ها أنا أمسك قلمي من جديد الذي كان قد جف حبره بسبب ما بكى على أوراقي من دموع … أمسكه وأحكم قبضتي المرتعشة عليه هذه المرة .. نعم فمع كل دقة من قلبي كنت أشعر برجفة تحرك كل جسمي..تتسارع النبضات كلما فكرت في شيء لأكتبه .. لا أدري ماذا دهاني هذه المرة؟! فهنالك الكثير مما يجول في خاطري والكثير مما يعتصر فؤادي فمن أين أبدأ؟ خبّرني يا قلم ؟!!
أأكتب عن لحظة فراقه عندما غاب أيامه العشرة عني وتركني سجينة الشوق له ؟ أم أكتب عن تلك الليلة التي كان فيها القمر ودموعي الساخنة هما رفيقاي الوحيدان فرن هاتفي ليكون هو مجددا رفيقي الثالث في عتمتي ؟أم أكتب عن يوم لقائه بعد سنين الغياب واللهفة لنسترق الأنظار .. صافحني فشددت بيدي المرتجفة على يده..كم تمنيت وقتها أن لا تترك يدي حضن يده! أم أصف لكم كيف كانت عيناي تعشقان ملاحقة عيناه الساحرتان والتمعن في تفاصيل وجهه البهي ؟أم أكتب عن أجمل وأقسى لحظات كانت منذ مجيئه ؟! حينما كانت دموعي تمتزج بالابتسامة ودقات قلبي الحزينة الفرحة تتناوب بالنبض في تلك اللحظات حينما صار جزءا من حياة غيري؟!! أم أصف لكم جماله حينما كان يزهو بالأحمر كالوردة الجورية محتضنا لها يحيطه المئات من البشر فرحا بما هو فيه بينما كنت أنا أتمالك نفسي من البكاء وأصطنع ابتسامتي الصفراء كالعادة ؟! أم أروي لكم قصتي حينما لفني بذراعيه الحنونة فاحتضن قلبي قلبه وهمس في أذني "بحبك أنا".. كنت كطفلة لا تقوى على الوقوف و تحن للبكاء ؟ أم أكتب لكم عما حدث بي عندما قبّلني برقة فشعرت "بكهرباء الحب" تسري في عروقي لأغيب حينها عن الواقع وأعيش في عالمي وعالمه؟!
أرجوك اهدأ يا قلبي وتوقفي عن الارتجاف يا يداي وساعدني يا قلمي فأنا أعلم أن كل حبر وأوراق العالم لن تكفي لأصف كل تلك الأوقات التي جمعتنا سويا وقضيناها معا بعيدا الجسد ولكن قريبا الروح ... وكما عودني أن يقول لي دائما (( هو أنا لم ولن تفرقنا بعد الجسد والمسافة))..
في هذه اللحظات وبالذات في هذه الظروف لا يسعني سوا أن أدعو أن يديمه حبي الأبدي و شعاع الأمل الذي يخترق ظلماتي فينورها بحبه وعطفه وحنانه وصدقه وصفاء سريرته ... فرحه من فرحي وحزنه وغضبه هو نكبتي.. هو أمي وأبي وكل ناسي.. ملجأي وبلسم جراحاتي وآهاتي...مصدر سعادتي وسبب حياتي وإلهامي .. فأنا وبكل فخر أحبهـ