تحليل سياسي: انقلاب أبيض في البيت الأبيض
التاريخ : 5/11/2008 الوقت : 15:51 ح+ . ح- . الإفتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
رام الله 5-11-2008 وفا- كتب محمد هواش
صحيح أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما هو أول رئيس من أصل أفريقي ولكن وجوده في البيت الأبيض يعد انقلابا أبيض بكل معنى الكلمة، لأنه ديمقراطي، ولأنه يحمل إرادة التغيير، ولأنه أولا وأخيرا يؤكد حقيقة أن التحديات الداخلية والخارجية أمام القوة الكونية الأعظم لا تواجه وتعالج بتكريس سياسة 'more of the same policy' (المزيد من نفس السياسة) الجمهورية التي كانت مثيرة للتساؤلات حول جدوى الاندفاع إلى حروب خارجية مشكوك في نتائجها، واستفادت إسرائيل من هذه الاندفاعات الأميركية وانشغالاتها بكل من أفغانستان والعراق، فتمادت بتعطيل عملية السلام.
الفلسطينيون ينتظرون أن يكون هذا الحق مساو لحق الفلسطينيين في التحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران.
فبعد سنة تقريباً من إعادة بوش إطلاق محادثات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية في أنابوليس، صدقت التوقعات المتشائمة للكثيرين في ذلك الوقت.
إسرائيل تواجه اليوم حالاً من عدم اليقين في ما يتعلق بالقيادة، وهي وصفت فوز باراك أوباما بأنه 'انقلاب أسود' في إشارة مواربة لشعورها بالإحباط من برنامجه وتوجهاته لا من لون بشرته السوداء.
على الرغم أنه شدد من مدى تأييده لإسرائيل، لكن أوباما مثل ماكين لم يقترح أي تحول في السياسة لإنقاذ حل الدولتين من السقوط في غياهب النسيان.
في زيارة اوباما إلى رام الله ولقائه مع الرئيس محمود عباس في مقره الرئاسي وعد بأنه سيطلق عملية سلام قوية من النقطة التي وصلت اليها. ولم يطلق وعودا أخرى تتعلق بتفاصيل الحلول لأنه كان مجرد سيناتور يريد أن يطلع ويسمع ويعطي إشارات لسياساته الخارجية، ولذلك هو اكتفى بوعد للرئيس عباس وللشعب الفلسطيني بأنه سوف يتمسك بحل الدولتين وبأنه لن يتأخر في إطلاق ودعم المفاوضات وإعطائها الزخم المناسب للتوصل إلى حلول حقيقية ترضي الأفرقاء.
أوباما يحمل إرثا ثقيلا من الانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل. بما في ذلك انحياز على حساب مصالح أميركية خالصة في العالم. خصوصا في حروب العراق والتحديات التي تواجهها في موضوع البرنامج النووي الإيراني.
اوباما لن يبدل مصالح الولايات المتحدة ولكنه قد يقدم مقاربات منطقية لها وقال بعد فوزه نحن أمة موحدة بقراءتين ورؤيتين بعد انتصاره الكاسح.
من هذه الحقائق يرحب الفلسطينيون باختيار أميركا التغيير. أكان محدودا أم تاريخيا. فأميركا بحاجة إليه قبل غيرها من الأمم. والأزمة الاقتصادية التي يهدد شبحها الاستقرار العالمي تحتاج إلى مثل هذا التغيير والى إدارة جديدة لهذه الأزمات. فسياسات واشنطن الشرق أوسطية لم تكن السبب الأساس في التهديد الخطير للنظام المالي العالمي لكنها المنطقة الأكثر حساسية وتأثرا في العالم التي أثرت في الأزمة هي وحروب أميركا فيها. وبالطبع فان فلسطين التي تكابد الاحتلال وتتوق إلى التحرر لا يمكن لها إلا التمسك بالأمل والتغيير مع إدارة اوباما الجديدة ووعوده بدفع عملية السلام نحو هدف حل الدولتين.
ـــــــــ