استعدت لأجمل موعد فى حياتها .. ارتدت اجمل فساتينها تخيرت أرق عطورها .. وخرجت للقاء حبيبها .. لم تكن صفاء تدرى أنها ذاهبة إلي إعدامها .. وان جسدها سوف يتمزق بطعنات السكين الذى أعده لها حبيبها .. وان دماءها سوف تنزف فوق كوبرى امبابة المظلم حتى تفيض روحها .. وتموت ! صفاء لم ترتكب جريمة شائنة فى حق حبيبها .. لم يتهمها مثلا بالخيانة .. لكنه اتهمها بالكذب عليه ! فهل يرقى هذا المبرر ليكون سببا فى قتل صفاء بهذه البشاعة ؟!
المتهم بعد أن ارتكب جريمته حاول الانتحار والموت إلي جوارها جثة حبيبته .. فلماذا فكر منذ البداية فى ان يقتلها اذا كان يحبها بهذا الجنون ؟! المباحث حينما عثرت على جثة صفاء والى جوارها المتهم يكاد يلفظ أنفاسه كانت معذورة حينما تخيلت ان صفاء ورجب تعرضا معا لاعتداء من شخص ثالث أو عدد من الجناة .. فكيف اكتشفت فى النهاية أن القاتل هو نفسه المجنى عليه ؟!
علامات استفهام أثارتها جريمة جديدة من الجرائم التى يشهدها كوبرى امبابة الذى لا يحسد على ظلامه المستمر ليلا .. لكن أوراق ومحاضر الجريمة واعترافات المتهم كشفت النقاب عن العديد من هذه الألغاز وأجابت عن كل الأسئلة بوضوح .. ولهذا حرصنا على تقديم قصة روميو وصفاء كاملة .. من الغرام إلي الانتقام .. لكننا سوف نبدأ بأكثر فصول الجريمة إثارة .. المشهد الأخير الذى دار فيه الحوار الغاضب بين القاتل وضحيته فوق مياه النيل ! غطس الظلام الدامس الأفق ..كادت حركة المارة أن تنقطع فى كوبرى امبابة العلوى .. فى هذه الأثناء كان أحد جوانب الكوبرى يشهد اغرب محاكمة فى التاريخ وحوارا شديدا الإثارة يعجز اعظم مؤلفى الدراما عن تقليده .
رجب عامل موبيليا فى فندق بالدقى يقف متحفزا وتتراجع من أمامه صفاء 22 سنة .. الذعر يبدو على ملامحها وهى ترى حبيبها ينوى بها شرا .. كان يمسك بيديه بسكين حادة شديدة العطش لسفك الدماء .. تجسد الشيطان فى وجهه الذى بدأ يتلو أسباب حكمه الحاسم . رجب : الموت هو الجزاء العادل على كل أكاذيب خدعتنى وقدمت لك الحب البرىء فلم أحصل مقابله سوى على الخداع ! صفاء : يارجب ماذا دهاك هل نسيت أننى صفاء التى تعشق كل شىء فيها انا حبيبتك ألم تخبرنى انك مستعد ان تحارب العالم من أجلى . لم يعد كلامك المعسول يخدعنى مرة أخرى لن يدغدغ مشاعرى ويجعلنى اضعف أمامك مرة أخرى .
ماذا فعلت لك ؟
لن أنسى أكاذيبك تحولت إلي شخص آخر بسببك نسيت زوجتى وابنائى وعملى وكل شىء وتوجهت اليك كالمسحور ولكنى اكتشفت انك كاذبة وابتززت أموالي واستدنت من أجلك كل هذا مقابل أوهام . تستحقين الموت لأنك استهنت بحبى .
لا يا رجب أرجوك ارحمنى .
لن يشفع لك شيئ سأنهى حياتك وأموت بعدك فللأسف أننى مازلت أحبك أيتها المخادعة .
أرجوك يا رجب أرجوك أريد أن أعيش خادمة لك لكن اتركني أعيش . لكن رجب انتهى من تلاوة أسباب حكمه بالإعدام وتقدم نحو حبيبته التى تراجعت للخلف نظرت حولها كأنها تبحث عن مخرج لهذه الكارثة لكنها لم تجد شخصا واحدا تستنجد به .
