أبناء (فتح) في سجون حماس بغزة تحت الأرض لا يرون الشمس ولا يستنشقون الهواء النقي

غزة12-10-2008وفا- قال ذوو المختطفين من كوادر وعناصر حركة (فتح) لدى حماس أن أبناءهم يقبعون للشهر الثالث على التوالي في سجن 'المشتل' غرب مدينة غزة في غرف من الاسمنت المسلح تحت الأرض لا يرون فيها الشمس، ولا يستنشقون الهواء النقي.

وبين الأهالي، في تصريحات متفرقة لـ'وفا' اليوم، أن أبناءهم يقبعون تحت سطح الأرض، باستثناء 30 سنتيمتر 'للتهوية'، منذ ما يزيد عن السبعين يوماً في ظروف غير صحية ما أدى إلى إصابتهم بأمراض صدرية، إضافة إلى الأمراض الجلدية، وتراجع في حدة الرؤية.

وقال ذوو المختَطَفين إن أجواء الرطوبة العالية تحت الأرض في مكان قريب من شاطئ البحر سببت أمراضاً صدرية لأبنائهم، إضافة إلى الأمراض الجلدية التي بدأت تنهك أجسادهم، دون أي اهتمام أو رعاية طبية من مليشيات حماس التي تدير المعتقل.

وكشفوا أن أبناءهم بدأوا أيضاً يشعرون بمشاكل في حاسة النظر بسبب ضيق الأفق البصري والهواء الملوث وظروف الاعتقال السيئة، مضيفين أن مختطفيهم يعالجونهم بعبارة 'اشرب مية'.

وبينوا أن عناصر مليشيات حماس تذيق أبناءهم أنواعا مختلفة من التعذيب والذل إذا ما حاولوا التمرد أو رفضوا أوامرهم المذلة.

وبينوا أن بعض المختطفين يجبرون على ركوب 'الباص'، وهو عبارة عن ممر رفيع بطول حافلتي ركاب يقف فيه المُختَطَف لساعات أو أيام معصوب العينين، موصل بأسلاك كهربائية تحت جلده، رافعا يديه إلى أعلى وممسكاً بقطعة من البلاستيك، وإذا تعب وأنزل يديه فسيتسابق مختطفوه إلى تحويل جلده إلى اللون الأزرق أو الأسود.

أما إذا كان الجلاد رحيما فسيجبره على ترديد أغاني وشعارات مؤيدة لمليشيات حماس، ووصف نفسه وحركة (فتح) بصفات قذرة ومهينة، إضافة إلى حرمانه من وجبات الطعام كجزء من العقاب الرحيم.

وفيما يتعلق بالطعام، بين الأهالي أن المختطفين يتناولون عددا من حبات الزيتون مع رغيف أو رغيفين 'بيتا'، كطعام إفطار، وسيكون محظوظاً لو فاز المُختَطَف ببيضة مسلوقة، وربما مسلوقة قبل عدة أيام لتملأ الغرفة رائحة قاتلة، موضحين أن ما يخفف عن أبنائهم المُختَطَفين هو الطعام الذي يدخله الأهالي إليهم بعد أن تسمح مليشيات حماس بذلك.

وبينوا أن عددا من المختطفين من أبناء (فتح) يعانون من الأمراض المزمنة، مثل عبد العزيز المقادمة الذي يعاني من كسل في عمل الغدة الدرقية، وآلام في الظهر، وأبو هربيد الذي يعاني من آلام مزمنة في الصدر، وغيرهم ممن يعانون من المغص الكلوي، والقرحة، والآم الروماتزم التي تزداد بفعل الرطوبة الدائمة.

ويتوزع كوادر وعناصر الحركة من أمناء سر أقاليم الحركة في القطاع، مثل جمال عبيد، وأحمد علوان، وإياد نصر، ونبيل الأغا، في غرف متجاورة مع عضوي لجنة إقليم شمال غزة ماهر أبو هربيد، وعبد العزيز المقادمة وأمين سر منظمة الشبيبة في غزة محمود قنن، إضافة إلى القياديين في حركة فتح كمال عبد النبي، ومصطفى الشناط، وجمال زايد، وأحمد أبو النصر، والدكتور إياد الأغا، وخالد النجار، وعبد الله النجار، وإسماعيل درويش، وغيرهم من أبناء الحركة في قطاع غزة.

وتبلغ مساحة الغرفة تحت الأرض حوالي 9 متر مربع، يُختزل منها مساحة دورة المياه التي نادراً ما تتوفر فيها المياه، ويقبع فيها من 7 إلى 8 أشخاص، وهناك غرف فيها أربعة فقط .

وتحاول مليشيات حماس عزل المُختَطَفين من أبناء الحركة بأساليب شتى على رأسها فصلهم عن الواقع الأسَريّ، فلم تسمح المليشيات لماهر أبو هربيد أن يحضر زفاف ابنته، كذلك لم يحظ أبو هربيد، وجمال عبيد، وغيرهم من أبناء الحركة بفرصة قضاء العيد مع عائلاتهم.

وكانت ميليشيات حماس اختطفت المئات من أبناء حركة فتح في غزة، قبل شهرين، وأخضعتهم لألوان قاسية من التعذيب الشديد، مثل الشبح والجلد، والتعري تحت الماء الساخن والبارد، ما أدى إلى نقل العشرات منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وحمل مصدر مسؤول في حركة (فتح) حماس وميليشياتها المسلحة المسؤولية المباشرة عن صحة وحياة المُختَطَفين من أبناء الحركة.

وناشد المصدر المسؤول المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان بضرورة الاهتمام بقضية المُختَطَفين من حركة (فتح) في سجون حماس، وكشف الحقائق كما هي.

ــــ