متى سندرك أننا فلسطينيين ؟

عام حزين وأشهر باكية وأيام مريرة هي التي تحياها الحالة الفلسطينية في غزة والضفة تصاحبها لحظات دامية وعصيبة مرت على ربى الأحلام الوطنية وهي راكدة جامدة لا تستطيع الحراك ولا حتى التفوه ... جامعات تعج بغبار التعصب الحزبي ويتزايد ويقوى شبحه الظلامي كلما مرت عليه الدقائق والثواني بانعكاسات لسلوك الأحزاب المتخاصمة , غبار قاتل بسم بطيء سريع قد يتحول في لحظة واحدة لمواجهة شرسة لا تحمد عقباها في مجتمع معبأ حزبيا ويعيش حالة من الانقسام والتوتر اليومي , وجوه شاحبة نراها في طرقات الوطن يائسة ومرهقة ولربما كانت جائعة أو عطشا حتى تستفيق على خبر يجمع عشرة أصابعها ! .


مبادرات وآمال وأقوال تحث وتدعو للوحدة الداخلية في الصف الفلسطيني المبعثرة خطاه كان آخرها القاهرة وحوارها علقت الآمال على اليومين التاسع والعاشر لتستبق الأمور والأحداث بعقبات كان من الممكن التفاهم عليها رحمة للشعب المقهور لنستيقظ على يوم جديد حزين اعتقالات في صفوف أبناء الحركة الطلابية الفلسطينية خصوصا بحق كوادر طلابية من جامعة القدس المفتوحة والغرابة المؤلمة ما حدث في حرمي جامعة الأقصى والأزهر من اعتداءات وهجمات مخجلة على هاتين المؤسستين العظيمتين ومنع طواقم الصحافة من التصوير وحريات العمل الصحفي وهذا العمل تقيده الأجهزة الأمنية في غزة والضفة خصوصا في الجامعات !!! .

إن ترجمة أي من الخلافات الحزبية وعكسها على الجامعات كانت قد حذرت منه الحملة الشبابية لمناهضة التعصب الحزبي بمؤتمرها الصحفي الذي عقدته بتاريخ 14/10/2008 بغزة حيث أكدت أن عكس الخلافات على الجامعات يزرع عواقب وخيمة مستقبلا ويسبب الاحتقان الدائم في صفوف أبناء الأطر الطلابية وهذا المشهد قد رأيناه جليا في غزة يوم 9/11/2008واليوم 10/11/2008 في جامعة الأقصى مبنى الحرازين طالبات ضمن سلسلة فظيعة من أعمال العنف والتي نحذر منها دوما . الانحراف المساري للعمل الطلابي وتوجيهي للساحة الداخلية كارثة لا يمكن السكوت عليها من قبل العقلاء وأصحاب الهم الوطني المشهد الطلابي العام يجب أن يتغير ويتعدل مساره لتتذكر الحركة الطلابية تاريخها الذي كان مفعما بالنضالات والتضحيات العظام والتحول الخطير التي به هي الآن , يجب أن نخرج من هذه الدائرة الغير مشرفة وطنيا والتي تسيء لنضال ومقاومة شعبنا هناك الكثير من التحديات تواجه القضية الفلسطينية يجب أن ننظر وننتبه جميعنا لها جيدا ونكن حذرين من مسلسلها مع تقديري التام والكامل لنضال الأحزاب مع اختلاف النمط والمنهج والتركيبة لديها وهذا ما أعتبره ايجابيا في صياغة الفكر العام الفلسطيني لأن التعددية الحزبية والفكرية نتاج حسن يؤدى إلى انطلاق رؤى ومفاهيم حيوية أخرى إلى جانب أنها جميعا _ أي الأحزاب_ تتفق على الهوية الفلسطينية العربية لفلسطين التاريخية وعلى قدسية الهدف والرؤية الفلسطينية بجميع أبعادها.وكثيرة جدا هي نقاط الالتقاء بينها .إن وجود احتلال صهيوني لفلسطين التاريخية قد أعطى وطننا فلسطين مكانة وصدارة على جميع المحافل , وحفاظا منا على هذه الصدارة يجب علينا أن نكون وندرك الثقافة الحزبية الداخلية لكل حزب منا ولم نشأ .
أعجبتني هذه الأبيات لصديقي الشاعر الغزي محمد دويدار
كيفَ الشقيقُ يعضُّ لحمَ شقيقهِ ونيوبُهُ تجتـــاحُ في الأحشاءِ
قفْ يا بُنيَّ على الصوابِ تَيَقُّناً الحرُّ عيشُهُ دونما بــــغضاءِ
فابْنُ الحماسِ أخوكَ خُذْ بيمينهِ وابْنُ الجهادِ مَثِيلُهُ بـــإخاءِ
وبُنوَّةُ الجبْهاتِ باركَ كفَّهُـــمْ كفُّ الإلهِ وكفُّ كلِّ فــدائي
خِلِّي وأنتَ وذاكَ كلٌّ في الوغى هَدَفُ العُداةِ فلا تُطِلْ بعدائي

متى سندرك جيدا أننا فلسطينيين وان جامعاتنا خط احمر محرم تخريبها والاعتداء عليها متى سنرحم أنفسنا لا انتصار ولا تحرير بواحد بتجمعنا وتوحدنا سينصرنا الله وهذا صرخة أخرى تطلقها الحملة الشبابية ومناداة يومية بضرورة رص الصف الوطني حتى نرجع مجدا تركته أيدينا نعم لمواصلة الحوار للخروج بصيغة وطنية واحدة ومتوافقة للعمل الوطني ......