حاولت مرة أخرى أن تستعطف رجب .. وتذكره بكلماتها الجميلة لكن سكينة أسكت كلماتها توالت طعناته فى جميع اجزاء جسد حبيبته . فى هذه الأثناء ظهر شخص شاهد ما حدث فحاول التدخل لإنقاذ صفاء لكن رجب هدده بالقتل وطارده فهرب الرجل وأسرع إلي اقرب تليفون ابلغ مفتش مباحث الشمال بما حدث . وصف له رجب بالتفصيل دون أن يذكر اسمه .
المفاجأة لم يضع المفتش وقته أسرع إلي مكان الحادث وبصحبته رئيس مباحث امبابة ومعاونون جاهدوا ان يصلوا ويحاصروا المنطقة قبل هروب القاتل .. وكانت فى انتظارهم مفاجأة عثروا على جثة صفاء وقد خمدت أنفاسها تماما .
والى جوارها سقط رجل فى نهاية العشرين من عمره وقد خرجت أحشاؤه من الواضح أنها أصيبت بطعنات فى البطن بنفس الآلة الحادة التى قتلت صفاء .
أسرع رجال الإسعاف بنقل المصاب إلى مستشفى امبابة وكانت المفاجأة الثانية المصاب كانت أوصافه تتطابق مع القاتل الذى تم الإبلاغ عنه تليفونيا . حالة المصاب لم تكن تسمح باستجوابه وبعد ساعات اخبر الأطباء مفتش المباحث أنه من الممكن التحدث مع المصاب بعض الشيء وبادره الضابط بالحديث .
لماذا فعلت ذلك يارجب ؟
فعلت ماذا هناك شخص مجهول هاجمنى وخطيبتى ضربنا بالسكين وهرب دون ان نتمكن من التعرف عليه . لا داعى للإنكار الشاهد الذى هددته اخبرنا بما حدث وهو الآن فى الطريق للتعرف عليك وكذلك فإن صفاء لم تمت تمكن الأطباء من إنقاذها واعترفت تفصيليا بما حدث لا يوجد أمامك سوى الاعتراف حتى تدافع عن نفسك . نجحت خطة الضباط تماما ..أصابت رجب بالإحباط وقرر الاعتراف بما حدث حكى للضابط كيف نفذ جريمته واستدرج صفاء لمكان الحادث ليقتلها ..طلب من الضابط ان يحكى قصته من البداية . ويسرد أسباب إقدامه على قتل حبيبته التى يعشقها وترك من أجلها كل شىء .
وتوالت اعترافات رجب المثيرة وقال : انا متزوج منذ عدة سنوات .. زوجتى تجتهد حتى توفر لى كل شىء ..طوال عمرى وأنا مهتم بعملى لا يشغلنى عن بيتى اى شىء وفجأة ظهرت صفاء فى حياتى . كانت تعمل عاملة نظافة فى نفس الفندق الذى اشتغل به . وجدت نفسى مبهورا بها وأحببت فيها كل شىء تقربت منها رغم أنها حاولت أن تصدنى أكثر من مرة فهى تعلم مثل الجميع أننى متزوج ولى ابنة كانت ترغب فى ابتعادى عنها حتى لا أنسى منزلى وأسرتى . لكننى فشلت وجدت نفسى أحبها أكثر . وساعدتنى على ذلك .. كانت تتحدث معى لساعات طويلة .. أثناء العمل بعد انتهائه كنت أعود متأخرا لمنزلى ، كل يوم أثور فى وجه زوجتى حينما تسألنى عن سبب تأخيرى أدخل غرفتى لا أتحدث آلي أحد .. وأظل استرجع حديثى مع صفاء أنام وأحلم بها .
تمنيت أن تعود بى السنوات إلي الوراء لأجدها أمامى لأتزوجها لكن عقارب الساعة لا ترجع مطلقا إلي الخلف حاولت كثيرا الابتعاد عنها انقطعت بضعة أيام عن العمل لكيلا أشاهدها لكننى ضعفت ولم استطع مواصلة المقاومة . استسلمت لها من جديد عدت إليها وقد زاد حبى مئات المرات . المخدوع ؟ يكمل رجب : زادت الأيام من ارتباطى بصفاء عقدت العزم على الزواج منها .. لكن الألسنة كانت تتناول سمعتها . وتنهش عرضها سمعت زملائى يسخرون منى ويطلقون على لقب المخدوع لكننى تجاهلت كل هذا ونسيت ان صفاء تزوجت أكثر من مرة وحصلت على الطلاق .
