تأثير الالوان على
مزاجنا و تفكيرنا و سلوكياتنا:
اللون عبارة عن طاقات مشعة لها طول موجي
معين ، تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان ،و تحتوي
الشبكية على ثلاثة ألوان > الأخضر و الأحمر و الأزرق< و بقية الألوان تتكون
من مزج هذه الألوان الثلاثة ،و عندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة
النخامية و الجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرموني معينة يحدث مجموعة
من العمليات الفسيولوجية و بالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا و مزاجنا و
سلوكنا.
وهنا تجربة تمت في لندن على جسر (بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر
الانتحار- لأن اغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه الإبر القاتم
إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ . و اللون
الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي
الألوان ، كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة
كالأزرق .. و هو لون إيجابي بنسبة .. 100% لذا جعله الله من نعيم أهل الجنة
..
و لقد ورد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو
ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الأمان النفسي فنجد في سورة
الرحمن الآية 76 ::
(متكئين على رفرف خضر و عبقري حسان) ..
و قال تعالى
في سورة الإنسان آية 21::
(عاليهم ثياب سندس خضر و إستبرق و حلوا أساور من فضة و
سقاهم ربهم شراباً طهوراً) ..
فكل إنسان يرسل حوله إشعاعات خاصة به و
يستقبل من الآخرين إشعاعات أخرى ،فإذا كانت متقاربة نتج عن ذلك تفاهم و محبة قوية و
إذا كانت متنافرة نتج عنها العكس ،وقد يكون هذا تفسيراً لحديث الرسول (ص:
(
الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف ) ..
و من
هذا نقول ان لكل لون جاذبيته خاصة التي تشد المشاهد وتجذب الأنظار، ويعبّر ناظره عن
مشاعر
وأحاسيس انطباعاً
خاصاً وتدفع بالميول إلى تقبل اللون واقتنائه
والانسجام معه، وتختلف الألوان في تأثيراتها وانفعالاتها لتضيف للمكان سحراً أخاذا
وبعدا جماليا، ولتبني رابطة بينه وبين سيكولوجيا الإنسان.
اللون الأبيض: الذي
يشكّل
الجزء الأكبر من أجواء الحياة بنقاء وبساطة تعبيراته وتأثيراته على نفسية
الناظر إليه يجعل المكان يتمتع بالبرودة والصفاء، ويتيح مجالاً رحباً لمهندسي
الديكور لتنفيذ مشروعهم في البناء الداخلي للمنزل، بناءً يمتع بالبساطة والجمال.
اللون الرمادي الذي يرمز للغموض والحيادية النفسية لا يملك القدرة والطاقة فهو
وكما يسمى باللون المفضل لكبار السن، غالباً ما يكون بعيداً عن السيطرة على أجواء
المنزل بمختلف أجزائه، إلا أنه يدخل كعامل إضافي مع الألوان الأخرى التي تنسجم معه
في التأثير والتناسق والتناغم، فهو مشارك قوي يلعب دوراً حيوياً في وضع لمسات
الجاذبية على أطراف المنزل وخيوطه من خلال تأثيره في إبراز الألوان المشاركة معه.
اللون الأسود: الجوهري في استعمالاته الكثيرة والمتعددة في ميدان الديكور تكاد
لا تخلو مادة من مواد الديكور من هذا اللون الحيوي والفعال في تأثيراته النفسية،
ينشئ أجواء في المكان ويشعر المرء بالأمن والاستقرار النفسي.
و لا يخفى التأثير
القوي
للون الأحمر، رمز الطاقة والحيوية واللون البرتقالي رمز السعادة
والشبابية، الأخضر مصدر التوازن والعافية... ليلعب كل دوره في إضفاء الجمال وبعث
المشاعر من خباياها.