للعناية بيديك .. كريمات ترطيب وحقن وريستالينفي إحدى الرحلات الجوية التي قام بها كريس سالجاردو ما بين نيويورك ولوس أنجليس، اخيرًا، لاحظ إحدى النساء الفاتنات تجلس على بعد عدد قليل من الأصفف أمامه، قال سالجاردو:«إنها تبدو كما لو كانت في الأربعينات، لقد كانت في قمة جمالها ولا تزال تحتفظ ببشرتها غضة ندية، كما أنها كانت ذات طبيعة هادئة للغاية».
كان ذلك إطراءً ملحوظًا من سلجاردو رئيس شركة كيل الأميركية للعناية بالشعر، لكنه عندما نظر إلى يدي السيدة وهما تدقان على الحاسب المحمول الخاص بها رأي أن يديها كانتا تحملان الكثير من التجاعيد والبقع البنية. وفجأة قفز تقديره لعمرها إلى عقد على الأقل، وهكذا فضحت يداها عمرها الحقيقي.
في الأزمنة الماضية كانت مظاهر الشيخوخة تبدو على أصحابها بسهولة، ولا مهرب من ذلك، لكن بفضل وجود اختصاصيي العناية بالجلد وجراحي التجميل، فإنه لن يكون بمقدور الأجيال المقبلة ـ على الأقل أولئك الذين يمكنهم تحمل تكاليف تلك العمليات ـ أن يتركوا الطبيعة تفعل ما تريد بوجوههم. فهم لن يتحملوا ارتخاء الفك أو تدلي الجفون، مثلا.
لكن الحرب التي تم شنها ضد البقع السوداء وبروز الأوردة وما شابهها من أعراض تعلن زحف السنين على اليدين، لم تبدأ إلا اخيرًا، ويعتبرها البعض المعركة التي يمكن أن تشكل تحديًا أكبر من محاربة تجاعيد الوجه، لأن الجلد في منطقة اليدين غالبًا ما يكون أرق من منطقة الوجه، وربما يكون أكثر عرضة لتقلبات وغدر الزمن.
وبالنسبة لبعض الناس فإن معركتهم مع تجاعيد اليدين يتم خوضها في الليل مع بعض قفازات الترطيب وغطاء سميك من كريمات الأيدي الخاصة. فقد أشار التقرير الأخير الذي صدر في شهر يوليو من شركة «نيلسون كومب للأبحاث التسويقية» التي تتخذ من إلينوي مقرًا لها، إلى أن قطاع العناية بالبشرة نما عالميًا بنسبة 60% في السنوات الأربع الأخيرة.
وهناك آخرون مثل سالجاردو لا يغادرون منازلهم قبل وضع الكريم الواقي من أشعة الشمس على أيديهم، فيما يلجأ عدد من الأشخاص إلى خيارات أخرى مثل استخدام المواد المالئة وأساليب الحقن الأخرى إضافة إلى استخدام أجهزة الليزر التي تعمل على إزالة التجاعيد والبقع.
يقول ديفيد كولبرت، اختصاصي العناية بالجلد في منهاتن، والذي شارك، من بين العديدين، في الأبحاث الخاصة بقسم العناية والجلد في أولاي ريجنريست تحت إشراف دارا تومانوفيتش «إن الحركة ضد التقدم في السن تكتسب الكثير من القوة. فقد بدأ الناس في التركيز على مناطق من أجسادهم غير وجوههم، ودخلت اليدان في حساباتهم أيضًا. وبالنسبة لاختصاصيي العناية بالجلد فإن المعركة في أوجها».
وتقول مارلين ميهافي، 63 عامًا، الأستاذة المتقاعدة:«لم أهتم في يوم من الأيام بيدي»، لكنها الآن لا تنام قبل أن تقوم بوضع القفازات الخاصة بالترطيب والتي تعرف بـ«مويستشر جامز».
ويشير الدكتور مايكل سالزهور، جراح التجميل في بيرل هاربور:«في كل يوم يسألني واحد من المرضى على الاقل، عن كيفية إعادة النضارة إلى أيديهم. أما دكتور روبرت ويس، اختصاصي العناية بالجلد في بالتيمور، فيوضح أن الاهتمام الذي ازداد في الآونة الأخيرة بالعناية باليدين، له علاقة بالحالة الاقتصادية «فالناس بحاجة إلى العمل لما بعد الستين، ومن ثم فهم لا يرغبون في أن يبدوا كما لو كانوا في سن التقاعد».
وأشار إلى أن الجمعية الأميركية للعناية بالجلد، والتي انتُخب رئيسًا لها قامت خلال العامين الماضيين بتقديم جلسات معلومات حول العناية باليدين، ويوضح:«لم نقم بذلك من قبل، لكن كانت هناك الكثير من الطلبات بهذا الشأن».
وفي واشنطن بدأت عمليات تجميل اليدين في الحصول على شعبية كبيرة بين السياسيات. تقول الدكتورة إليزابيث تانزي اختصاصية العناية بالجلد في معهد جراحات الليزر للعناية بالجلد:«تدرك المشتغلات بالسياسة جيدًا قيمة العناية بالبشرة، وأهمية المظهر الخارجي، فعندما يرغبن في طرح احدى القضايا ويحاولن تسويقها لدى الجماهير فإن الأيدي تدل بصورة كبيرة على العمر، ومن ثم فإن المظهر الصحي لليدين اللتين تنبضان بالشباب يعطيهن ميزة كبيرة».واحدى أبرز الإشارات الدالة على التقدم في السن، هي تضاؤل حجم اليدين، مما يجعل عظامهما بارزة، كذلك الأوردة، وغالبًا ما يعمد ويس إلى حقن الأوردة بمحلول يساعد على التخفيف من المشكلة.
