قسم كبير من الشباب، وحتى الاهل، يعتقدون بأن "معسل الارجيلة" يحتوي على الفواكه والسكر أو العسل.تعرفوا على حقيقة الارجيلة وكيف ان النرجيلة ذات الحجم الصغير هي أكثر خطورة من النرجيلة الكبيرة ....فالمعرفة تمنحكم القوة على اتخاذ القرارات
قسم التثقيف وتطور الصحة
قسم كبير من الشباب، وحتى بعض الاهل، يعتقدون بأن هذه الخلطة التي تسمى "معسل الارجيلة" تحتوي على الفواكه والسكر أو العسل، وبأنها غير مضرة بالصحة، ولذا ترى بعض الآباء يغضون الطرف عن تدخين أبنائهم للنرجيلة. أحد أسباب تعزيز هذه الفكرة الخاطئة هو اسم تبغ النرجيلة، حيث يطلق على هذا التبغ اسم "معسل" ، هذا بالإضافة إلى الرائحة الذكية التي تفوح من هذه المادة.وفي الحقيقة أن هذه الخلطة تحتوي على التبغ بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى، وعلى دبس السكر مولاس السائل الذي يتبقى بعد تكرير السكر ومنكهات ومواد الحافظة.
هذه المعلومات يتم إدراجها على بعض مغلفات تبغ النرجيلة، ولكن، لا أحد يعرف ما هي جميع هذه المواد التي تدخل في تركيبها، وسبب ذلك يرجع إلى غياب الرقابة على هذه المواد ونجد على غلاف بعض أنواع التبغ المستوردة من بلدان مثل مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، رسوماً لمختلف الفواكه، حسب الطعم المراد تقديمه للمستهلك، الأمر الذي من شأنه أن يعزز عملية التضليل. بعض المغلفات يكتب عليها بأن الخلطة تحتوي على التبغ، الذي يدخل في تركيبه النيكوتين المعروف بأنه مادة تؤدي إلى الإدمان بمقدار 0.05٪ ملغم بالإضافة إلى أن منتجي هذه المواد يذكرون بأن كمية الزفت القطران هي 0 ٪ ملغم، أي أنهم يدعون بأن هذه المادة المضرة والتي تتسبب بالإصابة بمرض السرطان غير موجودة في هذه الخلطة ,في الحقيقة بأن القطران وغيره من المواد المضرة ينتج عند احتراق التبغ، وقد تم إثبات هذه الحقائق من خلال البحث الذي اجري في الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان.
على ماذا يحتوي دخان تبغ النرجيلة؟
في إطار هذا البحث قام الباحثون ببناء آلة مخصصة لفحص الدخان الصادر عن النرجيلة وتبين نتائج هذا البحث بأن هذا الدخان يحتوي على كميات كبيرة من القطران، بالإضافة إلى النيكوتين والمعادن الثقيلة وبالمقارنة مع الدخان الناتج عن سيجارة واحدة، وتبين أيضا وجود كمية كبيرة من المواد السامة التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، مثل الزرنيخ، والكروم، والرصاص .
وفي دراسة أجريت في كلية الطب في الجامعة الأردنية في عمان، تبين بأن نسبة تركيز النيكوتين والكوتينين أحد المواد التي ينتجها النيكوتين في الجسم تصل إلى مستويات عالية بعد تدخين النرجيلة، مما يؤكد على أن النرجيلة تتسبب في أضرار جسيمة .
