هل أنا جديرة باحترامهم وتقديرهم وحبهم؟ سئلة كثيرة ومتعددة تدور في ذهن المرأة، ولكي تتعرفي على إجابة هذه الأسئلة ومدى رضاك عن ذاتك وثقتك بنفسك، اقرئي السطور التالية:
يتم قياس ومعرفة حقيقة تقدير الذات عبر
عمليتين: الأولى من خلال تقييم المرأة لنفسها دائماً وباستمرار بعد كل
حديث أو موقف تمر به لتكتشف دوافعها لهذا التصرف وتقيم تصرفها قولاً
وفعلاً، وبذلك تقف بوضوح على أوجه القصور والضعف وتعالجها فترتقي يوماً
بعد يوم بمشاعرها وأفكارها وكلماتها وأفعالها وسلوكياتها.
والعملية الثانية نفسية ووجدانية تتمثل في إحساسها بأهميتها وحواراتها ويتم ذلك في ست نواحي مهمة:
•مواهبها الطبيعية الموروثة مثل الجمال والذكاء والمظهر العام والقدرات الطبيعية.
• الفضائل الأخلاقية والاستقامة.
• الإنجازات والنجاحات التي حققتيها في الحياة في المجالات الدراسية المختلفة والاجتماعية والعلمية والعاطفية.
• الشعور الذاتي بالأهلية بأن تكوني محبوبة.
• الشعور بالخصوصية والأهمية والجدارة والاحترام.
• الشعور بالقدرة على السيطرة على حياتك.
وعليه فإن تقدير الذات عند المرأة هو درجة
شعورها بالرضا عن نفسها في عدة نواحي في مشاعرها وعواطفها وكيفية تكوينها
وتوزيعها واهتماماتها وأفكارها ومستوى ونوع صداقاتها واستغلالها لوقتها
وأعمالها وانجازاتها في الحياة وثقتها في إمكانياتها وهذا التقدير لا يبني
على غرور خادع وإشباع للذات على حساب الآخرين.
فتقدير الذات لا يتحقق عادة بالتنافس مع
الآخرين وكذلك ليس سجلاً لنجاحات المرأة أو إخفاقها في حياتها وتجاربها
السابقة، إنما يستند إلى الشعور بالقدرة والكفاية والفاعلية في التعامل مع
الحاضر والمستقبل.
وبصورة أوضح تقدير الذات هو مجموع المشاعر والمفاهيم التي تكونها المرأة عن نفسها واقتناعها بذاتها.
• والسؤال الآن: كيف تتمكنين من قياس تقديرك لذاتك؟
يتحدث علماء النفس والتربية عن العلاقة السلبية
المباشرة بين ما يمتلكه الإنسان من قيم ومعتقدات ومفاهيم ومشاعر، وبين ما
ينتجه من أقوال وأفعال وسلوكيات وذلك ما أكده الرسول - صلى الله عليه وسلم
- حين قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم لسانه" لاحظي الارتباط الوثيق
بين حالة القلب واللسان والإيمان.
ويمكنك بناء تقديرك لذاتك من خلال خمسة اتجاهات أساسية من المشاعر النفسية والوجدانية والعقلية، بكيفية جيدة ومرتبة وهي:
• الشعور بالأمان.
• الشعور بالهوية الذاتية الخاصة.
• الشعور بالانتماء
• الشعور بالهدف.
• الشعور بالكفاية والقدرة.
وباستكمال بناء هذه المشاعر الخمسة يتحقق
الاستقرار والقوة النفسية، ويعلو ويسمو الإحساس بالذات، وأهمية احترامها
وتقديرها والحفاظ عليها من أي جارحة تؤثر فيها؛ فتتميزي بين الناس ويمنحك
الجميع الاحترام والتقدير، والإعجاب والحب ويسعى من حولك للاقتداء بك
وتمثلك.
وللمتابعة المستمرة والترقي المستمر تذكري هذه الوصايا العملية؛ لتسجيلها في مفكرتك الخاصة، وتراجعي نفسك عليها كل يوم:
• من لا تتقدم للأمام تتراجع بين الأخريات.
• حرصك الدائم على ذاتك من أن ينالها أي نقص أو جارحة هو الذي يدفعك لتقدير ذاتك.
• الآخرون من حولك لم يمنحوك تقدير ذاتك إلا إذا منحتيهم أنت أولاً.
• لا تنشغلي بالمحيطين حولك فهم كثيرون لكن على جانبي الطريق الذي تسيرين فيه.
