلك المؤسسة.


نشأت عمير وترعرعت في دفء مؤسسة امن كبيرة اصبحت الان عدوا بدلا من صديق. يشار الى والدها في الصحف بحرف 'ن' وكان ضابطا كبيرا في المخابرات نقل للخدمة في الـ 'موساد' وارتقى السلم حتى القمة في العام 2007 وتبوأ منصب نائب لرئيس المؤسسة مئير داغان، الذي يعتبر اكثر رجال السلطة الغامضين في مؤسسة الامن الاسرائيلية. وتردد كثيرا ان يخلف 'ن' المختص بالشؤون الايرانية داغان، الا أن رئيس الـ'موساد' لم يكن يفكر بالتقاعد. وبنتيجة احتدام الخلاف في الرأي بين الاثنين، استقال 'ن' في حزيران (يونيو) 2007.


تزامنت هذه الاحداث مع بلوغ عمير الثامنة عشرة من العمر، ومشاكل والدها واستقالته من الـ 'موساد'، حيث بدأت عمير ثورتها ضد الطريق الذي خُطط لها، وبدأت تدرس حياة الفلسطينيين على الجانب الاخر من الجدار. وهي من بين 40 طالبا وطالبة وقعوا على رسالة احتجاج هذا العام بنهاية العام الدراسي ضد الاحتلال والجدار. وكان طلبة السنة الاخيرة من مدرستها الثانوية ارسلوا اول رسالة من هذا النوع قبل ثمانية وثلاثين عاما ضد الاحتلال الى رئيسة الوزراء انئذ غولدا مائير، ما تسبب في هياج ولغط.


وقالت عمير لـ'ذي صاندي تايمز' ان اللحظة الحرجة في تحول تفكيرها جاءت هذا العام عندما توجهت الى احدى القرى الفلسطينية التي اقام فيها الجيش الاسرائيلي حاجزا امنيا. وهناك وقف الى جانبها من كانت تعتبره عدوا لها، بينما من كانت تعتبره مدافعا عنها اطلق النار عليها. واضافت 'كنا نتحادث مجتمعين عند جانب الطريق وجاء الجنود ولم تمض بضع ثوان حتى استلموا الاوامر واطلقوا القنابل الغازية والرصاص المطاطي علينا. عندها صدمت وذهلت عندما ادركت ان الجنود ينفذون الاوامر من دون تفكير. وللمرة الاولى في حياتي، وجه جندي اسرائيلي بندقيته نحوي واطلق النار علي، احس والدي بالغضب لوجودي هناك وتعريض حياتي للخطر. وجرى بيننا حوار. ولكوني ابنته وقف الى جانبي وكانت علاقتنا جيدة. لكنه يعارض بعناد ما اقوم به ولا يقر رفضي الخدمة العسكرية.


كان يعتقد ان تلك الفترة ليست الا مرحلة شباب عابرة، لكنه ادرك فيما بعد ان للامر جذورا في نفسي. ونحن نشترك في خصائص متماثلة جدا. فانا اكافح ايضا حتى النهاية من اجل ما اومن به. لكننا نقف على طرفي نقيض من حيث الايديولوجية'.

رفضت عمير الخدمة العسكرية في 23 ايلول (سبتمبر) الماضي، ومثلت امام المحكمة وصدر الحكم عليها بالسجن 21 يوما. وستحاكم هذا الاسبوع مرة اخرى ومرات بعدها الى ان يستسلم الجيش او تستسلم هي.