دراسة أخرى أجريت في أحد المراكز الطبية في الباكستان تؤكد على أن المدخنين يستنشقون أول أكسيد الكربون Co وهو غاز سام يؤثر على عملية تزويد أجهزة الجسم المختلفة بالأكسجين، ويؤثر سلبا على لياقة الجسم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ولم يلاحظ الباحثون أي فرق في كمية أول أكسيد الكربون بين النرجيلة المزودة بفلتر وتلك التي لا يتوفر فيها فلتر إلا أنه تبين بأن النرجيلة ذات الحجم الصغير هي أكثر خطورة من النرجيلة الكبيرة، وذلك لان الدخان يتركز بشكل أكبر في النرجيلة صغيرة الحجم ,والنتيجة التي توصل إليها الباحثون هي أن خطر استنشاق أول أكسيد الكربون الناتج عن النرجيلة هو نفس الخطر الناتج عن تدخين السجائر تدخين النرجيلة يتسبب بنفس الأضرار التي يتسبب بها تدخين السجائر من المتعارف عليه بأن دخان التبغ يحتوي على مواد سامة تؤدي إلى الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الرئة المزمنة، ويؤثر سلبا على القدرة الجسمية والجنسية، ويؤدي إلى الترهل المبكر للجلد، وغيرها وكما هو معروف، فان التبغ يحترق في النرجيلة أيضا مسببًا أضراراً صحيّة جمّة وقد بينت الأبحاث بأن تدخين النرجيلة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفاه وبسرطان الفم، وسرطان المسالك البولية عند المدخنين ومن بينهم مدخني النرجيلة.
وهنالك أيضا ظاهرة أمراض الجلد ومنها ما يطلق عليه اسم أكزيما مدخني النرجيلة، والتي تظهر على الأصابع التي يمسك بها المدخن أنبوب النرجيلة وكما ذكر فإن تبغ النرجيلة يحتوي على مادة النيكوتين التي تؤدي إلى الإدمان إن تعرض الجسم للمواد المضرة عند تدخين النرجيلة يدوم فترة طويلة، وذلك بسبب أن تدخين نفس نرجيلة واحد قد يستمر 45 دقيقة وربما أكثر.
النرجيلة تنقل الأمراض المعدية
بعض المدخنين يفضلون التدخين بشكل جماعي مع الأصحاب، بالإضافة إلى تدخين النرجيلة في الأماكن العامة مثل المقاهي و المراقص، في هذه الحالات يشترك المدخنون في نرجيلة واحدة ويتناقلون فوهة التدخين من فم إلى فم، مما يؤدي إلى انتقال الأمراض المعدية عن طريق اللعاب، بداية من الرشح والانفلونزا، ومروراً بمرض القوباء الجنسي، بالإضافة إلى مرض السل كما أن البعض يضيف إلى النرجيلة مواد أخرى مضرة بالصحة، مثل المخدرات وبعضهم الآخر يستبدل الماء الموجود في القارورة بالكحول المسكرة التي من شأنها أن تزيد من تأثيرها السلبي على الجسم هذا الأمر يعتبر خطيرا جدا عندما لا يكون للشخص المدخن سيطرة على المواد التي تضاف للنرجيلة حتى أنه يجهل ما هي المادة التي قام باستنشاقها داخل جسمه، والتي قد تتسبب في فقدانه للوعي في بعض الحالات.
تدخين النرجيلة يؤثر على الجنين
إن انخفاض وزن المولود عند الولادة له تأثيراته السلبية على وضعه الصحي وتطوره السليم وفي دراسة أجريت على النساء الحوامل في لبنان، تبين بأن تدخين النرجيلة له تأثير سلبي على وزن المولود، مثله مثل التدخين العادي وتبين كذلك بأن خطر ولادة طفل ناقص الوزن هي أكبر لدي النساء الحوامل المدخنات منه عند النساء غير المدخنات ويزداد التأثير بشكل ملموس عند النساء اللواتي بدأن بتدخين النرجيلة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وتبين أيضا بأن تأثير تدخين النرجيلة على المولود يمتد إلى مرحلة ما بعد الولادة ويؤدي إلى إصابته بضيق في التنفس.
الماء الموجود في النرجيلة لا يعمل على تنقية أو تخفيف خطر المواد الضارة
حقيقة مضللة أخرى في ما يتعلق بالنرجيلة، تقول بأن دخان النرجيلة أقل ضررا لأنه "يصفّى" أو "يخفّف" عن طريق الماء كون هذا الدخان يمر من خلال الماء قد يخفف من الشعور بالحرقة التي يسببها تدخين السيجارة، إلا أنها لا تبطل مفعول المواد الضارة وعملية امتصاص الجسم لها، والتي تبدأ في الفم. المعرفة تمنحكم القوة على اتخاذ القرارات النرجيلة ليست عادة جديدة، لكن تأثيرها السلبي على المدخنين ومن حولهم كافية من أجل إبطال تلك الخرافات المضللة التي تتعلق بتدخين النرجيلة.