• لابد أن تلغي كلمة مستحيل من قاموسك.
• عندما تبلغين إعزاز الآخرين سيتحول أعداء الأمس إلى أصدقاء اليوم رغماً عن أنفسهم.
• اكتشفي نفسك
تعالي نكتشف حقيقة أنفسنا ومستوى تقديرنا لذاتنا من خلال ما ننتجه من سلوكيات حقيقية يومية.
الجدول التالي (1) يمكنك من الوقوف الدقيق على حقيقة ومستوى تقديرك لذاتك ومدى حاجتك إلى المزيد من الاعتزاز والاحترام وتقدير الذات:
جدول (1) مدى تقديرك لذاتكوقدرتك على كسب حب وتقدير الآخرين
م السلوكيات دائماَ أحياناً نادراً
1 كثرة البكاء في المواقف نتيجة الإحساس بالظلم والشعور بأنك ضحية.
2 العناد والتمرد والخروج على العادات والتقاليد.
3 الشك في الآخرين.
4 تحقير الآخرين ومضايقاتهم.
5 الكذب والغش والتلون والخداع.
6 الهروب من تحمل مسؤولية الفشل والتصرفات السلبية. 7 الانسحاب وتجنب المواجهة.
8 الاستغراق في أحلام اليقظة.
9 الانفلات والمراهقة العاطفية.
10 سرعة الغضب واتخاذ قرارات مفاجئة أو عكسية.
11 الفشل في إقامة علاقات طيبة مع الآخرين وندرة الصديقات.
12 التعامل السلبي مع الفشل بالهروب منه وعدم المحاولة مرة أخرى.
إذا كانت معظم إجاباتك (دائماً) فأنت ممن لديهن إحساس متدني بالذات
جدول (2)
مدى تقديرك لذاتك وقدرتك على كسب حب وتقدير الآخرين
م السلوكيات دائماً أحياناً نادراً
1 إقامة علاقات جيدة مع الآخرين وعدد كبير من الصديقات. 2 الرغبة في مساعدة الآخرين والتطوع لذلك فعلاً.
3 الاستجابة للتجديدات.
4 الإيجابية في التعامل مع المواقف المختلفة.
5 الجرأة والوضوح في التعبير عن الرأي.
6 الصدق والأمانة.
7 الالتزام والتمسك بالقيم والعادات وتقاليد المجتمع.
8 مواجهة المشاكل وعدم الهروب منها.
9 تحديد أهداف واضحة في مراحل حياتك المختلفة.
10 التعامل الإيجابي مع النجاح والمحافظة عليه وتنميته مع عدم الإحساس بالغرور.
11 التعامل الإيجابي مع الفشل بعدم الاستسلام له والمحاولة مرة ثانية حتى تتمكني من النجاح.
12 تتحملين مسؤولية خطئك وفشلك وتعترفين به ولا تلقي اللوم على الآخرين.
إذا كانت معظم إجاباتك (دائماً) فأنت ممن لديهن إحساس عالي بالذات.
برنامج عملي لبناء وتعزيز تقدير الذات
الخطوات:
• أولاً:الإحساس بالأمان.
بمعنى الشعور بالحماية والقدرة على الثقة في
الآخرين ومعرفة ما هو متوقع مستقبلاً- بإذن الله- والقدرة على معرفة تسلسل
الأحداث، والمعرفة الصحيحة لحدود قدرتك وكيفية الاستفادة منها، كذلك
التخطيط لأسباب الخوف من المجهول والآخرين من حولك.
ومن الوسائل التي تعمق فيك الإحساس بالأمان:
• نسيان سوء المعاملة التي كانت تتم أحياناً في الطفولة.
• الاختيار الدقيق للصديقات حتى تطمئني للعيش معهن بروح الفريق الذي يكفل ويدعم بعضه بعضا.
• زيادة وتنمية المعرفة والثقافة العامة.
• تعميق الاتصال بالله تعالى بالإقلاع عن المعاصي والاجتهاد في الطاعات
• العمل
على تكوين علاقات طيبة مع كل المحيطين بك حيث يمكنك العمل على تحييد من
تعاديك، وكسب ود وحب المحايدين، وتعميق الاتصال والحب مع كل من يحبك وهكذا.
• ثانياً: الشعور بالهوية الذاتية.
