تتسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية بعد فشل حوار القاهرة بسبب تعنت حماس ورفضها لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني.
وما يدور داخل أروقة حركة حماس يتنافى تماماً مع ما نسمعه من تصريحات تنادي بالوحدة الوطنية، فالتصريحات البراقة التي تصدر من أبواق حماس ما هي إلا تغطية لفعل مشين قد ترتكبه في الضفة الغربية، كما ارتكبته من انقلاب عسكري في قطاع غزة.
وبعد نجاح حماس بإفسال حوار القاهرة، بدأت في تنفيذ المرحلة الثانية من مخططها، المرحلة الأولى أنجزتها على أكمل وجه سيطرت على قطاع غزة، وستسعى بكل الوسائل والطرق السيطرة على الشطر الآخر من الوطن بانقلاب جديد على السلطة الوطنية في الضفة الغربية، فالمتابع لما يدور داخل حركة حماس يعى جيداً أنها مصممة على ذلك وتعد العدة من سلاح وأفراد في الضفة الغربية للمواجهة المقبلة، فليس سراً على أحد أن هذه المرحلة الثانية من خطة حماس، فاعتقال العشرات من عناصرها في الضفة الغربية أثبت ذلك من خلال التحقيقات التي دارت مع عدد منهم باعترافهم المباشر بأن حماس أعدت نفسها للانقلاب في الضفة الغربية.
صور الأسلحة الثقيلة والمتفجرات المخزونة في المساجد التي عرضتها أجهزة الامن في الضفة الغربية لدليل واضح لما ذكر، ويؤكد مدى التعاون المباشر بينها وبين المافيا الإسرائيلية التي تمدها بكافة أنواع الأسلحة والمتفجرات بهدف زعرعة الأمن في مدن الضفة من خلال سلسة من التفجيرات والاغتيالات التي قد تطال رؤوس كبيرة في السلطة الوطنية.
وفي الجهة الاخرى تناور حماس في قطاع غزة بالورقة السياسية بعد اعلانها بعد الاعتراف بشرعية الرئيس حيث ستقوم بإجراء انتخابات رئاسية في غزة وتعلن رئيسها في خطوة لإعلان قطاع غزة إمارة حمساوية خالصة، وستعلن أن الضفة إقليم خارج الشرعية الحمساوية يحكمه أشخاص غير قانونين يجب السيطرة عليه بكل الطرق.
وتعول حماس على القيام بهذه الخطوات بتعزيز سيطرتها على القطاع على الاخوان الملسمين في العالم الذين سيكون لهم دور كبير بمساعدة حماس بتسيير الرحلات والاموال لمساعدة حماس بالاموال لإقامة إمارتها في غزة.
وتبقى المشكلة التي تقف أمامها هي معبر رفح، وسيطرة الامن المصري عليه، حيث دأبت حماس باستخدام بدو سيناء من خلال الرشاوي لزعزعة الأمن المصري لاستمرار عمل الأنفاق التي تهرب منها الاموال .