مهند...نور...إلى متى هذا الضياع
الاء خطيب
(17:04 08-06-2008)
نشرت إحدى الصحف العربية قصة مفادها
(انا فتاة من الشمال ابلغ من العمر 21 عاما ،كنت مخطوبة لشاب يكبرني ب 4 اعوام كنت اعشقه لدرجة الجنون كان كل ما املك في الحياة لا استطيع ان لا اكلمه كل ثانية ، ولكن جاء هذا اليوم الذي كنت جالسة فيه لمشاهدة التلفاز وإذ بقناة ال ام بي سي تعرض مسلسل (نور) وهنا تبدأ قصتي التي لا استطيع ان اعرف ماذا افعل . فقد رأيت ذلك الشاب مهند صاحب الجمال الخارق الذي من الطبيعي ان تعجب به كل فتاة وتتمنى بان يكون فارس أحلامها ، بدأت اتذكر خطيبي والمواصفات الخارجية التي يملكها فشعرت ان هذا الانسان بشع ولا اريده فبدأت ابحث عن المشاكل لكي يتركني ، بدأت أعاير خطيبي بجماله العادي نوعاً ما، بدأت اعايره بوضعه الاقتصادي المتوسط، علماً ان مهند يظهر في المسلسل على انه غني، والآن انا في مفترق طرق لا أدري ، من ناحية احب مهند واحلم به ليلاً نهاراً من ناحية اخرى عقلي يجذبني للواقع الذي اعيشه ، الا ان قلبي يرفض الانصياع ..... ساعدوني أرجوكم فلم يبق لي سواكم علماً انني طلبت المساعدة من أصدقائي وصديقاتي إلا أنهم دائماً وأبداً يسخرون مني . عاشقة مهند من الشمال .
ونشر في خبر أخر : (( زوج من إحدى القرى العربية يعتدي بالضرب المبرح على زوجته بسبب مهند !!, ذلك بأن الزوجة تمدح صفات وجمال مهند وتقارنه بزوجها بحضور الأخير الأمر الذي أغاظ الزوج والذي بدوره انهال على زوجته بالضرب حيث أدى ذلك لدخولها المستشفى واعتقال الزوج !.
لم أكتب هاتين القصتين لمجرد لفت انتباه القارئ وجذبه لقراءتها لكن الأمر الذي دفعني لذلك الواقع الذي بات يعيشه مجتمعنا العربي من استهتار بقيمه وتحقير لعاداته وتقاليده , فكيفما تذهب وأينما تكن ترى صورة لمهند وتسمع حديثا عنه! في المدرسة , في جلسات الفتيات , الأخبار , المجلات , الدعايات التلفزيونية , المواقع الالكترونية , الجرائد وهذه القائمة المختصرة للائحة تطول وتطول ....
فقد بت أتمنى أن يمر علي يوم دون أن اسمع فيه اسم مهند ونور(زوجته) أو أشاهد صورا لهم ,فإذا جلست تقلب محطات التلفزيون حتما ً ستسمع صوتهم , وإذا جلست تقلب صفحات الشبكة العنكبوتية فمؤكد ستلمح صورا لهم , وأخيرا ً إذا أحببت تصفح الجريدة ستجدهم ينتظرونك بداخلها !!!
وهنا أوجه اللوم والعتاب للمحطات والمواقع والجرائد التي تحاول بشتى الوسائل والطرق إبعاد المواطن العربي عن الواقع وجعله يعيش في عالم ملئ بالتخيلات واللاواقعية فبدلا ً من أن يطغى ما يحصل في فلسطين والعراق والعالم الإسلامي أجمع على حديث المواطن العربي نرى بأن مسلسلات الفسق والمجون هي الرابحة وبتفوق !!!
لن أذكر هنا أسماء لهذه الوسائل الانتهازية والاستغلالية لأنها معروفة لدى غالبيتنا بتوجهاتها وأهمية الربح المادي الذي تضعه في سلم أولوياتها دون الالتفات للخراب والدمار الاجتماعي الذي تخلفه وراء ما تقوم بنشره.
فتارة ً تعرض على القارئ الدخول للحصول على رنات تخص المسلسل , وتارة ً أخرى الحصول على بوستر موقع من أبطال مسلسل نور ! والأدهى من ذلك الحصول على الايميل الخاص بهند !
فلا يخفى على أحد بأن هم وسائل الإعلام التي تتاجر بمشاعر وعقول الناس أولا ً وأخيرا ً هو الربح المادي لا غير فهي لا تأبه ولا يهمها ماهية النتائج المأساوية التي تخلفها وراءها , فليس بسلم أولوياتها الوفاق الاجتماعي ولا يهمها طبعا ً هذين الخطيبين اللذين افترقا !!
ولا الزوج الذي يقبع في السجن والزوجة التي تنتظر ورقة طلاقها !! بل همها كما أسلفنا الربح المادي وكسب نسبة مشاهدة عالية .
في النهاية أوجه رسالة إلى المواطن\ة العربي\ة الذين تم استغلال بساطتهم بنشر الأمور الدخيلة على مجتمعنا العربي عموما ً والإسلامي خصوصا ً لتغيير سلم أولوياتهم, أقول لهم لا تكونوا الأداة التي تُستغل ويتم توجيهها أينما وكيفما يشاء العابثون , بل كونوا الأداة التي تُنتج الخير ومستقبل هذه الأمة , والله الموفق .