جبريل
نائب المدير العام
. : عدد المساهمات : 10430 العمر : 46 المدينه : عزون التحدي والصمود الوسام : نقاط : 13036 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
| موضوع: الكتابه على ضوء البندقيه الإثنين 12 يناير - 12:02:21 | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :...
سلسلة الكتابة على ضوء بندقية
(1)
الشرعية لمن يملك الارادة مع انتهاء ولاية الرئيس
(القيادة الفلسطينية اصغر من قضيتها) كمال جنبلاط
مشاهد من الحرب العالمية الثانية
بنبرة واثقة كان يردد الجنرال الفرنسي (ديجول) امام هيئة الوزارة المؤقتة ما ملخصه: (ضرورة صدور اعلان رسمي بان كافة التشريعات والتنظيمات التي اقرت او وضعت طوال السنوات الاربع التي تولت المسؤولية فيها تلك الحكومة التي يراسها الماريشال (بيتان) بعد استسلام فرنسا ودخول الجيش الالماني الى باريس كلها ملغاة ومعدومة الاثر).
بيتان بدوره كان قد وقع اتفاقية صلح مع المانيا سمحت باحتلال نصف فرنسا والنصف الاخر يبقى تحت رئاسته لكن ديجول بعد ان جمع جيوب المقاومة في حركة اطلق عليها اسم (فرنسا الحرة) عاد ليهدم كل صرح التخاذل الذي بناه بيتان
كان منطق ديجول ان هذه الحكومة لا شرعية لها لانها تفاوضت مع الاحتلال تحت املاء السلاح ورأيه : (ان الشرعية الفرنسية تمثلت في المقاومة (حركة فرنسا الحرة) لان الشرعية اساسها الارادة الوطنية وفي غياب الارادة الوطنية فليست هناك شرعية ...)
وتولى (هنري فريناي) وهو احد زعماء المقاومة مهمة تفصيل ما اجمله (ديجول) في اجتماعهم ليعلنه للشعب الفرنسي فاعلن بالنص: (ان حكومة بيتان كانت ظرفا ساد فيه الجنون لقد هزمنا عسكريا امام الالمان ان ذلك صحيح لسوء الحظ لكنه ليس سببا كافيا يدعونا لان نقبل كحقيقة ثابته ما هو حادثة عارضة لقد كان قبول التعامل مع المانيا هو الهزيمة ذاتها السلاح ينهزم وهنا الحادثة لكنه اذا انهزمت الارادة فهناك النهاية).
هذا الذي سردته عن مشاهد من الحرب العالمية الثانية ليست مقدمة لما اريد قوله لكنه هو تماما ما اريد قوله التاريخ الذي هو ظل الانسان على الجغرافيا على حد تعبير (هيجل) لا يكتبه اشخاص مثل (بيتان) او وزير الخارجية البريطاني (هاليفاكس) الذي الح على (تشرشل) بالاستسلام بعد سقوط فرنسا التاريخ يعطي اوراقه كل اوراقه ليكتبه اشخاص واثقون اياديهم غير مرتعشة امثال ديجول وتشرشل والذي كان نهاية ارادتهم ان ينتصروا في الحرب العالمية الثانية ويجنبوا شعوبهم ويلات الذل والهزيمة .
