الملف – بغداد
تلاقي الجرائد والمطبوعات الأسبوعية العراقية والعربية التي تعرض آخر أخبار نجوم المسلسل التركي "نور" إقبالا كبيرا، ما يدل على مدى النجاح اللافت الذي يتمتع به هذا المسلسل في أوساط المجتمع العراقي.
وترى إحدى طالبات الإعلام في جامعة بغداد أن أحداث المسلسل الذي يعرض على قناة mbc تشد وتثير المشاهد، لاسيما في الجانب العاطفي، حيث يتناول موضوع الحب والعلاقة الزوجية، مشيرة إلى أن نور ومهند أكثر الشخصيات التي تؤثر بها، وتضيف قائلة "أجد معاملة مهند لنور جميلة وتتسم بالاحترام، الأمر الذي لا نراه في أغلب علاقات المجتمع العراقي، ومن المفترض أن تكون طريقة المعاملة مماثلة لتلك التي نراها في المسلسل سواء كانت بين الأزواج أو المتحابين أن تكون باحترام وثقة".
وفي التقرير الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة، تقول ربة المنزل أم أحمد إن المسلسل ينقلها من أجواء الكبت التي يعيشها المجتمع، "إنه متنفسي الجميل"، وترى أن هذا المسلسل جدد الحيوية لديها، وطرد حالة الخمول التي تعيشها، "لاسيما وأننا نعيش أوضاعا صعبة أنستنا كيف نعيش".
وتوضح "أن المسلسل يطرح العديد من المسائل التي جعلتني أعيد حساباتي بالمقارنة مع الواقع الذي أعيشه، والذي يشوبه بعض الخطأ"، مبينة "أن شخصية نور القوية، تعلمني كيف أتعامل مع المشاكل والصبر عليها، وكمية العطاء الذي تمنحه لأسرتها، كلها أمور جعلتني أنتظر بلهفة هذا المسلسل والانتهاء من عملي للتفرغ له".
وفيما إذا كانت هناك غيرة من قبل الأزواج تقول "الغيرة موجودة، لاسيما وأن هناك بعض المبالغات في الأحداث إلا أن طريقة معاملة مهند لنور تختلف، ولهذا لا أعتقد أن بعض الرجال يفهمون ذلك".
وتضيف "أن المسلسل طغى على كل ما هو معروض من خلال الشاشة، وبالرغم من وجود صراع داخل الأحداث في العمل والتنافس والغيرة والتي عادة ما تكون موجودة في أغلب المسلسلات، إلا أن هذا المسلسل تفرد بالجانب العاطفي منه".
من جهته يقول عزيز الذي يعد من أشهر باعة الصحف والمجلات في شارع فلسطين ببغداد إن هناك إقبالا على شراء المجلات التي تنشر أخبارا ومواضيع عن هذا المسلسل التركي، ويضيف بمرح "أكثر ما هو مطلوب الآن مهند ونور، ومن مختلف الأعمار"، ويلفت إلى أن "هناك بعض المطابع الأهلية تواصل العمل ليلاً ونهاراً لطبع صور أبطال المسلسل لكثرة الطلب عليها".
وعن المصدر الذي يجهزهم بهذه المجلات يشير إلى أن "هناك شركات خاصة تقوم بتوزيع هذه المجلات، فضلا عن بعض الصحف العربية التي لا تطبع في بغداد، وغالباً ما تكون أعدادها قليلة، ونعاني عند كثرة الطلب عليها، مما يضطرنا إلى طلبها من بعض المكتبات أو حتى نشتريها من قبل بعض الأشخاص العائدين من السفر، والذين يملكون نسخاً منها".
أما سامر، طالب الإعدادية، فيرى أن المسلسل لمس قلوب المشاهدين كونه مشوقا واجتماعيا، وتحديداً شخصية مهند، ورغم أنه لم يكن يحب نور منذ البداية، إلا أنه عند زواجه منها أحبها ورعاها وأخلص لها، الأمر الذي جعلها تبادله المشاعر نفسها، ويقول "إن أغلب الشباب يتابعونه ويحاولون شراء صورهم ومتابعة أخبارهم عن طريق الإنترنت، حتى أن هناك بعض الأشخاص أسسوا منتديات لهم لمتابعة مستجدات المسلسل"، ويختم حديثه "بأن أحداثنا جعلت الكثيرين يتمسكون بمشاهدته بعدما ضجروا من أخبار الدم والدمار".
ويتحدث أبو عبد الله، صاحب محل لبيع حلويات عن شعيبة المسلسل قائلا "إن عائلتي مهووسة بهذا المسلسل، وحتى بعض أصدقائي يشاهدونه باعتباره من المسلسلات الجديدة، وتنقل واقع المجتمع التركي وأحداثه جميلة فترى الجميع مقبلا عليه".