العميل اكرم محمد نظمي الزطمة (22عاما) من حي تل السلطان بمدينة رفح الذي اصطحبه اثنان من أفراد الأمن الوقائي ليدلي باعترافاته حول تورطه في عملية اغتيال الشهيد صلاح شحادة ومساعده زاهر نصار. وعن دوره في عملية اغتيال الشهيد صلاح شحادة والتسبب في وقوع مجزرة راح ضحيتها 15 شهيدا بينهم أطفال وثلاث نساء قال العميل الزطمة ان ضابط المخابرات الإسرائيلية المكنى 'ابو ايهاب' اتصل به يوم الحادث هاتفيا الساعة العاشرة وخمس واربعين دقيقة ليلا وطلب منه التوجه الى حي الدرج والوقوف قبالة العمارة التي يقطن بها الشهيد شحادة وعائلته قائلا له: ان سيارة خصوصية من نوع 'اوبل' ستمر من أمامه بعد قليل مشيرا الى انه بعد نحو 20 دقيقة مرت سيارة تحمل الأوصاف ذاتها حينها اتصل بضابط المخابرات ونقل له تحركات السيارة. واضاف: سألته على ان أبقى في المكان نفسه او ان أغادر بعد تزويده بتلك المعلومات فقال لي: لماذا تسأل المهم ان لا تتوقف في مكان واحد بل تنقل في كافة الاتجاهات في محيط المنزل لأن السيارة ستعود مرة ثانية. وذكر انه بعد نحو 20 دقيقة أخرى عادت السيارة توقفت أمام العمارة التي كان يقطن بها شحادة وترجل منها ثلاثة أشخاص ودخلوا العمارة الأمر الذي جعلني اتصل بالضابط الإسرائيلي وابلغه بذلك حيث امرني بترك المكان والعودة الى شقتي وبعد نحو 20 دقيقة قصفت الطائرات العمارة وحين ذهبت تأكدت انها العمارة التي قمت برصدها بالفعل. وعما اذا كان متأكدا ان احد الذين دخلوا العمارة قبل عملية القصف كان شحادة قال: لا لم أتأكد من ذلك وانما تأكدت ان ثلاثة أشخاص دخلوا العمارة فقط وهذا ما كان يريده ضابط المخابرات منة فقط وانني وقبل الحادث بيومين وحين طلب مني مراقبة العمارة لم اعرف من هو الشخص المقصود بالمراقبة الا بعد ذلك. وأضاف: قدرت ان الذي دخل العمارة في هذه الأثناء هو الشيخ شحادة وذلك لأن من دخل العمارة كان في شكله الخارجي يحمل أوصافه وانا كنت أبعد عن المنزل مسافة لا تقل 30 مترا تقربا وكان الظلام دامسا وهذا ما نقلته الى مخابرات الاحتلال التي أكدت لي انه هو نفسه شحادة. وتبع: وبعد وقوع عملية القصف لم يتصل بي ضابط المخابرات بل انا اتصلت به لأستوضح ما جرى بالتحديد واسباب وقوع ذلك خاصة إنني كنت محطما نفسيا فقال لي:ان ما حدث كان يجب ان يحدث منذ وقت طويل. وقال: حينها قلت له انه كان بإمكانكم ان تغتالوه في أي مكان اخر من دون وقوع ضحايا ابرياء فقال لي انه يجب ان يكون هناك ضحايا لنه لو بقي حيا سيكون هناك ضحايا اكثر من ذلك. وتابع الزمطة انه قال لضابط ان هناك ناس كثيرين في محيط منزل شحادة وان هناك منازل كثيرة في المنطقة الا ان الضابط اخبره بأنه ليس مهما ذلك المهم ان لا يقف في مكان محدد فيما يبدو انها محاولة لعدم إثارة الشكوك حوله. وعن الدور الذي قام به ضابط مخابرات الاحتلال تجاه العميل الزطمة قال: انه لم يقم بأي شيء بل اكتفى بالقول انه سيساعدني للخروج من هذه الأزمة وانه وعدني بمنحي هدية وهي تسهيل مهمة سفري الى الخارج الذي كان كل طموحي في حياتي. واعترف الزمطة بان دوره في عملية اغتيال شحادة ومن معه كان رئيسا وبالتالي ينتظر أي حكم ستنطق به المحكمة حتى ان كان حكم الإعدام فهو حكم عادل ويستحقه على ما اقترفته يداه مبديا ندمه على اللحظات التي عمل فيها مع الشاباك. وطالب الزطمة كافة العملاء المتورطين وغير المتورطين في عمليات اغتيال مناضلين او حتى مواطنين عاديين بالمسارعة الى تسليم أنفسهم الى الأجهزة الأمنية على اعتبار انها السياج الحامي للجميع وليس 'الشاباك' الذي يطلق الوعود تلو الوعود والتي يتم في النهاية وبعد فوات الأوان اكتشاف انها أنها زائفة ليس لها أساس من الصحة. العميل الزطمة يدرس اللغة الإنكليزية في جامعة الأزهر وهو مناصر ومتعاطف مع الكتلة الإسلامية بالجامعة وكان يقطن في شقة سكنية استأجرها في عمارة في شارع الوحدة بغزة مع زملاء آخرين في الجامعة. وقال: ان بداية ارتباطه مع مخابرات الاحتلال كان نتيجة طموحه الكبير بالسفر الى