ضد الماديين
المبتذلين وضد المثاليين في الوعي
ها نحن نقوم مرة اخرى, رافعين راية المادية الديالكتيكية, في كنس رؤى
وتصورات, الماديين المبتذلين والمثاليين حول الوعي.
فالمادين المثاليين يضاربون بالصلة بين المادة والوعي ويعتبرونهما
متطابقين. فالمادي المبتذل فوكوف يقول مثلاً ان الدماغ يفرز الفكرة, وان الفكرة
بالنسبة للدماغ هي تقريباً كالصفراء للكبد!!
والمادي الهولندي المشهور سبيوزا كان يعتقد ان الوعي سجية وخاصية ضرورية
لكل الطبيعة بأي حال كانت!!
اما المثاليين فيضاربون بذهنية الوعي ( أي عدم وجوده مادياً)!!
ان المادية الديالكتيكية ترفض الفهم المادي المبتذل للوعي مفهوم المطابقة
واضفاء الوعي كخاصية لكل المادة, وكذلك تقف المادية الديالكتيكية ضد النظرة
المثالية بفصل الوعي عن المادة.
ان القول بان الفكرة مادية يشكل خطورة صوب خلط المادية بالمثالية (كما اشار
لينين) ان الفكرة هي صورة ذهنية وانها ليست صورة فوتوغرافية بسيطة للواقع وليست
نسخة لا حياء فيها بل انها الواقع المعاد تشكيله بشكل ما في رأس الانسان, ان
الانسان يختلف عن الحيوان في انه قادر على ان يفكر . ان يعكس الواقع وبصورة فعالة
وان يؤثر فيه وان يضع هذا الهدف او ذاك وان يطمح الى تحقيقه.
وان محاولات عزل الفكرة عن الدماغ مفلسة تماماً وقد سما لينين هذه الفلسفة
بالفلسفة عديمة الدماغ وكتب يقول:-
(( ان العلوم الطبيعية تقف بقوة في المواقع التي تقول بان الوعي لا يوجد
مستقلاً عن الجسم, وانة ثانوي, ووظيفة من وظائف الدماغ, وانعكاس للعالم الخارجي))
هنا ايضاً يفلس من يضن ان الوعي ملازم لكل المادة.
ان تلك التخبطات التي عانة مها الماديين المبتذلين وكذلك المثاليين هي كون
فلسفتهم لا تعكس الواقع الموضوعي ولا تنسجم معه في حين نجاح الفلسفة الماركسية (المادية
الديالكتيكية والمادية التاريخية) لانها تعكس الواقع الموضوعي وتنسجم معه.
ان محاولات انعاش الفلسفات البالية هدفها خدمة الرجعية وتثبيت الاستغلال
والدفاع عنه ومحاولة منع تسلح الطبقات المظطهدة بالمادية الديالكتيكية لما تحملة
هذه المادية في طياتها من ظرورة دك تلك النعوش البالية وفتح افاق غد افضل شيوعي.