وفاء لدماء شهدائنا الأبرار ، و إجلالا لمعاناة أسرانا البواسل ، و إيمانا بعدالة قضيتنا الوطنية ، وتأكيدا على استمرار نضالنا من اجل نيل حقوقنا المشروعة بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف ، و تأكيد حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم ، و يقينا بأن تضحيات شعبنا الفلسطيني الصامد على مدار عقود مضت لا يجب أن تهدرها خلافات حزبية ضيقة .
و ارتباطا بالمحادثات الثنائية الفاعلة التي عقدتها التنظيمات الفلسطينية مع القيادة المصرية خلال الفترة من 25/8/2008 و حتى 8/10/2008 ، و التي أظهرت توافقا غير مسبوق حول ضرورة إنهاء الانقسام و الأسس المطلوبة لمعالجته فقد اجتمعت الفصائل و القوى الفلسطينية في القاهرة يوم 9/11/2008 و اتفقت على مشروعها الوطني على النحو التالي :
أولا: مبادئ عامة :
1- المصلحة الوطنية الفلسطينية تسمو و تعلو فوق المصالح الحزبية و التنظيمية
2- و حدة الأراضي الفلسطينية جغرافيا و سياسيا و عدم القبول بتجزئتها تحت أية ظروف.
3- الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء أية خلافات داخلية.
4- حرمة الدم الفلسطيني ، و تجريم الاعتقال الداخلي ، و وقف التحريض ، و نبذ العنف و كل ما يمكن أن يؤدى إليه من وسائل و إجراءات .
5- الديمقراطية هي الخيار الوحيد لمبدأ تداول السلطة في إطار احترام سيادة القانون و النظام و احترام الشرعية ، و أن دعم الديمقراطية يتطلب أن تكون هناك مشاركة سياسية من الجميع بعيدا عن مبدأ المحاصصة .
6- المقاومة فى اطار التوافق الوطنى هى حق مشروع للشعب الفلسطينى مادام الاحتلال قائما .
7-الاعتماد على المرجعيات الرئيسية السابقة ( اتفاق القاهرة ' مارس 2005 ' ـ وثيقة الوفاق الوطنى ' مايو 2006 ' ـ اتفاق مكه ' فبراير 2007 ' ـ مبادرة الرئيس / محمود عباس للحوار الشامل ' يونيو 2008 ' ـ قرارات القمة العربية المتعلقة بإنهاء حالة الانقسام ) ثانيا : إتفاق المجتمعين الذين يمثلون جميع الفصائل و القيادات السياسية الفلسطينية لانهاء حالة الانقسام من خلال الموافقة على حل القضايا الرئيسية كالآتى :
8- الحكومة
تشكيل حكومة توافق وطنى ذات مهام محددة تتمثل فى رفع الحصار و تسيير الحياة اليومية للشعب الفلسطينى ، و الإعداد لاجراء انتخابات رئاسية و تشريعية جديدة ، و الاشراف على إعادة بناء الاجهزة الامنية .
9- الأجهزة الأمنية:
إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية ووطنية بعيدا عن الفصائلية ، لتكون وحدها هي المخولة بمهمة الدفاع عن الوطن و المواطنين ، و ما يتطلبه ذلك من تقديم المساعدة العربية اللازمة لانجاز عملية البناء و الإصلاح .
10- الانتخابات:
إجراء انتخابات رئاسية و تشريعية متزامنة في توقيت متفق علية ، و مراجعة قانون الانتخابات وفقا لما تقتضيه مصلحة الوطن .
11- منظمة التحرير:
تطوير و تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني طبقا لاتفاق القاهرة ' مارس 2005 ' بحيث تضم جميع القوى و الفصائل ، والحفاظ على المنظمة إطارا وطنيا جامعا و مرجعية سياسية عليا للفلسطينيين ، و انتخاب مجلس وطني جديد في الداخل و الخارج حيثما أمكن .
ثالثا : وافقت جميع الفصائل و طوائف الشعب الفلسطيني على الالتزام بمتطلبات المرحلة القادمة كالآتي :
12- الحفاظ على التهدئة في الإطار الذي توافقت عليه كافة الفصائل و القوى الفلسطينية خلال اجتماعاتها بالقاهرة يومي 29 ، 30/4/2008.
13- توفير المناخ الداخلى الملائم من اجل انجاح ، مرحلة ما بعد الحوار الشامل و التنفيذ الكامل لمقتضيات هذه المرحلة ، و ما تفرضة من حتمية وقف و انهاء اية اعمال او اجراءات داخلية من شأنها الاضرار بالجهد المبذول لانها حالة الانقسام ، و ضرورة التفاعل بإيجابية مع متطلبات المصالحات الداخلية
14- الاتفاق على تشكيل اللجان التى تتولى مهمة بحث التفصيلات المطلوبة و آليات عملها ، لوضع ما يتم التوصل إليه موضع التنفيذ ، و ذلك فى أطار معالجة كافة قضايا الحوار و المصالحة ( لجنة الحكومة ـ لجنة الانتخابات ـ لجنة الامن ـ لجنة منظمة التحرير ـ لجنة المصالحات الداخلية ) على ان تبدأ هذه اللجان عملها بعد انتهاء اجتماعات الحوار الشامل المباشر ، ولا مانع من مشاركة عربية فى اى من هذه اللجان إذا ما طليت التنظيمات ذلك .
رابعا :
15- إتفقت جميع الفصائل و قوى الشعب الفلسطينى على ان ادارة المفاوضات السياسية هى من صلاحية منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطيينة و المبنية على قاعدة التمسك بالاهداف الوطنية ، على ان يتم عرض اى اتفاق بهذا الشأن على المجلس الوطنى للتصديق عليه او اجراء استفتاء حيثما امكن .
خامسا :
إتفق المجتمعون على ان المشروع الوطنى بما يحملة من افاق واضحة ، و تطلعات مشروعة ، و طموحات ليست بمنأى عن امكانية التحقيق ، يتطلب ان تتحول النوايا الحسنة و الارادات الصادقة إلى برنامج عمل يتم تنفيذه فى اطار من المسئولية و القناعة و الالتزام امام اجيال سوف تحاسبنا على المسئولية التى تحملناها ، و اجيال من حقها ان تحيا فى استقرار و رخاء فى ظل دولتنا المستقلة