السلام عليكم...........الصديق الوفي ...كلمة جميلة ..تعني الكثير رغم انها تتكون من كلمتين فقط ...و لكن قل ما نجدها في اوساطنا ... ان لم نقل قد صلي عليها و دفنت مع المرحومين .. اين ؟ - اين نجد ذاك الصديق -الوفي -الذي يضحي بنفسه...يدفع بنفسه الى الخطر لأجل من ؟ ...لأجل صديقه ...الله أكبر .
اسمعو أحبتي ... كانا صديقان ... تواعدا على البقاء معا ...اتت الحرب ... مازالا معا ...وفي الحرب ..قاتلا معا -مازالا معا- لم يفترقا .. حالت الخيل بينهم ....جثث مرمية ...ناس مقتولة ..ارواح فقدت واخرى تحتضر ...عاد الجند ادراجه ...بحث الصاحب عن صاحبه.مذعورا ..لم يجده بين الجند...طأطأ راسه ودموعه تفيض ..شوقا وخوفا بل فزعا من فراق خليله ...قال الجندي الضابط المسؤول : إسمح لي يا سيدي ان أذهب للبحث عن صديقي الذي لم يعد من ساحة المعركة - أطلب منك الإذن بالذهاب-.
الإذن مرفوض ..... وأضاف الضابط قائلا : لا اريدك ان تخاطر بنفسك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات !
الجندي ومن دون أن يعطي أهمية للضابط ...ذهب ذهب للبحث عن صديقه في ساحة المعركة ...وبعد ساعة عاد متأثرا بجروح قاتلة حــــــــــاملا صديقه معه .
كان الضابط المسؤول معتزا بنفسه وقال : لقد قلت لك بأنه مات ! ..قلي أكان يستحق منك ان تخاطر بنفسك من أجل العثور على جثة ..!
أجاب الجندي وهو يحتضر : بالتأكيد يا سيدي ! .. عندما وجدته كان لا يزال حيا ..واستطاع ان يقول لي " كنت واثقا من أنك ستأتي يا صديقي " .. وفجأة انفجرت قنبلة بجنبنا فحاولت ان اتلقاها عن صديقي لكنني اصبت واصيب صديقي ايضا.... وقال لي أيضا - قبل ان يتلفظ انفاسه الأخيره - : أخبر أمي بأني أحبها كثيرا .. وأوصها بأن تعتني بنفسها ..و أخبر زوجتي بأنني كنت اتمنى لو عشت معها طيلة حياتي ..لكن الحياة لم تعطني فرصة لأحقق وعدي لها و أخبرها باني سأراها من جديد...ولكن ليس هنا ..و أشكرك يا صديقي لأنك صديقي ..ومـات صديقي عندها ...وبعد ان انتهى أغلق الجندي عينيه ثم مـات ...سبحان الله .
..........وعش اما قرين أخ وفي ---امين الغيب أو عش الوحاد..........
يا راحلا عن الحياة و ساكن أضلعي....هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي ...ما حيلتي وانا المكبل بالهوى....ناديته فأصر الا يسمعا....اذا كنت تحبني بصدق ...فلا ترحل وتتركني...لأن رحيلك ينزع الحياة من أحشاء روحي ....السعادة حلم و الدنيا اماني....و الدموع ترافق العيون الحزينة.........أعاني بالفراق أسى و قلبي يذكركم ليل مسا .
اتمنى ان يرزقني الله واياكم الصديق الصادق الوفي ....