يشير المؤرخون لعمر الدولة العبرية القصير الى ان الجنس كان على الدوام اهم الاسلحة التي استخدمتها الحركة الصهيونية واعتبرتها مشروعة في حربها لاقامة هذا الكيان.
المال والنفوذ والنساء" أهم الأسلحة التي استخدمها الصهاينة – ولازالوا- في إقامة كيانهم وبناء دولتهم، واستخدموا كافة الوسائل والأساليب في حربهم، وكان أبرز الوسائل غير المشروعة، النساء، الجنس والغواية، وهو ما يؤكده
ويؤكد هذه الحقيقة دراسة اعدتها الباحثة الاسرائيلية دانيئيلا رايخ ونشرت في صحيفة هآرتس عام 2004.
وتكشف الباحثة في الدراسة عن ان الحركة الصهيونية أقامت في عهد الانتداب البريطاني في فلسطين جهازا خاصا يضم آلاف "المضيفات" اليهوديات اوكلت اليهن مهمة "الترفيه والترويح" عن الجنود البريطانيين وجنود الحلفاء الذين كانوا ينزلون للراحة والاستجمام على شواطئ البلاد خلال الحرب العالمية الثانية.
وتقول الباحثة ان انشاء هذا الجهاز جاء في إطار مساعي الزعامة الصهيونية لكسب تأييد تلك الدول لمشروعها الاستيطاني وتسهيل تحقيقه على الأرض الفلسطينية.
هذا الدور لم يتوقف حتى يومنا، لكنه تغير في الشكل والمسميات، حيث تكشف مصادر عبرية عن أن جهاز المخابرات "الموساد" يعتمد في عمله الرئيس على النساء وأن 20% من العاملين فيه من النساء.
وتوضح دانيئيلا رايخ في دراستها التي هي عبارة عن رسالة قدمتها للحصول على الماجستير من جامعة حيفا، كيف تم تنظيم عمل البغاء والإغراء واعتباره جزءا من العمل التنظيمي لمؤسسات الحركة الصهيونية.
وتشير إلى أنه كان هناك قرابة مائة ألف جندي بريطاني واسترالي وغيرهم من عساكر الدول الأجنبية الذين خدموا في فلسطين في الثلاثينيات والأربعينيات أيام حكم الانتداب البريطاني، إبان الحرب العالمية الثانية، وكان هؤلاء الجنود والعساكر الأجانب يبحثون أثناء "استراحة المقاتل" عن قنص فرصة للمتعة والترفيه عن أنفسهم.
ولحسن حظهم لم يواجهوا مشقة كبيرة في الوصول إلى مبتغاهم إذ وجدوا رهن إشارتهم نحو خمسة آلاف "مضيفة" يهودية مستعدات بإيعاز وتشجيع من مؤسسات الحركة الصهيونية كالوكالة اليهودية، لاستقبال واستضافة هؤلاء الجنود بكل حفاوة وترحاب.
وتمضي رايخ مشيرة إلى أن تل أبيب شهدت في فترة الأربعينيات ازدهارا كبيرا في أقدم المهن "الدعارة"، وذلك في ظل وجود أعداد كبيرة من الجنود الأجانب بالمدينة، من جهة، وبسبب الوضع الاقتصادي الذي واجهته المهاجرات الجدد وبنات العائلات اليهودية الفقيرة، من جهة أخرى.
وقد انزعج قادة الجيش البريطاني بشكل خاص من "ازدياد أعداد جنودهم الذين أصيبوا بأمراض جنسية في تل أبيب" (250 إصابة)، الأمر الذي اضطر سلطات الجيش البريطاني في العام 1945 إلى افتتاح معهد طبي خاص في شارع "بن يهودا" في تل أبيب لإجراء فحوصات للجنود الذين ارتادوا دور الدعارة