إلى نبضات الصمت التي أصبحت طاغية على نبضات قلوب البشر...
إلى شجون الحياة التي باتت تحتضن الملايين بعد إحتضانهم لأحلامهم ..إلى البأس واليأس ..إلى الشقاء والعناء .. إلى دنيا الضياع العامرة ..إلى منزل الهاوية .. مملكة البائسين ..إلى القوة المتلاشية ..إلى نار الغرور الكامنة في عقلي ..إلى السرااااااب المنتظر ..بكل جمل الدنيا التي تكونت بدون فعل فاعل وبدون مبتدأ ولا خبر ... بكل صرخات الصمت .. بكل جنون العاقلين وعقل المجانين .. باسم الضائعين في دنيا العبث ... وفي حياة الولع بالمجهول .. باسم المجهول الذي أصبح احد تقاسيم الحياة الواضحة .. باسم الحياة التي لم يعد لها معنى بعد ما حدث في ذلك اليوم .. نعم ألا تذكرون ذلك الحدث الذي صعق الكثيرين لحدوثه .. باسم هواة الجنون .. نعم هواة الجنون .. الذي أصبح النشاط الذي يؤديه الكثيرين ويمارسه الملايين ... الجنون الذي كا احد مصائب الدهر هو اليوم أحد نعم الله الذي يتمنى الكثيرون أن يحتضنهم .. محظوظون أولئك المجانين الذين يعيشون في دنيا مليئة بالأماني التي يريدونها أو بالأحرى جنونهم هو الذي يقودهم إلى كل ما يتمنون ... ما أسعدكم أيها المجانين .. تعيشون بلا قيود .. بلا حدود .. وبلا عناء التفكير في المجهول الذي يفرضه علينا الزمن .. بكل لغات الدنيا التي اختلفت نوعا وكيفا واتفقت مشاعر كاتبيها بل ربما اختلفت أو بالأحرى انعدمت تلك المشاعر ..كيف يمكن أن تولد المشاعر بلا قلوب ؟؟؟
وكيف للأفكار إن تولد في عقول من تجاهلوا العقل ... أو لم يستخدموا بتاتا؟؟؟ كيف لبنات أفكاري أن تنمو وتسمو بين تلك الأفكار المتغطرسة ...!!؟
عجبا ما هذا الكون الذي احتضن المجانين في كل مكان ... واجبر الملايين على عيش حياة المجانين ...
كل تصرفات العالم أصبحت بعيدة عن العقلانية والمنطق ... كأن الجنون بات و أصبح لغة العالم التى لم ترضى أن تنظر للآخرين أو الإحساس بمشاعر أولئك القابعين في زوايا دنيا المجانين .. اولئك الذين رفضوا أن المسير والإنجراف في داومة الجنون .. أولئك الذين بدأ العالم يتناسهم لأنهم رفضوا العالم بإستراتيجيته الجديدة ... هذه الإستراتيجية التي حاولت إلغاء العقول .. رفضوا الجنون بالرغم من أنه الطريق الوحيد إلى القمة التي انتظروها ... قرروا العيش في الهاوية البالية بعقولهم بدل العيش على القمة بجنونهم ..
إلى اولئك الذين استوطنوا مملكة البائسين بعقولهم .. نعم إليكم .. إلى السامين بعقولهم .. إلى الذين رفضو ا العيش في ديار المجانين وفي دار الغرور والكبرياء المصطنعة ..إليكم يا نفحات النور في في ظلام تفكير المجانين...إليكم يا أخوتي أبعث كلماتي .. التي لا أدري أخلقت عبثا أم التصقت حروفها إعجابا بصمودكم .. لا أدري هل من المنطق أن يعود الإنسان إلى القاع بعد أن احتضنته القمة بجنونها وبعبثها .. بمكرها وخديعتها ..
اليوم قررت العودة إلى دياري التي رحلت عنها سأعود اليوم إليك يا مملكتي وهذا هو وعدي الذي لن أخلفه بعد الآن ... تأكدي يا مملكتي بأنني سأظل قابعة وسط زواياك البائسة وسأتخبط في شوارع ضياعك .. سأسير في سكة هوانك بسمو نفسي ... سأعيش هنا في مملكتي... مملكة البائسين ... بعيدا عن الجميع ... بعيدا عن جموع المختالين والمتغطرسين ... وبعيدا عن هذه الحياة التي تعيشونها وبدون استثناء .. نعم بعيدا عن حياتكم حياة المجانين ..!!!
لأنه لا جدوى من وجود الصمود والأمل ... الإخلاص والحب ... الصدق والوفاء ... في دنيا مليئة بالمجانين.. فالأفضل هو أن تحيى مع الشقاء واليأس وبقايا الأحلام وضباب المستقبل ولكن مع أناس يفكروووووووووووووووووووووون !!!!!!!! يعلمون معنى العقل والإحساس .. المشاعر .. النبض .. يعلمون معنى الصمت الصارخ ... يوقنون بأن الحياة ماهي إلا ورقة سوداء يستحيل أن تجد يوما فيها لون آخر ... لأنها استغلت الملاييـــــــــــــن ...حياة عنوانها الدائم .. استغل الآخرين واستمتع بحياتك !!!!!!
شعارها .... كن حقيرا يحبك الملايين !!
أصدقائها ... المجانين الذين يجرون خلفها بذلة وهوان !!
صفاتها .. عجوز شمطاء لا تتردد بإغواء أصحاب النفوس الضعيفة !!
كلمة المرور الخاصة بها ... استمتع فما زلت صغيرا ستتوب عندما تكبر !!!!!
هذه حياة المجانين التي بات يحيونها الملايين دون تفكير... ألغوا عقولهم طاعة لشهواتهم .. وأحبوا حياة الذل والهوان ..
لهذا وذاك قررت الرحيل عن دنيا المجانين .. قررت أن أحيا ما تبقى في مملكة البائسين لان شارع الضياع ومنطقة الإنكسار ومنزل الهاوية وكل تفاصيل مملكتي ما زال الجنون بعيدا عنها ولا أظنه يوما سيدخل إليها ..
كن على ثقة بأنك تستطيع تعويض كل شي إلا عقلك فإذا تناسيته فلن تستطيع يوما استخدامه واعلم يا ... أن حياة المجانين التي فضلتها سترمي بك يوما في مكان لا يرغب أحد في الوصول إليه ...
فأمسح الغبار عن عقلك ... وأعد التفكير مليا في جميع تفاصل حياتك .. حتى تصل إلى ما تريده بعقلك وبعيدا عن جنونك ...
أتمنى من الجميع الإستفاده من هالموضوع الرائع....