التلهف.. جاهزية التنازل
وانا اليوم لا التفت كثيرا الى انتهاء ولاية الرئيس عباس في 9-1 هذا التاريخ لا يعني شيئا لان ولايته تفقد مشروعيتها بمجرد ان يرهن ارادته لغيره قد يكون رهنها دون ان يقصد لكن اي رجل يتقدم للقيادة لايملك حلم فليس امامه الا ان يعيش احلام الاخرين قصد ذلك ام لم يقصد وهو من اول يوم وصل لسدة الحكم اعلن ان مشروعه القضاء على عسكرة الانتفاضة وان السلام خياره الاستراتيجي وهو يطل اليوم ليقول ان المقاومة ليست مقصودة لحد ذاتها وانها ان كانت ستكلفنا خسائر كثيرة فلا نريدها .والرجل كان متلهفا باكثر مما تسمح به حدود اللياقة الدبلوماسية او حدود العقول البشرية فداوم على حضور جلسات التفاوض دون ان يحصل على شيء وهرول لانابولس دون ان يحصل على شيء وحرك رجاله لاعتقال مقاومين من الضفة وغيرها من التصرفات التي ظن انها ستخدم اوراقه التفاوضية لكنه من حيث يدري او لا يدري كان يعطي مؤشرا للعدو لطلب المزيد منه ويكون عدوه غبيا ان لم يقرا الامور هكذا ويستفيد منها على نحو ما استفاد منها.
ويعيدنا هذا كله لبداية الحرب العالمية الثانية 1938 في ميونخ جمع لقاء بين رئيس الوزراء البريطاني (تشمبرلين) و (هتلر) وبعد يومين خرج (تشمبرلين) على الشعب البريطاني يقول ان (السلام في زماننا) لم يدرك انه جعل الحرب العالمية الثانية حتمية لان هتلر راى تلهفه على السلام دليلا على الضعف (لم يدرك ان استرضاء العدو باي ثمن هو اقرب الطرق الى الحرب) .
ودولة مثل الصين والتي يتوقع مفكرون كثر منهم (نعوم تشومسكي) انها ستكون الطرف الثاني في ثنائية قطبية جديدة تحكم العالم مع امريكا. هذه الدولة كانت امريكا تضرب عليها حصارا ومقاطعة دولية وبحقائق القوى وجدت امريكا ان ذلك غير قابل لاستمرار فقررت العودة لفتح خطوط اتصال معها على عهد الرئيس الامريكي (نيكسون) وقبل زيارة (نيكسون) للصين طلب النصيحة من الاديب الفرنسي (اندريه مالرو) الذي يعرف الصين جيدا قال (اندريه): ان اكبر خطأ يقع فيه اي طرف يتعامل مع الصين هو ان يتصورها متلهفة على شيء هكذا تكون الدول الواثقة من نفسها وهكذا تكون الامم التي تملك مشروعا.
متى تكون المفاوضات؟؟
هذه قوانين الحياة قبل ان تكون قوانين الصراع في علم السياسة انك عندما تنحني فالاخرون مدعوون للصعود على ظهرك وعندما تبدا حياتك السياسية بالقضاء على عسكرة الانتفاضة فانك تلقي بكل اوراقك التفاوضية الى الارض ويصبح وقتها التفاوض نوع من انواع التنازل فانجازات المفاوضات لا تصنع حول طاولة مستديرة انما تصنع على الارض بقوة المقاومة وحضور الارادة وطول النفس وتاتي الطاولة المستديرة تتويجا لهذا الجهد كله لتنجز سياسيا...
والسادات عندما اعلن ان حرب اكتوبر هي اخر الحروب كان عمليا يقذف بكل انجازات الحرب الى النيل ويحضر الى طاولة مفاوضات لا يملك شيئا خيار الحرب لابد ان يكون حاضرا وفي اللحظة التي يغيب تغيب الارادة ويغيب الفعل السياسي المنتج ونصبح مضطرين لقبول ما يعرض بدل ان نكون نحن من يعرض.
بذلك يمكننا القول دون ان نتجنى على الرجل(الرئيس عباس) ان فترته التي عدت كانت عبارة عن تزويد العدو بنقاط قوة من حيث كان يعلم او لايعلم لذلك علينا ان لا نرتبك امام الاوراق والمعاهدات التي وقعها هو او سلفه لانه لا شرعية لها والشعب (من يملك الارادة منه) يحتضن المقاومة ويدرك تماما ان فعل المقاومة مكلف بقدر ماهي الكرامة مكلفة وليس الاستسلام باقل كلفة
(1)
| |
|