هذا ويلجأ بعض الأطباء إلى حقن اليدين بالمواد المالئة مثل ريستالين لزيادة حجم اليدين وإرخاء الأوردة وجعل الأوتار في اليدين أقل بروزًا. وحقن ريستالين التي أقرتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام في منطقة الوجه غالبًا ما تتكلف 3.000 دولار ويتم الانتهاء منها في جلسة واحدة ويستمر تأثير الحقنة لمدة عام كامل. لكنها من الممكن أن تسبب بعض المشكلات على المدى القصير مثل ظهور بعض المناطق الزرقاء والانتفاخ والحكة والحساسية، وإذا ما أجريت تلك العملية بصورة خاطئة ربما يواجه المريض بعض المضاعفات، ومع ذلك لا يتوقف عدد كبير من الناس على طلبها.
والحقن غير الصناعي يعد أيضًا واحدًا من الخيارات التي تلاقي رواجًا كبيرًا بين الراغبين في إجراء عمليات التجميل، حسب قول الدكتورة سيدني كولمان جراحة التجميل في نيويورك، التي قامت بتطوير إحدى عمليات التجميل، التي تقوم على أساس شفط بعض الدهون من مناطق معينة من الجسم ثم حقنها في يديه.
وتتكلف تلك العملية 12.000 دولار على الأقل، لأن نتائجها تدوم إلى حوالي عقد من الزمن. أما الآثار الجانبية لتلك العملية، فهي بسيطة جدًا مقارنة بالعمليات الأخرى. وتتمثل في ان يتعرض المريض لاحمرار الجلد والانتفاخ لفترة بسيطة لا تتجاوز ثلاث ساعات، وتعد تلك الطريقة مزيجا من الأساليب الموجودة.
وتقول الدكتورة تانزي إذا ما كان أحد الأشخاص يعاني من بقع بنية، فإنني «غالبًا ما استخدم الليزر، لأنه يساعد بصورة كبيرة على إزالة الألوان الموجودة على اليدين، ثم بعد ذلك يأتي الجلد المتجعد ولكي نعالج ذلك فإننا نحاول تحفيز الكولاجين في الجسم باستخدام الليزر».
وتقول إلين سيروت، إحدى خبيرات البشرة من خارج المجال الطبي وصاحبة يدين مثاليتين، يدران عليها الكثير من المال بفضل عملها كعارضة لهما، إنه بالإمكان الحصول على يدين جميلتين، من دون اللجوء إلى الحقن أو الليزر.
فعلى مدى أعوام، قامت سيروت التي تخطت حاجز الأربعين عامًا، بالعمل على استحداث منتج جديد يدعى «إلين سيروت هاند برفكشن» الذي تأمل في إخراجه إلى النور الربيع المقبل، مشيرة إلى ان «ما أحاول أن أفعله هو مزاوجة الخط القاعدي النباتي الذي أستخدمه ـ زيوت الأفوكادو والأوميغا 3... إلخ ـ مع التكنولوجيا المتقدمة التي أوجدتها صناعة الجمال للوجه».لكن إن كنت ترغبين في الحصول على يدين بجمال يدي سيروت لا تبدو فيهما الأوردة أو التجاعيد، فإن ذلك يمثل التزاما كاملاً طوال الوقت، فتقول إنها لم تطبخ ولم تنظف ولم تمسك بيدي زوجها لمدة عقد من الزمن.
كما أنها ترطب يديها مرة كل ساعة على الأقل، وتنقع أطراف أظافرها في عصير الليمون للحفاظ عليها ناصعة البياض، ولديها المئات من القفازات بأساليب مختلفة لا تستغني عنها، بل صممت قفازا يغطي ظهر اليد فقط للأشخاص المهووسين بأيديهم.
فزوجها هو الذي يقوم بكل الأعمال المنزلية، بما فيها مسح بقع المرهم الخاص بيديها من على مقابض الأبواب. وتقول ان الكتابة على جهاز الكومبيوتر ممكنة لكن من دون الضغط على العضلات، وجعل استخدام القلم في أضيق الحدود، وحتى توقيعها يكون بصورة أفقية. وفي الحالات التي لا يكون فيها زوجها موجودا لفتح باب السيارة لها، تلجأ سيروت إلى ذلك عبر استخدام حركة راقصة كحركات الباليه باستخدام رسغها وركبتها.
هل هذه الطريقة التي تنتهجها بالغة القسوة؟ نعم إنها كذلك لكنها في يوم معين سوف تجد إجابة للرسائل الالكترونية التي تردها تطلب منها سر احتفاظها بيدين تملؤهما حيوية الشباب، كما قالت سيروت وهي تضع طلاء الأظافر «إنه لمن المدهش أننا لم ننتبه إلى العناية بأيدينا كل هذا الوقت».
لكن هل العالم على استعداد لكي يعيش أسلوب حياة مثل أسلوب سيروت؟ أسلوب لا تكون فيه يداها إلا جزءا من الجسم مهملا غير مستخدم؟ ترد سيروت «المهم اني سأحافظ على جمال أصابعي».