اعرفي نفسك جيداً وأدركي ذاتك من خلال نظرة
حقيقية واقعية لنقاط ضعفك وقوتك، وكيف تبدين في عيون الآخرين، كذلك
اهتمامك واحترامك لذاتك من أن يصيبها جرح أو خلل في ذاتك ثم الآخرين.
ومن الأدوات والوسائل المعينة على ذلك:
• الاهتمام بمعرفة رد فعل الآخرين على سلوكك وتصرفاتك وسلوكياتك المختلفة.
• توخي
الحذر الشديد مع الزميلات دون المستوى الأخلاقي والمعرفي والاجتماعي حتى
لا تتأثري بهن فإن النفس سريعة التأثر بمن حولها دون أن تدري.
• العناية والتدقيق في اختيار الزميلات، ووضع معايير اجتماعية وأخلاقية ومعرفية لذلك الاختيار.
• طلب مشورة ونصيحة الكبار والمتخصصين والزميلات الموثوق بهن فقط
• التعامل الإيجابي مع النقد وملاحظات الآخرين.
• تنمية المواهب والقدرات الخاصة ومحاولة الاحتراف في أحدها.
• تحقيق قدر من النجاحات والانجازات والتميز الذي يعزز ثقتك بقدرتك على الفعل والانجاز والنجاح ومن ثم ثقتك بنفسك بدرجة كبيرة.
• ثالثاً: الشعور بالانتماء.
بمعنى الشعور بالخصوصية والأهمية، من خلال
ارتباطك بكيان كبير تستمدين منه خصوصية ومرجعية وقوة واحترام المجتمع لك،
مثل انتمائك لفريق عمل أو لنادي أو مؤسسة أو لفكرة معينة تلقى قبول
واحترام المجتمع.وذلك من خلال:
• الانفتاح على المجتمع وتكوين شبكة علاقات عامة قوية ومنتقاة بعناية.
• العيِش بروح الفريق التي تعتمد على حسن الاتصال والتواصل والتعاون والتكامل والتكافل مع الآخرين.
• الانتماء لأحد الأندية أو الجمعيات النسائية أو الثقافية المختلفة.
• إتمام الدراسات العليا.
• العمل في مؤسسة كبيرة.
• المحافظة على الهوية وتجنب التقليد الأعمى.
• رابعاً: الشعور بالهدف.
حددي أهدافاً لحياتك بوجه عام ولمراحل عمرك
الباقية ثم لكل عام ثم لكل شهر ثم لكل يوم مما يعنى أن لك رؤية واضحة
لحياتك ورسالة مهمة تؤمنين بها وتعيشين لتحقيقها. ومن الأدوات والوسائل
العملية المساعدة:
• معرفة الواقع الدقيق لحياتك الحالية.
• حصر أحلامك وطموحاتك.
• رسم
خطة لحياتك وكأنك تعيشين حتى السبعين والثمانين من العمر، "اعمل لدنياك
كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا".بدا واعمل لآ
• تحديد أهداف مرحلية من 5 إلى 6 سنوات ثم أهداف سنوية ثم شهرية.
• أهمية مراعاة الطموح في ظل الموضوعية.
• الاقتداء والتشبه والتأسي بالأعلام البارزات والناجحات في المجالات المختلفة.
• خامساً: الشعور بالكفاية والقدرة.
أي الاعتقاد الذاتي بالقدرة على انجاز الأعمال
وتحقيق الأهداف والتغلب على المعوقات والمشاكل والتحديات التي يمكن أن
تواجهك وذلك من خلال:
• استمرارية
العمل بنشاط وسعة حركة، مع كثرة وتعدد وتنوع التجارب؛ مما يكسبك الكثير من
المهارات والخبرات الحياتية المختلفة، التي تعزز قدرتك على الفعل والنجاح.
• سعة المعرفة والثقافة العامة، مع التخصص الثقافي الواسع في أحد الفروع التي تحبينها وتتميزين فيها.
• حصر وتذكر التجارب الناجحة السابقة التي قمت بها.
• دراسة
وتحليل التجارب غير الناجحة التي مررت بها وتحديد أسباب عدم النجاح
والخروج بوصايا عملية منها تساعدك على النجاح في المرات التالية.
• الميل
إلى العملية وتطبيق ما تتعلمينه من معارف وما تكتسبينه من مهارات بمعنى
التحول من ميدان التمني والنظرية إلى ميدان العمل والتطبيق.
• غض الطرف وربما تعمد إهمال المحبطين والمثبطين والمتشائمين فإنهم كثيرون، ولكنهم على جانبي طريق النجاح الذي تمشين فيه