نبذة عن الشهيد القائد الرفيق غسان كنفاني
الشهيد الرفيق القائد الخالد غسان كنفاني عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين...
غسان كنفاني :-
كان غسان كنفاني أول قائد يسقط في هذه الحرب السرية ، وقد تم اغتيال المناضل والأديب والفنان وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والناطق باسمها يوم السبت 8/7/1972م مع ابنة أخته لميس بعبوة ناسفة وضعت في سيارته.
وغسان كنفاني أديب وفنان ومناضل فلسطيني ولد في مدينة عكا في فلسطين بتاريخ 9/4/ 1936م وبدأ يتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الفرير في مدينة يافا حيث كان والده يعمل محامياً ولم يتم هذه الدراسة إذ وقعت نكبة 1948م وسقطت مدينة عكا يوم 16/5/1948م فلجأت أسرة غسان إلى لبنان لبعض الوقت ثم انتقلت إلى سوريا وأستقرت في دمشق .
حاز شهادة الدراسة الإعدادية عام 1953م فاشتغل معلماً في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في دمشق ، ثم حاز بدراسة خاصة شهادة الدراية الثانوية فترك دمشق عام 1955م إلى الكويت للعمل مدرساً في مدارسها أنتسب خلال عمله الجديد إلى جامعة دمشق ونال شهادة الإجازة في الأدب قسم اللغة العربية وكانت الرسالة التي قدمها بعنوان ، العرق والدين في الأدب الصهيوني .
غادر غسان كنفاني الكويت عام 1960م إلى بيروت حيث أنضم إلى أسرة تحرير مجلة الحرية الناطقة باسم حركة القوميين العرب ، وتولى رئاسة تحرير جريدة المحرر اليومية ، وكان يشرف على الملحق الأسبوعي التي تصدره المحرر باسم فلسطين ، ثم انتقل رئيساً لتحرير جريدة الأنوار اليومية ( 1967-1969م ) ، في 26/7/1969م ترك غسان كنفاني صحيفة الأنوار ليتولى رئاسة تحرير مجلة الهدف التي أصدرتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكان قد أصبح عضواً في المكتب السياسي للجبهة وناطقاً رسمياً باسمها ومسؤولاً عن نشاطها الإعلامي ، وقد شارك في وضع البيان السياسي للجبهة والمعروف باسم ( برنامج آب 1969م ) ، وكانت الصحافة الأجنبية قد ركزت عليه بعد عملية مطار اللد الأخيرة ، وهو متزوج وله طفلين فائز وليلى .
ولدالشهيد غسان كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين .. وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .. عرفته جماهيرنا صحفياً تقدمياً جريئاً ، دخل السجن نتيجة جرأته في الدفاع عن القضايا الوطنية أكثر من مرة
عمل فى الصحف والمجلات العربية ...
- عضو في أسرة تحرير مجلة "الرأى" في دمشق.
- عضو في أسرة تحرير مجلة "الحرية" فى بيروت.
- رئيس تحرير جريدة "المحرر" في بيروت.
- رئيس تحرير "فلسطين" في جريدة المحرر.
- رئيس تحرير ملحق "الأنوار" في بيروت.
- صاحب ورئيس تحرير "الهدف" في بيروت.
كما كان غسان كنفاني فنانا مرهف الحس ، صمم العديد من ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، كما رسم العديد من اللوحات.
من مؤلفات الشهيد:
(1) قصص ومسرحيات :
- موت سرير رقم 12.
- أرض البرتقال الحزين.
- رجال في الشمس - قصة فيلم "المخدوعون".
- الباب - مسرحية.
- عالم ليس لنا.
- ما تبقى لكم - قصة فيلم السكين.
- عن الرجال والبنادق.
- أم سعد.
- عائد إلي حيفا.
(2) بحوث أدبية:
- أدب المقامة في فلسطين المحتلة.
- الأدب العربي المقاوم في ظل الإحتلال.
- في الأدب الصهيوني.
(3) مؤلفات سياسية:
- المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها.
- مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيمياً).
استشهد صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده مع إبنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة).> >
كان الوقت في بيروت ما زال مبكراً. الحرارة
والرطوبة عاليتان. المدينة في مشاغلها العادية كما في كل يوم. المشاغل العادية هذه كانت مختلفة عما نحن عليه الآن. تبدأ بالعمل، وما قالته الصحف، وما يدور في مصر وسوريا والاتحاد السوفياتي وتصل الى أحياء الليلكي والسلم والدكوانة والشياح و... ما يجري على الحدود الجنوبية.
