أنا مشتاق أحضنه وأبوسه وأنيمه بجنبي"، بهذه الكلمات التي عبرت عن مشاعر اللهفة والحنيين لطفله الرضيع الذي حرمته اجراءات الاحتلال الاسرائيلي من رؤيته، بدأ المواطن سائد خالد محمود بدران من بلدة دير الغصون شمال طولكرم بالحديث عن معاناته التي لا تزال تتواصل في ظل منعه من الوصول لمستشفى المقاصد الذي يمكث فيه طفله والسبب (لدواع أمنية).
إنتظار لسبع سنوات متواصلة
يقول سائد الذي يعمل "موظف سنترال" في مستشفى ثابت ثابت الحكومي بطولكرم "مضى على زواجي من منال عبد الله بدران سبع سنوات، ولم أرزق بأي طفل، وعقب فحوصات وعلاجات وزيارات للأطباء تقرر أن نقوم بزراعة، ونجحت وحملت زوجتي بمولود ذكر، إلا انها تعبت جداً مع بداية الشهر الثالث، وطلب منها الأطباء ان تلازم الفراش حتى موعد الولادة".
ويضيف "مع بداية الشهر السابع زاد تعبها، وأصبح هنالك خطر كبير على الجنين، وبتوصية من الأطباء مكثت في مستشفى ثابت ثابت الحكومي بطولكرم لمدة (12) يوماً، وبعدها تم تحويلها الى مستشفى المقاصد بالقدس، وبعد دخولها بيومين وضعت المولود بولادة مبكرة جداً، وكان ذلك يوم 1/11/2008، وسمي "خــالــد".
الوضع الصحي للمولود خطير.. لكنه في تحسن
ويقول والد الطفل "عقب الولادة مباشرة تم تحويل الطفل الى العناية المركزة، ووصل مع جهاز التنفس الصناعي لعدم إكتمال الأعضاء، حيث كان وزنه (1 كيلو و 200 غرام، إلا انه ومع مرور الايام، وتلقيه العناية الفائقة من قبل الأطباء هناك، أصبح وضعه الصحي أفضل بكثير".
الإحتلال حال بين الوالد وطفله
وبمشاعر جياشة كلها إشتياق.. يقول سائد "أنا مشتاق أحضنه وأبوسه وأنيمه بجنبي"، فقد مضى على ولادته شهر كامل دون أن اراه، سوى عبر الصور التي تم التقاطها بواسطة الهواتف النقالة، فقد حرمني الإحتلال من الوصول لمستشفى المقاصد لدواع أمنية.
وأضاف "قام مستشفى المقاصد بإرسال كتاب لي من أجل القيام بإنهاء عدة إجراءات هناك، ومن بينها إجراءات الولادة والمبيت وغيرها، وحتى اتمكن من رؤية طفلي، وقمت بتقديم طلب عبر الإرتباط المدني الفلسطيني لإصدار تصريح الوصول لمستشفى المقاصد، ووجه بالرفض، وكررت المحاولة لثلاث مرات دون جدوى".
ويقول سائد إن زوجته التي تذهب الى مستشفى المقاصد للإطمئنان على نجله، وحتى يكون هنالك تواصل ما بينه وأمه خلال هذه الفترة العصيبة التي نمر بها.
مناشدة حسين الشيخ للتدخل
وتوجه المواطن سائد بدران بمناشدة عاجلة لرئيس هيئة الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، للتدخل لدى الجانب الإسرائيلي بهذا الموضوع، ومحاولة الحصول على تصريح لزيارة نجله الرضيع في مستشفى المقاصد، مؤكداً انه لم يسجن طوال حياته، ولم يتعرض لأي مسائلة من قبل الإحتلال الإسرائيلي.