غزة-دنيا الوطن
قالت عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» انتصار الوزير (أم جهاد) إن هناك شعوراً لدى الجميع داخل اللجنة المركزية بأن هناك مخططا لإنهاء الحركة بإضعافها أولاً ومن ثم تهميش دورها.
ورفضت في حوار مع «الحياة» الانتقادات الموجهة من كوادر من «فتح» الى اللجنة المركزية واتهام البعض لأعضائها بأنهم يتصرفون كآلهة، وقالت: «هذا ليس صحيحا وافتراء على اللجنة المركزية، هم (فتحاويون) يحملون اللجنة المركزية مسؤولية عدم عقد مؤتمر الحركة منذ 18 عاماً، لكن هذه المسألة في حاجة الى قرار سياسي داخل الحركة، وهذا الأمر كان منوطا بالرئيس الراحل ياسر عرفات (ابو عمار) الذي قرر ضرورة عقد مؤتمر للحركة في آخر سنة قبل وفاته وشكل لجنة تحضيرية من المجلس الثوري واللجنة المركزية لبحث ترتيب عقد مؤتمر الحركة، لكن أيضا أبو عمار كان حريصا على عقد لقاءات مستمرة من حين لآخر تجمع اللجنة المركزية مع كل من اللجنة التنفيذية للمنظمة وأمناء من كل الفصائل في لقاء سياسي موحد للبحث في الشأن الداخلي الفلسطيني ومسار المفاوضات والاحتلال والمسار السياسي عموما، لذلك ربما لم يشعر بأن عقد مؤتمر للحركة أمر ملح، ومن هنا حدث هذا التأخير».
وأضافت: «لكن الآن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لا يتشاور مع اللجنة المركزية ويتعاون فقط مع مجموعة محددة من الأفراد يحيطون به».
ونفت وجود أجنحة متصارعة داخل «فتح»، موضحة أن «هناك تكتلات على الأرض تخوض حملة للتغيير ولديها طموح، فالكل يشعر أنه الأحق في العضوية في المجلس الثوري أو في اللجنة المركزية، ونحن لا نعارض ذلك، لكننا لا نريد أن نتصارع بل نريد أن نتكامل وأن تشارك أجيال الوسط والجيل الصاعد في قيادة الحركة شرط الحفاظ على أسس الحركة وثوابتها الوطنية».
ولفتت إلى أن هناك خلافا سياسيا داخل «فتح»، وقالت: «هناك تيار يرى أن المفاوضات مع الاسرائيليين هي الحل والخيار الوحيد، لكن نحن نقول إن كل الخيارات يجب أن تكون مطروحة، وإنه في حال استمرار الجمود في المسار السياسي واذا ما فشلت المفاوضات، فلدينا البدائل وهي استمرار النضال لإنهاء الاحتلال».
واعتبرت «أم جهاد» أن التحدي الأكبر الآن هو الإنقسام الجاري في الوطن والشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هناك قراراً بالإجماع داخل اللجنة المركزية بضرورة وأهمية الإسراع في عقد المصالحة وانهاء الإنقسام القائم، بالإضافة إلى أن هناك قرارا داخل المجلس الثوري بذلك، متهمة من يعارض هذا التوجه الوطني بأن «لهم اجندات خاصة يعلمها الجميع». وأضافت: «نحن غير مرهونين بالقرار الأميركي، وخلال اجتماعات اللجنة التحضيرية الماضي، أكدنا على ذلك، فنحن نريد استعادة اللحمة الفلسطينية من دون رئيسين وحكومتين»، مؤكدة «شرعية الرئيس عباس المنتخب من الشعب الفلسطيني».
وعن الوضع الذي آلت إليه الحركة في غزة، قالت إنه تم وقف مرتبات أكثر من 11 ألف كادر عسكري من أبناء غزة كانوا يعملون في الأجهزة الأمنية وأشارت إلى أن «هذا الأمر سبب أزمة كبيرة، وفي المقابل ليست هناك حلول مطروحة وأصبحت هناك حالة عامة من الإحباط والضياع في صفوف هؤلاء أثرت سلباً على تنظيم فتح وقيادته داخل غزة، خصوصاً أن القيادة أجرت اتصالات متعددة مع الحكومة ومع الرئيس لمعالجة هذه الإشكالات ووضع حلول لها، لكن لا أحد يسمع».