دوى ذلك الانفجار فيما المدينة قد انطلقت نحو حياتها المتداخلة. كان مسرح الانفجار منطقة الحازمية، عندما كان غسان كنفاني يدير محرك سيارته. تناثرت أشلاؤه. اختلطت أشلاؤه بأشلاء ابنة اخته لميس التي كانت قد استقرت الى جانبه. عثر على جزء من يده على سطح إحدى الأبنية المجاورة. لم يكن الهدف قتله فقط، بل بتر يده بالتحديد. كان الوقت مبكراً، صحف الصباح صدرت كما في كل الأيام، الاذاعات محصورة بإذاعة لبنان الرسمية. التلفزيون يفتتح برامجه عشية وحتى الحادية عشرة مساء، فقط. لم يكن عرف <<الفلاشات>> الاخبارية رائجاً في حينه. مع ذلك طار النبأ بأسرع من أثير <<سلاحف>> الإعلام الرسمي والخاص في حينه. بعد دقائق كان كل من في الشارع يهمس في أذن آخر أن غسان كنفاني قد استشهد. لم تكن إذ ذاك قد عرفت بعد السيارات المفخخة. بالتأكيد كان هناك ظلال ما لحرب أهلية مقبلة، إلا أن أحداً لم يتعرف بعد على منوعاتها الأمنية والعسكرية. كانت المدينة تعيش صخباً استثنائياً. المد القومي اليساري في ذروته وغسان كنفاني هو الأول في قائمة كبار الشهداء، شهداء الشعبين اللبناني والفلسطيني، الفلسطيني واللبناني.
لم يكن من قبيل الصدفة ان تبدأ به سبحة الاغتيالات. كل ما فعله، حتى حياته العادية كانت <<تبرر>> للاستخبارات الصهيونية جريمتها، فالرجل الناحل الذي ولد في العام 1936 وعاش في يافا حتى العام 1948 عندما أخرج منها، وتنقل بين سوريا والكويت حتى استقر في لبنان، ملأ دنيانا، نحن الذين تربينا ونحن نشهد الانهيار الكبير في العام 1967. كان <<موت السرير رقم 12>> هو أول ما قرأته له، ثم عندما قرأت <<رجال في الشمس>> أدركنا أهمية <<الدق على الخزان>> الذي مات أبطال الرواية دون أن يقدموا عليه، مما أدى الى موتهم بين صحراءي الكويت والعراق، فيما السائق يتابع رحلته وسط سراب المحاولة... غسان كنفاني كان لا بد وأن يقتل بقرار إسرائيلي طالما أنه أعاد إحياء الفلسطيني الذي ظن قادة المؤسسة الصهيونية انه مات، ان لم يكن جسدا، قرب منابع النفط، فروحا في خيام اللجوء في لبنان وسوريا والاردن و... كانوا يريدون وما زالوا الفلسطيني ميتاً في أي مكان بما فيه البحر الميت تبع النسخة الأخيرة. كانت جريمة غسان إعادة إطلاق طائر الفينيق هذا الذي ظنوه أنه قد دجن تماماً ان لم يكن على أيدي الأنظمة، فعلى دفاتر وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). كانت المنطقة تغلي بالثورة بعد هزيمة الجيوش العربية النظامية في العام 1967، وكانت الموجة إعلاء راية حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد... ومن كل الجبهات العربية دون استثناء <<حرمة>> هذه الدولة أو تلك. غسان بهذا المعنى كان حادي الثورة المنطلقة والمنفلتة في الشوارع تدين مشروع روجرز وقرارات الأمم المتحدة رقم 242 و338 وكل محاولة تسوية أو اتصال أو اعتراف أو ... اندمجت الأحلام حتى بات من الصعب أن نميز بين حلم فلسطيني وآخر لبناني أو سوري أو عراقي... اليوم بات لكل منا أحلامه كما له كوابيسه..
كان غسان يختلف عنا نحن الشبان المراهقين الذين درجنا على قض مضاجع الأنظمة والشوارع. تعلمنا منه كيف ننظر الى الإسرائيلي والفلسطيني وذواتنا أيضاً. لم يعد الموضوع عبارة عن شغف شبابي، بات بالإمكان تلمس معالم الشخصية الصهيونية وتفكيك بناها وعلاقاتها ومكامن قوتها وضعفها.. لم يكن قد ساد بعد هذا الشعار الساذج الرائج اليوم بالنظر الى الإسرائيلي أنه مجرد يهودي أو <<شر مطلق>> أو...
ليست مناسبة هذا الكلام مرور الذكرى 31 على استشهاد غسان واستحضار تلك اللحظات في حياة مدينة كانت تنهل من نسغ الحرية وتتملاها، حتى استحالة التمييز بين أزقة تل الزعتر والدكوانة وشاتيلا والطريق الجديدة وبرج البراجنة ومخيمها... واللاجئ من وطنه والمهجر في وطنه.. وشعارات تتحد في مجرى صراع الداخل والحدود. ليس مناسبة الكلام عن غسان ذكرى شهادته التي أطلقت مجرى الدم على نحو غزير. الدم الفلسطيني واللبناني الذي جرف في تياره روائيين وشعراء وكتّاباً وصحافيين وقادة سياسيين و... المناسبة حدثت بالصدفة وأثارت هذه الشجون، كانت الاطلاع على الكتاب الصادر عن المركز التربوي للبحوث والانماء وفق المناهج الجديدة لمادة <<الأدب العربي وقواعد اللغة العربية>> للسنة الثانية فرع العلوم. الكتاب هذا يتألف من أربعة محاور أولها يتناول الإنسان والحب. واختار المؤلفون ثلاثة نصوص: للشاعر سعيد عقل (سمراء)، للشاعر نزار قباني (ماذا أقول له) والثالث لغسان كنفاني (رسالة الى غادة السمان).
