الحب الصادق.. هو بذل وصدق وإخلاص وحنين وشوق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،>أنا أريد أن أعرف الحقيقة أنا حائرة ولم أحصل على ما يقنعني، أرجوكم أخبروني الحقيقة هل هناك امرأة سعيدة مع زوجها؟؟ أنا لا أقيس على المسلسلات والأفلام مع أنها (أحيانا) تحكي واقع النساء بالفعل لكن أنا ما عمري شفت حرمة مبسوطة مع زوجها والله من جد، كل الحريم يشكون من أزواجهن حتى الملتزمات، خصوصاً اللاتي تزوجن بمطوعين يكونون قساة بقوة وحتى الرجال العاديين لا يهتمون بزوجاتهم، أنا أمي دائما تتطاق مع أبي مثل البزارين ويكرهون بعض، وكثير مثلهم الصراحة والله ما نشوف الحب والرومانسية والتضحية من جد إلا بالعلاقات واستغفر الله أنا ما أؤيدها لأنها حرام بس أقول الصراحة، أنا أتمنى أشوف حرمه تحب زوجها أو رجلا يحب زوجته يا ناس وين الحب الحقيقي؟ وين ألاقيه أنا محتاجة أحب بس بدون زواج عشان الرجال ما يعذبني، أنا أحب أستاذتي وأحب المديرة وأحب الأطفال وأحبكم أنتم أيضا، بس والله ما يكفي لأن عندي حب اكسترا،،

الاجابة :
أيتها المباركة شكراً على اتصالك بموقعك لها أون لاين، وإليك الجواب على ما أحاط بك من هم أحسنت في إتاحة الفرصة لنا في المشاركة والمساعدة في إيجاد الحل.
أولاً: أخيتي اعلمي أن سنة الحياة التحول والتغير في جميع المخلوقات والإنسان من هذه المخلوقات، فهو طفل ثم يافع ثم شاب ثم كهل ثم شيخ، وهكذا كل مرحلة تهيئ لما بعدها، فأنت شابة تستعدين لمرحلة الأمومة بالزواج، فهل تراك تقفين وتسير الحياة بدونك وماذا جنى من وقف؟
وثانيها: إنَّ الحياة الزوجية واجبات وحقوق، ومودة ورحمة، واتفاق واختلاف ورضا وغضب، فهي تنطلق من الواقع، لا من الخيال، وأنت ذكرت ألواناً من المشاكل والخلاف ونسيتِ أن في حياة كل زوجين متعاً وسعادة ولولاها مع المحبة والرحمة لانفصل الزوجان.
وثالثها: إن الحياة الزوجية تخلق جواً ينمو فيه الحب ويترعرع، فهما يدرسان في جامعة الحياة مناهج جديدة فبحسب جودة التحصيل والحرص ترسو سفينتهم على ساحل المودة والرحمة، فليس الحب ثمرة تمنح للزوجين بمجرد الزواج، بل نتيجة جهدهما في تحصيلها وبقدر ضعف العلم أو التطبيق لما يعلم يتخلف قسط من المودة وتضعف الرحمة.
ورابعها: العلاقة التي يفنى فيها المحبان، وتذوب روح كلّ منهما في الآخر، هذه أمنية في شعر الشعراء وقصص الرواة وأرباب الروايات والأفلام والمسلسلات، وأما ما ذكرت من العلاقة التي هي خروج عن الشرع والفطرة فهي آنية يبحث فيها الرجل عن المتعة القولية والجسدية، إذا أدركها رمى محبوبته، وقلب لها ظهر المجن، وبدأ بالبحث عن أخرى لو قدر له الزواج فلن يدوم، والإحصائية في بعض دول الخليج تذكر أن قريباً من نصف الزيجات التي تمت بعد علاقة ولو كانت محادثة فقط حصل فيها الطلاق، ومن بقي فهو تحت عذاب الشك والوسواس، ولا أعلم أني قابلت شاباً له علاقته فسألته هل ترضاها زوجة فأجاب بلطف، بل يغضب من السؤال.
وخاتمتها: إن الحب الصادق هو بذل وصدق وإخلاص وحنين وشوق، ولو بخل وكذب وبعد وضعف المحبوب فهو بذل وصدق وحماية، فليس المحب من يوقع محبوبه في المكاره، فإن أولئك يحبون ذواتهم ويحبون من يسعدهم ويحنو عليهم، وقد أشار الباحثون إلى أن من سمات "زير النساء" التكلف والتأنق والجاذبية والصبيانية، ويبدو كأنه ضعيفاً، ويغضب حينما يحال بينه وبين متعته، وأفضل فضل وصدق وإخلاص فيمن يتسور الأسوار ويكسر الأقفال ويتجاوز الحدود، فهذا سارق لا محب، سارق للمتعة يفرح بحصولها ويكرم صاحبها، فإذا تخلفت غضب وطلب غيرها، فإذا كان التفاهم وظهور المحبة في جميع الأوقات معدوما بين الزوجين، فالصدق والإخلاص معدوم بين طلاب المتعة وقاطعي طريق الفضيلة والشرف في أكثر الأوقات.
وإياك أن تكوني موعظة لغيرك فتعبثي بسمعتك وشرفك، فإن الزجاجة كسرها لا يجبر، ولك تحياتي وسلامي.