ورأت أن هناك «فئة حول الرئيس عباس لا يعنيها أمر فتح»، وقالت: «هم لا يخفون لامبالاتهم هذه، وكذلك الحكومة أحالت على التقاعد أكثر من 6000 كادر فتحاوي، ومنهم من لم يصل الى سن التقاعد». وتابعت: «الحكومة ليست حكومة فتح، لكن أنا أقول عندما لا يكون رئيس الحكومة من فتح ولا يوجد وزير واحد فتحاوي، فالمفروض أن يتحرك الرئيس لوقف كل هذه الإجراءات الخاطئة، لكن الرئيس لا يتحرك».
وسألتها «الحياة» هل هذا يعني أن الرئيس عباس شخصية سلبية، فأجابت: «لا أستطيع أن أقول إن أبو مازن سلبي، لكن يبدو أن هناك سياسات مبرمجة لإنهاء كل الجيل القديم الذي كان له دور في العمل المسلح أو ما زال يؤمن به كخيار مطروح، واستبداله بأجيال أخرى شابة لا تنتمي بالضرورة الى فتح وتربت في ظل ثقافة السلام، ولديها قناعة بأنه السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية»، لافتة الى أن هذه القناعة راسخة لدى الكثيرين.
وعن كيفية مواجهة ذلك، أجابت: «طبعا هذا تحد لا بد من مواجهته وبحثه في مؤتمر الحركة، لكن المعالجة لن تتحقق إلا بتطوير موارد الحركة... حتى منظمة التحرير جرى تهميشها خلال السنوات الماضية رغم أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي مرجعية السلطة ومكلفة مراقبة أعمال السلطة»، مشيرة إلى أن موازنة المنظمة الآن تقررها وزارة المال، وبالتالي أصبحت السلطة فوق المنظمة، واصفة هذه الأوضاع بـ «المأسوية»، ما يتطلب الإسراع بإعادة النظر فيها، وقالت: «لا بد من عقد مجلس وطني فلسطيني من أجل استرداد المنظمة لدورها وتعزيزه ولتطوير المنظمة عموما».
وعن مطالبة حركة «حماس» بالانضمام الى المنظمة بشروط، قالت «أم جهاد»: «نرحب بانضمام حماس للمنظمة، لكن وفق برنامج المنظمة، نحن اخطأنا عندما قبلنا أن تخوض حماس الإنتخابات وفق برنامجها السياسي، وليس وفق برنامج المنظمة، وإذا كانت حماس تشترط تصحيح أوضاع المنظمة قبل أن تنضم اليها، ستنتظر كثيراً».
ودعت إلى ضرورة عقد دورة عاجلة للمجلس الوطني الفلسطيني.
وعن مؤتمر «فتح»، قالت إنه عندما تنتهى اللجنة التحضيرية من اعمالها، ستسلم الملف الى اللجنة المركزية صاحبة القرار في تحديد مكان عقد المؤتمر وزمانه، وهو الأمر الذي لم يبحث على مستوى الحركة. واضافت إن هناك توجها لأن يصل عدد الأعضاء إلى أكثر من 1300، لافتة إلى أنها ليست ضد انعقاده في الداخل، سواء في أريحا أو بيت لحم أو رام الله، وقالت: «هناك مخاوف لدى البعض من عقده في الداخل، منها أن تهدد جماعة مسلحة محسوبة أو مقربة من الحركة بإفشال المؤتمر في حال عدم قبول مشاركتها فيه فتحدث فوضى». وأشارت إلى أن مصر أو الأردن هما الدولتان المرشحتان لاستضافة المؤتمر في حال انعقاده في الخارج.
وانتقدت قرار الاضراب في غزة، وقالت: «أنا ضده رغم أنه قرار نقابي وحق مشروع، لكن نحن في فتح ليست لنا علاقة به، وأعلم أن الحكومة والرئيس لم يكن لهما علم به».
متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله.