في التاريخ المعاصر استخدم الجنس كسلاح في الجاسوسية على أساس أن الغاية تبرر الوسيلة وأنه يجب العمل بكل وسيلة للحصول على المعلومات
ولو بالانتفاع بالضعف البشرى إزاء الحسناوات من فتيات الهوى، وكذلك تدريب الفتيات على إستخدام العلاقات الجنسية كوسيلة لحل عقدة الألسن في الضوء الخافت أثناء الفراش الوثير الذي يحوى جسد إمرأة ، وقد يصحب إستخدام الجنس أعمال التهديد كما هو متبع من قبل المخابرات الصهيونية . ففي سيكولوجيا الإستخبارات الصهيونية تم تكريس إنتباه خاص للأفخاخ الجنسية، حيث تلتقط صور لنساء شابات في أوضاع مثيرة ، وتستخدم لابتزاز الأشخاص المطلوب منهم التعامل مع المخابرات وهو ما حدث مع الكثير من العملاء ، حيث يتم تهديدهم بنشر تلك الصور، وقد تبين ذلك من خلال إعترافات قاتل صلاح شحادة ، الجاسوس ' أكرم الزطمة ' ، وغيره العشرات من العملاء الذين تم اسقاطهم عن طريق الجنس . حيث يعتبر هذا سلاحاً قوياً في أجهزة المخابرات الصهيونية ( بالنسبة لمجتمع مسلم تقليدى) وكذلك يقوم جهاز ' الشين بيت' باستغلال الزيارات التي يقوم بها المواطنون لمراكز عمل تصاريح المرور والعمل. ولقد قام الموساد بتركيب صور فاضحة بصورة فائقة بهدف الإبتزاز أو المساعدة في جمع المعلومات ولقد تم تصوير العديد من خلال عملية التلاعب بالأفخاخ الجنسية، وتلعب هذه العمليات الإبتزازية وفق نشاط رجال الموساد وعملائهم وتبعاً لسيكولوجيا الجنس دوراً مركزياً في الحرب النفسية كما يمارسها جهاز الموساد. أما بالنسبة لفلسطيني متهم بالتعاون مع الاحتلال الصهيوني ، فان الاعتراف يعني الموت المحتم . وهذا ما واجهه محمد بعد أن اعتقلته كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» وأخضعته للتحقيق والاستجواب. وهاهي قصة محمد ، 24 عاما ، تتكشف من خلال روايته بالتفصيل عن وشايته برفاقه عبر الهاتف الجوال لمن جندوه من الصهاينة مكنتهم من تعقب المسلحين . قال هلال إنه بدأ التعاون بعد أن توجه لمكتب عسكري طالبا الحصول على تصريح سفر لوالدته. وعندما رفضوا طلبه، جادلهم فاصطحبوه لغرفة مغلقة حيث التقى بامرأة صهيونية بزي عسكري (مجندة). وأضاف ' سألتني عن رأيي في الانتفاضة ، فأجبتها بأن لا شأن لي بها. ثم وضعت إحدى يديها على كتفي والأخرى فوق ساقي وبدأت بتدليك جسدي. وبعد ذلك تعرت، فأغوتني ودفعتني لممارسة الجنس معها'. وأضاف محمد انه عرض عليه ضابط صهيوني مجموعة من الصور تظهره وهو يمارس الجنس مع الفتاة ، وخيره بين العمل لحساب الصهاينة وبين نشر الصور في طولكرم. ومن المعروف ان دولة الاحتلال تقوم بتجنيد الآلاف ، باستخدام أساليب ، إذا لم يكن الجنس من بينها، فإنها تتنوع ما بين المال والامتيازات المرغوب فيها كتصاريح السفر أو تخفيض عقوبات السجن. ففي ذلك الشريط، اعترف محمد انه بعد ممارسة الجنس مع المجندة، اضطر للاستجابة لمطالب الصهاينة ، وحصل منهم على قرابة 70 دولار أميركي إضافة إلى عدد من أرقام الهواتف. وتحدث محمد بقدر من التفصيل، مشيرا الى حوادث عدة أكد وقوعها سكان طولكرم. وقال محمد ، انه وخلال فترة قصيرة كلف بمهام أكبر من الوشاية بأولئك الذين يقومون بالقاء الحجارة. وأضاف ان ضابطا صهيونيا « طلب مني ذات يوم أن أقيم صداقات مع أشخاص مطلوبين »، مشيرا الى ستة أسماء من بينها رائد كرمي، زعيم كتائب الأقصى في طولكرم الذي اغتيل في 14 يناير (كانون الثاني) من عام 2002. وتابع القول انه تلقى ذات يوم مكالمة من المسئول الصهيوني الذي سأله عن مكان وجوده. فقال له انه يجلس مع عدد من أعضاء كتائب الأقصى، فطلب منه الصهيوني أن يصطحبهم الى منطقة سكنه. وخلال دقائق معدودة، كانت القوات الصهيونية قد توغلت، وبدأ تبادل اطلاق النيران. حينئذ قتل فلسطيني واحد وأصيب محمد في ذراعه واعتقله الصهاينة. بعد تلك المواجهة، أصدرت كتائب الأقصى بيانا ذكرت فيه ان أحد أعضائها، وهو محمد هلال ، اصيب واعتقل. لكن بينما كان هلال يتلقى العلاج في مستشفى صهيوني، أوضح انه ظل يقدم المعلومات المفيدة للصهاينة. وقد حدد خرائط لمدينة طولكرم التقطت جوا، منازل المسلحين. وما أن تعافت جراحه، نقل هلال لسجن صهيوني وطلب منه اقامة علاقات مع رفاقه في السجن. لكنه قال انه لم يتمكن من جمع معلومات مفيدة، حيث عادوا به الى طولكرم بعد خمسة أشهر تقريبا من واقعة تبادل اطلاق النار. وأثار اطلاق سراح هلال المبكر الشكوك، كما قال أعضاء كتائب الأقصى، وترسخت لديهم قناعة بخيانته. وقام أعضاء من كتائب الأقصى والجهاد الاسلامي باعتقال هلال واخضعوه للتحقيق فاعترف ونفذوا فيها حكم الإعدام بالرصاص