الطلاء المشع والجوال من أكثر المواد التقنية الحساسة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لاغتيال المقاومين الفلسطينيين
يعتبر الطلاء المشع من أكثر المواد التقنية الحساسة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لاغتيال المقاومين الفلسطينيين، حيث يوضع هذا الطلاء -بواسطة العملاء- على سلاح أو سيارات الكوادر المنوي اغتيالها. حيث تصدر هذه المواد المشعة موجات كهرومغناطيسية يتم تحديد موقعها من قبل طائرات الأباتشي، ثم قصفها وقتل مَنْ بداخلها. وبهذه الطريقة يتم اغتيال عشرات المقاومين.. وتعد هذه هي الطريقة المثلى لقوات الاحتلال نظرا لسهولتها ودقة نتيجتها خاصة عندما يكون الهدف متحركا. تعد طائرات الاستكشاف بدون طيار بمثابة 'رأس الرمح' في نجاح عمليات الاغتيال من قِبَل إسرائيل، حيث تعتبر 'غرفة عمليات كاملة'، ومزودة بأكثر أجهزة التجسس تقدما. تستخدمها قوات الاحتلال لتصوير المناطق الجبلية والنائية والمدن والقرى، وتبث صورها بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الصهيونية عبر أجهزة رؤية ليلية وأجهزة استشعار حراري وأجهزة التقاط موجات الهواتف الجوالة، وتعطي كامل المعلومات اللازمة لفرق الموت الصهيونية كي تنقض على هدفها. وقد وصل الأمر إلى تكليف الجيش الصهيوني لشركة مدنية بالقيام بعمليات تجسس جوية في قطاع غزة بعد أن كانت مثل هذه العمليات الحساسة مقصورة فقط على العسكريين الصهاينة .. كشفت هذا صحيفة 'لوموند' الفرنسية بتاريخ 28-6-2003. وبحلول الليل تقوم شركة 'إيرونوتيكس' االصهيونية (التي أنشئت سنة 1977، ويعمل بها نحو 150 شخصا نصفهم من قدامى خبراء أجهزة الاستخبارات الصهيونية)، بتسيير وإقلاع طائرة أو عدة طائرات بدون طيار من مدرج في منطقة 'جفولوت' القريبة من قطاع غزة من أجل التحليق فوق القطاع على ارتفاعات شاهقة -من أجل تفادي رؤيتها أو سماعها- لترصد كل ما يحدث في القطاع من تحركات. تستخدم الشركة طائرات بدون طيار من طراز 'إيروستار'، وتبلغ سرعتها ما بين 100 إلى 170 كيلومترا في الساعة، وتستطيع التحليق على ارتفاعات شاهقة تصل إلى 4500 مترًا لمدة 14 ساعة متواصلة. وينظر الفلسطينيون إلى طائرات الاستكشاف على أن تحليقها المفاجئ في منطقة، ما هو إلا مؤشر على دنو ارتكاب دولة الاحتلال لجريمة اغتيال، حتى وصل الأمر إلى اختيار اسم هزلي لها، حيث يطلقون عليها اسم 'أم كامل'!! - المحمول.. أكبر عملاء دولة الاحتلال . ويأتي المحمول ليكون أكبر العملاء الصهاينة.. فقد بات بالإمكان اليوم مراقبة أي هاتف محمول وهو مغلق، حيث يعتقد المقاومون أن إغلاق الهاتف، ونزع بطاريته كافيان بحل مشكلة المراقبة، وهو ما أثبتت الوقائع والدلائل عكسه، حيث إن التخزين الدائم للكهرباء في المحمول يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته، وهذا التخزين ليس تحت تصرف صاحب الهاتف. ومن خلال موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف، سواء كان مفتوحا أو مغلقا، حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية والإرسال للشركة مقدمة الخدمة. كان هذا ما أعلنته بعض الصحف الصهيونية في بداية العام الجاري، وقد ثار جدل بعد نشر هذه المعلومات مع الشرطة وجهاز الشاباك (الأمن العام)، حيث طالب الشاباك وزارة العدل بمنع الصحف من نشر هذه المعلومات بحجة أنها تمس جهود مكافحة الإرهاب والإجرام. ويؤكد بعض شهود العيان أنه