تقرير معا - لم تعثر وكالة "معا" على قائد فتحاوي في الضفة الغربية يمتدح خطاب خالد مشعل، حتى ان عوني المشني - احد اعضاء قيادة تنظيم فتح - قال لوكالة معا : " اعتقدنا لوهلة ان مشعل سيفاجئنا بموقف كبير ويتقدم خطوة الى منتصف الطريق لا سيما بعد الكلمات الجميلة والطيبة التي سمعناها من د.عزيز الدويك والتي اراحت الاعصاب ودفعتنا للتفكير بآّليات جديدة للمصالحة الجريئة والقوية، ولكن وما ان بدأ مشعل يخطب حتى شعرنا ان خطابه يشكل تواصلا لمزاجية حركة حماس في الشأن الفلسطيني فخطابه حمل اشارات ايجابية لامريكا اكثر مما حمل للمواطن الفلسطيني ويمكن القول انه غازل امريكا ولم يلتفت الى معاناتنا نحن".
ورغم ان خالد مشعل أكّد في خطابه على مواقفه الثابتة ولم يغير شيئا من قناعاته الا ان الاجواء التي خلقتها مسلسلات خطابات القادة مؤخرا دفعت بالمراقبين الى توقع المزيد من الامور الجديدة، لا سيما بالتزامن مع حوار القاهرة الذي حمي وطيسه مرة اخرى.
فهمي الزعارير الناطق بلسان حركة فتح قال لـ"معا" ان الخطاب لم يخرج عن دائرة توقعاتي وهو خطاب سياسي غير مفترض وكان الهدف منه استرضاء امريكا وليس الوحدة الفلسطينية.
وعلى مسافة مئتي كيلومتر تقريبا من دمشق، تلقينا دعوة للاجتماع برئيس الوزراء الدكتور سلام فياض في رام الله ، وكعادته طلب من الكتاب والصحافيين تقييم خطابه، وبين ممتدح ومتحفظ اختلف الاراء وطالت الجلسة نحو 3 ساعات ... رئيس تحرير وكالة معا قال للدكتور فياض ان خطابه كان غير مفهوم ايضا للمواطن الفلسطيني وان القادة دأبوا يلقون الخطابات ويوجهون الكلام للجهات الخارجية ونسوا المواطن الغلبان الذي يبحث عن 3 حاجات هي الامل والعمل والمصالحة .... وان الخطابات لا تتطرق - وكأنها عمدا لا تتطرق - الى هذه الامور الهامة، وان حكومته التي نجحت فعلا في وقف الفلتان الامني قد تسببت بما يمكن تسميته الفلتان الحزبي فالاحزاب تقول ما تشاء وتعمل ما تشاء فوق القانون وتحت القانون وان الفلتان الامني في الشارع لا يقل خطرا عن فلتان الاحزاب الراهن.
الدكتور فياض تلقف اراء الكتاب برحابة صدر ولم يغضب حين قلنا له ان خطابه طويل وغير مفهوم ولم يمس فؤاد المواطن البسيط ولكنه أكد على العديد من النقاط التي نسردها لكم بشكل تلخيصي لان اللقاء لم يكن للنشر:
* ان خطة التنمية عند حكومته تعتمد الان على معالجة القصور الذاتي والاقلاع عن بعض الممارسات لتحقيق حكم القانون .
* خطاب نتانياهو كان محاولة اسرائيلية لاختراق الموقف العالمي وان الدكتور فياض كان خطط القاء خطاب قبل نتانياهو ولكن نتانياهو القى الخطاب فجاة وان خطابه لم يكن ردا على خطاب نتانياهو .
* بما ان الاحتلال الاسرائيلي احتلال احلالي استيطاني يقول الدكتور فياض ان مهمة اية حكومة وطنية هي تثبيت المواطن على ارضه وعدم القيام بممارسات تساعد على الهجرة .
* احد الكتاب قال لرئيس الوزراء ( لماذا تربطون مشروعنا الوطني بغزة ؟؟ كفى غزة ومشاكل الانقسام ولنركز جهود الحكومة على تثبيت المواطن في الضفة فهنا المؤامرة الصهيونية وليس هناك وكفى تشتيت جهودنا على غزة وقصة حماس طالما ان حماس لا تريد التراجع عن الانقلاب ولا تريد المصالحة ) ولكن فياض لم يقتنع بهذا الطرح وأصر على انه لولا دعم حكومته لمجتمع غزة لانهار المجتمع هناك.
* اشتكى العيد من الكتاب من اعتقالات نشطاء حماس في الضفة وقالوا : "ما ذنب حمساوي في الضفة بما فعله حمساوي في غزة ؟ وحتى ان كان بعض اعضاء التشريعي من حماس في غزة قد قتل فتحاويين فهذا لا يبرر اعتقال حمساوي ملتزم بالقانون في الضفة الغربية".
* د.فياض ظل يتحدث باصرار عن المجلس المركزي وليس المجلس التشريعي باعتبار ان السلطة نشأت بقرار مجلس مركزي وان الحكومة والتشريعي مجرد اداوت لدى منظمة التحرير في تنفيذ قرار المجلس المركزي .
* الجنرال الامريكي دايتون اشرف حتى الان على تدريب 1600 جندي وضابط في السلطة ولا يجب على الفصائل المعارضة ان تقول انه يحكم الامن الفلسطيني فهو يشرف على التدريب فقط وكل جيوش العالم تتمنى ان تشرف دولة متقدمة على تدريب قواتها .
* ومن اللقاء كان واضحا ان الدكتور فياض معجب بالجنرال مارشال وبخطة مارشال لاعادة ترميم اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية حتى انه اقتبس مطلع خطتها التي بدات ( يا سادة العالم .... ) اي الذين انتصروا في الحرب.
* د. فياض يتابع امر الحوار في القاهرة لكنه مثل قادة كثر لا يعتبرون ان الامر وشيك النجاح وان على حكومته ان تعمل وتعمل الى حين تحقيق ذلك فلا يمكن ترك الامور في فراغ الى حين حدوث ذلك.
* وللمفارقة وبالتزامن مع خطاب فياض وخطاب مشعل كتب احد الصحافيين اليهود ويدعى عكيفا الدار في صحيفة هارتس نصيحة للرئيس ابو مازن جاء فيها تحت عنوان "انزل يا ابا مازن عن الشجرة": ان رئيس السلطة حين يرفض مفاوضة نتانياهو قد صعد الى شجرة عالية وانه يجب الا يعتقد ان اوباما سيقوم عنه بكل العمل المطلوب منه، وانه اذا ما واصل الاستنكاف عن مفاوضة نتانياهو فكانما يلعب دور الطفل الذي رفض ان يأخذ حبة البوظة من أهله الا بشرط ان يصطحبوه الى السيرك" على حد قوله ويقول : عد يا ابو مازن وفاوض نتانياهو لاستعادة حقوق الفلسطينيين.