يعيش حجاج قطاع غزة الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام، حالة من القلق والخشية من عدم إمكانية أدائهم الفريضة بسبب الانفصال والانقسام الحاصل بين شطري الوطن الممزق، وذلك وسط خلافات حادة حول حجاج القطاع وإمكانية أدائهم فريضة الحج لهذا الموسم.
ويخشى حجاج قطاع غزة أنْ يتم إلغاء سفرهم ، ولا يخرجون لأداء مناسك فريضة الحج...
' المواطن' يحيي عاشور 60 عاما ' إنه يخشي ضياع أداء فريضة الحج عليه هذا العام بسبب كيفية خروج الحجاج من القطاع في ظل إغلاق معبر رفح، والصراع علي الحجاج في ظل الانقسام الذي يعاني منه شطري الوطن لينقسم الحجاج ما بين الضفة وقطاع غزة، مشيرا إلى أن هناك عقبات مازالت تعيق إتمام حصولنا على تأشيرة حج من السفارة السعودية في مصر، ونحن حجاج قطاع غزة حتى اللحظة لم نحصل على التأشيرات الرسمية التي تساعدنا علي الخروج
أما المواطن' إياد 30 عاما ' وهو أحد المسجلين بالحج من خلال رام الله ، انه توجه منذ صبيحة هذا اليوم إلي احدي المراكز الطبية في مدينة غزة لتلقي التطعيمات اللازمة وفق الأصول المتبعة، إلا أن العاملين فيها رفضوا تطعيمهم، وأشار إلي أن العاملين في المراكز الطبية أبلغوهم أن رفض التطعيم هو بقرار من حماس في القطاع، وأكد أن عدداً من عناصر امن حماس كانوا متواجدين في المكان وطردوا الحجاج وأخبروهم بأنهم لن يزوروا بيت الله الحرام هذا العام.
وتحدثت الحاجة أم إبراهيم وبغضب شديد حتى عبادات الله ، جعلتم منها مناكفات سياسية ، ما هو ذنبنا في منع اجراءات السفر للحج ، فبدل من منعنا قوموا بتسهيل امورنا ، طاعة لله، فنحن نوي زيارة بيت الله وليس البيت الأبيض، مالكم لا تفرقون.
من جانبها وجهت ' المواطنة أم العبد ' نداء خاص لخادم الحرمين وولي عهده بسرعة التدخل لإنقاذهم، وعدم إضاعة فرصة الحج عليهم هذا العام لان الوقت يمضي ولم يبق وقت كاف لأداء المناسك، ولان خادم الحرمين وولي عهده لم ولن يرض بألا يكون حجاج هذا العام لسكان قطاع غزة، معتبرة أن إلغاء سفر الحجاج هذا العام سيكون صعبًا على نفوسهم، فلا احد يعلم غير الله من أين اعددنا أموال الحج في ظل الحصار والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها غزة.
المواطن ' إبراهيم عودة 56 عاما ' يقول' لأمد' المعبر مغلق ، و لا بوادر أمل حول سفرنا هذا العام،كنا نأمل أن ينجح الحوار الفلسطيني الذي كان من المتوقع أن يعقد في القاهرة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، وضعنا جل آمالنا على هذا الحوار، فنحن لا نريد أن نتعذب في السفر كما تعذب الحجاج الذين سبقونا العام الماضي فمشاعر القلق تساورنا جميعًا ، و لا ندري ما هو مصيرنا حتى هذه اللحظة،فلم تصلنا بعد تأشيرات دخولنا إلي الأراضي الحجازية ، فالأمل بات ضئيل جدا بخروجنا من غزة لأداء مناسك فريضة الحج.
من جانب أخر استنكر الشيخ جمال بواطنه وزير الأوقاف والشؤون الدينية ممارسات حماس بمنع الحجاج الفلسطينيين من تلقي التطعيم الطبي وفق الأصول لاستكمال الإجراءات الوقائية في موسم الحج.
وأوضح بواطنه أن العاملين في المراكز الطبية رفضوا تطعيم الحجاج بقرار من مليشيا حماس في القطاع تحت تهديد السلاح .
ودعا إلى تمكين الحجاج من استكمال الإجراءات اللازمة بموسم الحج، وعدم التعرض لهم خدمة لهذا الركن العظيم، وأكد بواطنه علي أن قيام الحركة بهذه الممارسات يدل على أن الحركة ماضية في طريق فرض سياسة الأمر الواقع التي تهدف إلى القهر والإذلال للمواطنين وحرمانهم من حقوقهم الدينية والوطنية وتعتدي على حريتهم الشخصية بطريقة سافرة تتنافى مع سماحة الإسلام.
ويذكر أن المملكة السعودية قد ابلغت الجانب الفلسطيني بأن جهة وحيدة هي المكلفة بتزويدها بقوائم الحجيج اسوة بباقي دول العام وهذه الجهة هي وزارة الأوقاف في رام الله ، إلا أن حركة حماس اعتادت أن تفرض من خلال تأجيج مشاعر الناس واستغلال الدين ما تريد ، فخروج اتباعها في الأمس بمسيرة احتجاج لمعبر رفح وهم يحملون صور 'قائدهم' اسماعيل هنية ، والرئيس المصري حسني مبارك وخادم الحرمين الملك عبدالله ، لهي صورة مبتذلة لإرادة ماكرة ، سببت حالة الانقسام وشوهت صورة الفلسطيني في كل مكان ..
وبدل أن ينهوا انقلابهم ويعيدوا الوضع الى طبيعته ، يواصلوا تمزيقهم للوطن خدمة لإجندات إقليمية ، والحج الى بيت الله الحرام معطّل هذا العام مالم يقدر الله امرا مفعولا وتعطيله جاء من حيث ما جاء تقسيم الوطن المحتل ، حماس التي دبرت انقلابها في ليلة ظلماء ، وتمكنت من تفريق الكلمة وأتعبت الرعية.
ويبقى القول هل تسمح حركة حماس لحجاج قطاع الذين حصلوا على تأشيراتهم للسفر من خلال وزارة الأوقاف في رام الله ، هل ستسمح لهم بمغادرة القطاع ام انها ستمنعهم كما منعت اجراءات التطعيم .
وأن منعت فهي قتلت قبل ذلك مئات الابرياء ، وحرقت عشرات البيوت ، وهجّرت عشرات الأسر وقطعت الانساب والأرحام ، من أجل أن يكون القرار ، قرارها وحدها ..