في المحاور الباقية نصوص عن الإنسان والفن والعلم والتفاعل الثقافي بين الشعوب لكل من: أنسي الحاج، مصطفى فروخ، ابن الرومي، جبرا ابراهيم جبرا، ابراهيم اليازجي، فؤاد زكريا، خليل رامز سركيس، عمر فاخوري، عباس محمود العقاد، قسطنطين زريق وجورج صدقني. وما يعنينا هو المحور الأول.
بداية لا بد من التأكيد على أهمية أن يتضمن كتاب مدرسي لطلاب الثانوية العامة (العلوم) نصاً لغسان كنفاني، كما لا بد من التنويه بأن تشتمل العديد من الكتب المدرسية نصوصاً لشعراء الحداثة والروائيين المعاصرين. ولكن مثل هذا الأمر يفتح الموضوع ولا يقفله. وهنا يبدو الموضوع مفتوحاً على النص الذي يتم اعتماده. هل يعبر هذا النص عن الشاعر أو الروائي... ثم ماذا عن الأسئلة التي ترد في نهاية النص.
لا شك بأن قصيدتي سمراء وماذا أقول له لكل من الشاعرين عقل وقباني تعبران عن عالميهما الشعري والنفسي، ولكن السؤال هو هل تعبر الرسالة التي تم اختيارها عن عالم غسان كنفاني؟ بالتأكيد لم يكن أدب غسان كنفاني أدب ترسل ورسائل كما يوحي النص المعتمد. وإلا كان الاختيار موفقاً، خصوصاً أن غسان كنفاني لا يندرج تحت العنوان الرومانسي الذي تم اختياره في المحور الأول <<الإنسان والحب>>، الذي تم قصره على هذا النحو. هذا يدفع الى سؤال اللجنة عن المقياس أو <<الرائز>> الذي اعتمدته لتفضيل هذا النص على سواه من نصوص وردت في أعماله الروائية والقصصية دون استثناء. ناهيك بمقالاته الصحافية في <<الحرية>> و<<المحرر>> و<<الانوار>> و<<الحوادث>> و<<الهدف>>. هنا لا تشفع للجنة حسن النوايا، وأقل ما يقال عنها انها ضربت يدها على آخر الاصدارات التي وجدتها في السوق فوقعت يدها على الرسائل فتناولت واحدة منها وقررتها وجاءت لجنة ثانية فوضعت الأسئلة عن النص. والمشكلة تتعدى الشكل الى الجوهر أيضاً. مثلاً تعتمد المنهجية الجديدة مبدأ البحث. ولكن كم من المدارس تملك مكتبات غنية ومكتملة، لتضم ليس أعمال غسان كنفاني بل أعمال كل الشعراء والأدباء الواردين في المحاور الثلاثة الباقية. هذا لجهة الصعوبات التي تعترض الطلاب، خصوصاً في ظل غياب المكتبات العامة عن الاحياء والمدن، رغم النقلة التي حدثت في خلال وزارة د. غسان سلامة للثقافة... ولكن ماذا يعرف الأساتذة عن غسان كنفاني، وكيف يتم مسخ نضال هذا الأديب والروائي الفلسطيني الكبير والمضيء إذا ما وقع بين <<براثن>> من يجهلون الحد الأدنى من تاريخه وتاريخ قضيته. ماذا يصل عندها للطالب الذي يمثل يوم الثامن من تموز العام 1972 تاريخاً بعيداً عنه كان خلالها والده يافعاً أو صغيراً حتى...
حدث بالنسبة للمناهج الجديدة أن جرى إبدال نص لأحد الشعراء بنص آخر، بعد أن احتج عليه الشاعر، لأن النص الذي تم اعتماده لا يعبر عن شخصيته الأدبية الفكرية. غسان كنفاني ليس حاضراً بيننا ليطلب الى المركز التربوي استبدال النص بنص آخر، لكن لعائلته هذا الحق، ليس لعائلته هذا الحق، بل لكل الذين يعرفون غسان كنفاني روائياً مناضلاً في سبيل قضية ما زالت حتى اللحظة محور قضية المنطقة، وستظل محور مستقبلها أيضاً. إلا إذا كان رأي اللجنة ان الرسالة هي الأفق لا سواها.
نقول هذا الكلام حتى لا يتشظى جسد غسان كنفاني مرة ثانية... يحدث هذا دون أن يتمكن شبابنا من استيعابه. استيعاب أدبه واستيعاب شهادته المعبرة كفلسطيني لم يتسن له العودة الى حيفا ووجد له مكاناً تحت الشمس