الخارج لاستكمال تحصيله العملي خاصة الى أمريكا او بريطانيا او أية دولة أجنبية أخرى. واضاف: حين كنت أتردد على المركز الثقافي البريطاني في غزة شاهدت شخصا أجنبيا يجلس جانبا ويتصفح جريدة باللغة الإنجليزية فدفعني فضولي الى الاقتراب منه وتعريفه على نفسي والتعرف عليه حيث قال لي انه كندي ويعمل محاضرا في علم الاجتماع في إحدى جامعات كندا وجاء الى غزة لاعداد بحث حول الشعب الفلسطيني وأوضاعه المعيشية. واضاف: حينها عرضت عليه مساعدتي له في هذه المهمة فوافق على الفور وقال لي انه اسمه ثيري ويحتاج الى وقت طويل من اجل إنجاز مهمته وهذا يتطلب مني التنقل معه في جميع أنحاء محافظات غزة وأيضا السفر معه الى السفارة الكندية في تل ايب والى القدس ومناطق أخرى. 'لم أعارض فكرة السفر معه الى اية جهة لأنه وعدني بتحقيق حلمي وطموحي بالسفر الى الخارج خاصة الى كندا ومساعدتي في استكمال تحصيلي العملي هناك من هنا تنقلت معه في اكثر من مكان وكان يقابل أشخاصا عاديين ويتحدث معهم حول أوضاعهم والفرق بين الوضع الحالي في ظل السلطة الوطنية وقبلها في ظل الاحتلال الإسرائيلي قال الزطمة. واستطرد: عرض ثيري على السفر معه الى الضفة الغربية فسافرت عن طريق الممر الآمن الى بيت لحم والتقينا هناك حيث دخل كنيسة المهد للصلاة ومن ثم قال لي انه يريدني ان اذهب معه الى مدينة القدس أوضحت له إنني لا املك تصريحا للذهاب الى القدس الأمر الذي جعله يعرض علي السفر معه الى السفارة الكندية في تل ابيب لعمل هذا التصريح. وتابع: طلب مني ثيري صورة شخصية فأعطيته إياها حيث احضر لي بعد وقت قصير تصريح دخول الى القدس عليه صورتي حيث تجولنا في تل أبيب والقدس. اما في المرة الثانية فطلب مني السفر معه الى تل ابيب بعد إنجاز التسهيلات اللازمة من اجل الذهاب الى السفارة الكندية لاستخراج بعض الأوراق الخاصة به واثناء مكوثي في السفارة دخل شخص آخر قدمه ثيري لي على انه صاحبه واسمه ديفيد حيث ذهبنا بعدها الى القدس ليعلمني تيري بأنه سيسافر الى كندا. وقال: ان ثيري كان أعطاني خلال هذه الفترة جهاز هاتف نقال إسرائيليا لسهولة الاتصال بينهما وقبل سفره الى كندا حسب ادعائه كان أعطى رقم الهاتف الى صديقه ديفيد الذي عرفني على نفسه في البداية بأنه أيضا كندي واكتشفت في نهاية المطاف انه رجل مخابرات إسرائيلي. وتابع الزطمة: انه حين قال ثيري انه سيسافر الى كندا قلت له انه لم يفر بوعده لي بالسفر الى كندا لاستكمال تحصيلي العلمي الأمر الذي جعله يؤكد لي انه سيعود مرة أخرى لاستكمال بحثه الذي لم يستكمله بعد. وأضاف: بعد فترة وجيزة اتصلت زوجة ثيري بي وأبلغتني ان زوجها توفى في حادث طرق وأنها تريد مني فتح حساب لي في البنك وذلك من منطلق رغبتها في مساعدتي وإرسال نقود لي وهذا ما حصل بالفعل حيث كانت ترسل لي كل شهر مبلغ مائة دولار كمساعدة. واوضح الزطمة: في بداية شهر أيلول العام 2000 أي بعد مرور شهر تقريبا على علاقتي بثيري حضر ديفيد الى غزة وجلست معه في استراحة على شاطئ البحر حيث عرض علي بعض صور لفتيات يمارسن الجنس مع آخرين الأمر الذي أثار حفيظتي وجعلني اعترض على حمله لهذه الصور. وأضاف: ان ديفيد برر حمله للصورة بان المجتمع العربي لا ينظر الى ذلك من اية زاوية أخلاقية وان حمله لها عادي من وجهة نظره الا أنه وفي اليوم الثاني لمكوثه في غزة واثناء لقائي معه اخرج الصور نفسها ليطلعني عليها. وحين نظرت فيها وجدت ان ور الشخص الذي يمارس الجنس مع الفتاة هي صورتي فثارت ثائرتي واعترضت على ذلك الا انه طمأنني بان احدا لن يراها وانما أحضرها من باب المداعبة فقط. وأشار الزطمة الى ان ضابط المخابرات الإسرائيلي ديفيد الذي كان يعرفه حتى لتك اللحظة على انه كندي وصديق لثيري فقط انه سيعمل على إتلاف هذه الصور وانه عمل على دبلجتها على الكمبيوتر حين اخذ ثيري مني صورتي الشخصية لعمل تصريح لي للذهاب الى القدس'. وقال: حين اتصلت زوجة ثيري بي هاتفيا وانا اجلس مع ديفيد وأبلغتني ان زوجها مات حزنت كثيرا لأنه مات قبل