قلقيلية – تقرير معا – كانت الساعة تقارب الحادية عشرة والنصف من ظهر يوم الأربعاء 15/10/2008 عند وصولنا إلى عرب الرماضين إحدى التجمعات السكانية التي عزلها جدار الفصل جنوب محافظة قلقيلية كان يوم عادي صباحه ماطرا ولكن سرعان ما تحول الطقس إلى مشمس جميل كنا برفقة وفد رسمي برئاسة محافظ قلقيلية وقادة الأجهزة الأمنية في المحافظة.
وكان في استقبالنا فور وصولنا كبار التجمع من وجهاء وشخصيات اعتبارية رحبوا جميعهم بهذه الزيارة الغير متكررة كثيرا بسبب إجراءات الاحتلال على البوابات المقامة على هذا التجمع والذي يضم في داخله خمسة تجمعات أخرى يسكنها أكثر من ألفي مواطن فلسطيني يعيشون ظروفا غير عادية رغم جمال الموقع المتواجدين فيه .
ففي الوقت الذي كان يستمع فيه الوفد من هؤلاء الوجهاء إلى هموم ومطالب تلك التجمعات لفت انتباهي خمسة من الأطفال والذين كانوا يصغون باهتمام إلى كل كلمة ومطلب يقال وعند الوصول إلى مطالبة سكان عرب الرماضين من الوفد بتوفير روضة للأطفال أو مدرسة ابتدائية تمكن أطفالهم من التعلم فيها دون الحاجة لعناء السفر والمخاطرة من خلال الخروج إلى بعض القرى المجاورة كي يتمكنوا من تلقي تعليمهم حتى بدا الأطفال بالاقتراب أكثر وأكثر من جلسة الوفد والوجهاء على ما يبدو كون الحديث يدور في دائرة اهتمامهم.
لم أحاول وقتها تعكير صفوهم وتركتهم يستمعون إلى كل ما جرى الحديث عنه قبل أن انظم إليهم مبادرا بالتحية والسلام طالبا منهم أن يتحدثوا لي عن حياتهم اليومية في تلك المنطقة .
علاء في الصف الثامن , بلال في الصف السابع , احمد في الصف الثامن , عامر في الصف الخامس , وغازي في الصف الثالث . كلهم بدؤوا بالحديث عن حياتهم وكيف يقضون يومهم في هذا السجن الذي فرضته عليهم إسرائيل بسياستها القمعية .
فبعد حديث جماعي من قبل هؤلاء الأطفال ابتداء من خروجهم في صبيحة كل يوم من منطقة سكناهم بحثا عن سبيل يوصلهم لمدرسة يلتحقون بها حاملين على أكتافهم حقائبهم المدرسية التي يقوم جنود الاحتلال المتمركزين على بوابة أقيمت على مدخل التجمع بإجبارهم على فتحها والعبث بمحتوياتها وحتى عودتهم والتي ينتظرهم خلالها جنود جدد يقومون بنفس الإجراء في الصباح وحسب ما قال الأطفال بان أكثر ما يستفزهم في الأمر نظرات جنود الاحتلال لهم وكأنهم متهمون أو جاءوا من عالم أخر .
الطفل علاء محمد حسن بادر باستلام زمام الأمور ليتحول الحديث بيني وبينه ويعزز الأطفال الآخرون ما يقوله أو يذكرونه بما قد يكون فاته وكان الحديث يدور مع وفد تفاوضي منظم حيث يقول علاء لا نستطيع الخروج من المنطقة بعد عودتنا من المدرسة أو في أيام العطل إلى برفقة احد والدينا وبتصريح خاص لا نستطيع المشاركة في أنشطة إضافية بعد المدرسة كون كل تأخير عن الموعد المحدد يقابل بكثير من التأخير والتدقيق على البوابة .
كيف تقضون وقتكم ما بعد المدرسة في هذه المنطقة ؟
إما نلعب مع بعض بين البيوت التي نعيش فيها أو نقوم بمساعدة أهالينا في أعمالهم وقليلا ما نجلس أمام شاشة التلفزيون كونه لا تتوفر الكهرباء إلى خلال ساعات محدودة خلال ساعات أليل فقط ونذهب أحيانا إلى حديقة الحيوانات في قلقيلية وهنا قاطعه طفل أخر "بجوز مرة في السنة نروح على الحديقة" .
ماذا تريدون من المسئولين ؟
نريد مدرسة لندرس فيها وملعب صغير ومنتزه .
وعن طموحاتهم المستقبلية منهم من لم يقرر بعد ومنهم من اختار طريقه في الحياة من اليوم وهو التعليم في الجامعة ليصبح مدرس في مدرسة على وعسى تكون في قريتهم .
ملاحظة : يذكر ان عرب الرماضين ( البدو ) متواجدين في اكثر من محافظة على شكل تجمعات قروية ومثال ذلك جنوب الخليل , شرق بيت لحم , العيزيرية ,أريحا