خلال حادث محاولة اغتيال اثنين من قادة كتائب القسام في غزة بتاريخ 26-8-2003، حينما سمع المستهدفون صوت الطائرات ألقوا هواتفهم المحمولة بعيدا عن السيارة التي كانوا يستقلونها، ففوجئ المارة أن عدة صواريخ انقضت على تلك الهواتف في عرض الشارع. - المراقبة والتنصت .. بكل مكان . كما بدأت قوى الأمن الصهيونية باستخدام نظام طورته جامعة 'كينجيفون' البريطانية وهو عبارة عن برامج تصوير ذي كاميرات منتشرة في الأماكن الحساسة. ويمكن لهذا النظام -الذي يستخدم في الأساس لمراقبة الأماكن العامة- استرجاع الصور بعد حدوث أي حدث مثل الانفجارات أو السرقات أو حادث سير أو فقدان طفل في شارع بحيث يمكن استرجاع صورة الموقع ومعرفة ما حدث بدقة. إلا أن إسرائيل تستخدم هذا النظام في مراقبة المطلوبين المرشحين للتصفية؛ وذلك عن طريق وضع هذه الكاميرات الحساسة بواسطة 'عملائها الفلسطينيين' لمراقبة منازل المطلوبين وأماكن عملهم، والمناطق التي يترددون عليها. ويستخدم عملاء الاحتلال كذلك كاميرات حساسة وصغيرة، تكون على شكل 'ساعة اليد'، أو 'الولاعة' (القداحة)، حيث يقومون بواسطة هذه الكاميرات بتصوير الناشطين في أماكن معينة أثناء حملهم السلاح، أو مشيهم مع المطلوبين أو حتى وهم يطلقون النار، ليستخدم ضباط المخابرات تلك الصور كقرائن وأدلة ضدهم أثناء التحقيق لكسر صمتهم وإنكارهم والضغط عليهم كي يعترفوا أثناء التحقيق. - شرك.. الأسلحة المفخخة . وعلى نطاق واسع استخدمت قوات الاحتلال الأسلحة الخفيفة بمختلفة أنواعها في تصفية المطلوبين وأحيانا مراقبتهم، حيث تدرك مدى اهتمام فصائل المقاومة بالحصول على الأسلحة، فتعتمد أجهزة أمن الاحتلال على تسريب أسلحة خفيفة متطورة في سوق السلاح الفلسطيني، إلا أنها تكون مفخخة، ومزودة بأنظمة مراقبة وتَتَبُّعٍ بالغة التعقيد والتطور، حيث تدرك سلطات الاحتلال أن هذه الأسلحة ستصل في النهاية لرجال المقاومة فتقتنص الفرصة لاصطيادهم، ويطلق المقاومون على هذا النوع من السلاح اسم 'مشرّك'. من جهة ثانية تزود قوات الاحتلال بنادق جنودها بأجهزة تتبع خاصة لحمايتهم، حيث حدث بالفعل أثناء اشتباكات بين رجال المقاومة الفلسطينيين وجيش الاحتلال سقوط بنادق من الجنود أخذها المقاومون، تبين لاحقا أن بها أجهزة تتبع لحماية الجنود والوحدات الخاصة؛ حيث وجهت الطائرات الصهيونية الذخيرة والصواريخ على مكان الأسلحة الموجودة بحوزة المقاومين. - أقمار دولة الاحتلال . وتواصل دولة الاحتلال تطوير قدرتها في مجال أقمار التجسس الاصطناعية، حيث أكد البروفيسور 'حاييم أشد' رئيس برنامج الفضاء في جهاز الأمن الصهيوني في تصريحات لصحيفة 'هاآرتس' بتاريخ 3-8-2003 أنه خلال السنوات الخمس القادمة سيكون لدى دولة الاحتلال القدرة على إطلاق أقمار صناعية يزن الواحد منها 100 كيلوجرام من طائرات إف 15. ويقول 'أشد': 'عدا الأمريكان نحن نتجاوز كل دول العالم في مجال الأقمار الصناعية من حيث مستوى فصل الصورة، وجودتها'. وحسب أقوال ' أشد' فإنه حتى 2008 ستنهي دولة الاحتلال تدريجيا من تطويرها لثلاثة أقمار تصوير للاحتياجات الاستخبارية 'أوفك 6'، 'أوفك 7'، وقمر رادار 'تكسار' الذي يشكل جيلا متقدما أكثر لقمر التصوير الحالي (أوفك). وعلى الرغم من كل ذلك التفوق التكنولوجي ما زال المقاومون قادرين على توجيه الضربات المباشرة والقوية للاحتلال، متسلحين بارادة الجهاد وعزم الشهادة والتحرير التي هي اقوى من كل سلاح.