لِمَ لا تبْسِمُ يا وطــن ؟؟
وهل أبْسِمُ لأرملة فلسطينيه! تُلاحَقُ عند "حسبة" سوق
البلديه؟ عجوز جاءت تغني للخبيزة والميرامِيَه،
لثمار الخروب ولاشواك العكوب . تلتقط قوت يومها
قبل هجوم سياط الشرطة الغليظه، تسابق حضور سجلات
البلدية الرهيبه. عجباً ايتها الشرطه
الفلسطينيه !! ارانبٌ أنتم امام الرشوات والفساد !
وأُسْدٌ عند ارزاق العباد! وهل أبسِمُ لطفلة حافية
القدمين عند الحدود؟ تغني لدميتها مبتورة
الساق: "ابي لن يعود! "، تحدثها عن مدرستها
المغلقه ،عن عناقيد العنب المذهله، تنتظر كرامةً
من الملوك والسلاطين ، ترقُبُ نخوةً الحكام
المُدَجَجين!! آهٍ يا أمة تتغنى بأنساب المعتصم !
لامست اسماعكم نداءات المستغيثين ، فجعلتم أصابعكم
في آذانكم ، واستغشوتم ثياب الدجّالين.
لِمَ لا تبْسِمُ يا وطــن ؟؟
وهل أبْسِم لمريض غزيٍّ يموت تحت الحصار؟ يا علماء
السلاطين! يا من ترددون حديث تعثر بغلة في
العراق ! ما بالكم تصمتون ورجولة الاقزام خزيّ
وعار؟ ما بالكم تخرسون وشعب بأكمله يتعثر ليل
نهار؟ أيها الأزهر الشريف ! يا صرح الفقه ومعقل
الأفتاء ،هل لمسلم يموت أمام ناظريكم من رجاء ؟؟
ام ستلتمسون الأعذار ..تلو الأعذار وتنصبون منابر
الرثاء! معذرة غزة هاشم لعتابي، فمن هانت عليهم
عفة الجلباب،لا يُرْتَجى منه الدواء . وهل أبْسِمُ لأب
عائلة مستورة عاجز ! يصلي الفجر عند الحاجز ؟
يستجدي تاشيرة اسيادكم للكدّ وللعمل ، يتوسل عبور
ارض السمن والعسل. ويعود خائباً عند العشاء ،
ليطهو لأولاده الحجارة في الأناء. رحمك الله يا امير
المؤمنين ! يمنون علينا ببعض من الوقود، وبترول
امتنا تحجبه السدود! أأبْسِمُ لرغيف خبز تتقاسمه
أفواه العشرات؟ وحذاء اميرنا يقتنى بحفنات من
الدولارات! عجباً لحذاء الأمير ! كيف يتخطى الجدار
الحصين ، ويسبق الدواء والطحين؟
لِمَ لا تبْسِمُ يا وطــن ؟؟
ماذا دهاك !؟ أيبْسمُ الوطن لقابيل يقتل هابيل ؟
وغراب الحقد لهم دليل ! أم لسلطة غليظه ومخابرات
بغيضه ، وُكِلت لأسر وتعذيب الأبابيل ؟ هل ابسِمُ لكبت
حرية الأعْلام، وتكسير الأقلام ؟ فسطور الحرية
حرام ..والشاهد على عصره نمّام ! أواه لقيادة
تناضل من أجل الحريه ،وحرية شعوبها تُقَتًلُ وتُسْلَبُ
وتُهان. يا " أُمَةً " بَدّلَ قادتها قواعدَها،وفَرّقَ
حكامُها حركاتها وأنظمة حروفها.. فصارت للغَرْب "
أَمَةً " ، وللعرب "هَما ً" ، وللذل "هَامَةً " !
تحياتي