يقترب العلماء من التوصل إلى سر الحياة، على مستوى الجينات على الأقل. ويبدو ان السر يمكن حصره في 300 جين فقط
ويعتقد باحثون أمريكيون أن هذا العدد هو الحد الأدنى من المادة الوراثية اللازمة لخلق كائن حي
وقد اقترح أن تجري تجربة هذا الإكتشاف الجديد بمحاولة صنع بكتريا صناعية، من خلال تركيب الجينات كيميائيا في المختبر
مخلوق مجهري وقد نجح فريق علمي في معهد البحوث الجينية في ولاية ماريلاند الأمريكية من تفصيل التركيب الجيني لأصغر بكتيريا معروفة، وهي البكتيريا المعروفة بمايكوبلازما جينيتيليوم
وجاء في مقالة نشرها العلماء المذكورون في مجلة ساينس العلمية
بكتيريا مايكوبلازما جينيتيليوم، أصغر الجراثيم المعروفة |
ان ما بين 265 و350 من الجينات الـ 480 المكونة للبكتيريا المذكورة تعتبر ضرورية تحت ظروف النمو المختبرية. ويتضمن هذا العدد حوالي 100 جين غير معروفة الوظيفة
ويشير وجود هذه الجينات الـ 100 غير معروفة الوظائف إلى ان العلماء لايزالون يجهلون الكثير عن الفعاليات الأساسية للحياة
وتحتوي بكتيريا مايكوبلازما جينيتيليوم، التي تعيش في الجهاز التناسلي في الإنسان ولا تسبب أية أمراض، على عدد من الجينات أقل من أي مخلوق آخر. يذكر ان الإنسان لديه من الجينات عدد يتراوح بين 80 ألف إلى 140 ألفا
وقال الدكتور كريج فينتير رئيس الفريق الباحث إن هذه الدراسة تعيد تعريف الحياة باعتبارها مجموعة من الجينات
جينات حيوية في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية، عبر الدكتور فينتير عن ثقته في حتمية التوصل إلى تعريف جزيئي للحياة
أما الطريقة التي توصل بها الفريق إلى استنتاجاته، فتمت بنزع جينات البكتيريا واحد بعد الآخر لمعرفة أي منها ضروري للحياة
ومن الامور المثيرة ذلك العدد من الجينات الضرورية والمجهولة الوظيفة في نفس الوقت. تحتوي البكتيريا على 111 من هذه الجينات
وكشفت الدراسة ان عدد من هذه الجينات الـ 111 تعتبر حيوية في بعض الحالات فقط
الدكتور فينتير رئيس فريق البحث |
كما في حالة أن يحرم المخلوق من بعض المواد الغذائية
وقال الدكتور فينتير، إستنتجنا ان الحياة ليست شيئا مطلقا، بل هي في تفاعل مستمر مع محيطها
وقال الباحثون ان خطوتهم القادمة هي محاولة صنع بكتيريا من الجينات الضرورية فقط. وتعتبر الخطوة الأولى في هذا المشروع صنع كروموسوم صناعي لحمل الجينات
ويقول الدكتور فينتير ان فواد هذه التكنولوجيا هي التمكن من صنع أنواع من المخلوقات ذات فوائد إقتصادية وعملية، كصنع بكتيريا تتعامل مع المواد السمية، أو بكتيريا أخرى تستطيع فصل جزيئات الماء إلى ذرات أوكسجين وهايدروجين
وتدرس هذه الفكرة الآن من النواحي الأخلاقية. فقد قال العلماء الذين توصلوا إلى هذا الإكتشاف المهم انهم لن يجروا أية محاولات لتطوير اكتشافهم ما لم يجر بحث الموضوع من كل نواحيه بشكل واسع
ومن المتوقع أن يثير هذا الموضوع وجهات نظر متباينة، حيث يعارض الكثيرون محاولات العلماء لتخليق الحياة