عقدت العزم على أن أعمل على الاصلاح من شأن صفاء ولكن حبى لها أعماني عن كل شىء لم أعد أرى سوى محاسنها وحبى الشديد لها لم أتخيل العالم بدونها : أصبحت أعيش غريبا فى منزلى ، أكره التعامل مع زوجتى ونسيت ابنتى .
كانت لقاءاتى مع صفاء تنسينى كل شىء .. أجلس أمامها كالتلميذ الذى يتلقى دروسه من مدرسة يجلس صامتا مستمعا " مطيعا " لم أستطع ان أرفض لها أى طلب .. لكننى اكتشفت أننى قدمت الكثير لإنسانة لا تستحق . بدأت صفاء تبتزنى تطلب منى اقتراض أموال لعلاج والدتها المريضة أعطيتها 400 جنيه وفى مرة أخرى 300 جنيه .. وفى إحدى المرات طلبت منى 1400 جنيه حتى تدفع مصاريف جراحة لأمها ! ولم يكن معى هذا المبلغ الكبير .. لكنني أخبرت صفاء أنني سأحاول تدبير هذا المبلغ لها واستدنت من أصدقائي لأوفر لها المال فرحت بشدة وأكدت لى أنها لن تنسى لى هذا المعروف !
وشاءت الظروف ألا أظل مخدوعا طوال عمرى فى إحدى المرات اتصلت بمنزل صفاء وجدت أمها على طرف المكالمة الثانى سألتها عن حالتها الصحية وعن الجراحة التى تنوى إجراءها وكانت المفاجأة المذهلة اكتشفت ان أمها حالتها جيدة جدا ولا تعانى من أية أمراض . ع
رفت أن صفاء خدعتنى استغلت حبى لها لتبتزنى وتحصل على نقودى بدأت أراقبها وعرفت أنها نفقت هذه الأموال على مزاجها الشخصى واكتشفت أنها تسخر منى وتمثل على الحب اى أننى لعبة تتسلى بها لتتركنى عندما تريد .
بكيت بحرقة على فاجعتى ظللت أياما حبيس غرفتى لا أتحدث لأحد قاطعت الجميع ولكن الشيطان تملكنى ظل يخطط لى كيف انتقم لحبى الجريح .. لم أجد شيئا يشفع لها كل شىء كان يدفعنى لقتلها .. فهى لا تستحق الحياة كيف تقابل حبى الشديد وإخلاصى بسخرية . قررت أن اقتلها رسمت خطتى ببراعة وقررت فى النهاية أن أموت معها وانتحر بعد أن اقتلها اتصلت بها .
طلبت منها ان ترتدى ملابسها وتستعد للخروج معى .. أخبرتها أن والدتى وافقت على زواجنا طارت صفاء من الفرح .. أكدت لى أنها ستكون جاهزة فى خلال ساعة واحدة .
تواعدنا على اللقاء فى الثامنة مساء عند موقف سيارات الأجرة .. واشتريت سكينا قبل اللقاء اعددت نفسى تماما للتخلص منها قاومت بداخلى شعورا جارفا بالحنين إليها .. تغلب داخلى إحساس بأنها لا تستحق الحياة . اعتراف يوالى رجب اعترافاته : أتيت بها فى الموعد المحدد جلست معها على كافتيريا وتناولنا الليمون وطلبت منها أن تأتى معى لأشترى لها بعض الملابس استعدادا للزفاف استدرجتها الى كوبرى إمبابة المظلم واجهتها بما يجيش فى صدرى لم تأخذنى بها شفقة وقتلتها وحاولت أن انتحر لكن العمر ما زال به بقية .
تم اخطار اللواءين مدير المباحث ورئيس قطاع الشمال بالحادث .. وقرر اللواء مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة إحالة المتهم الى نيابة إمبابة . وكرر المتهم اعترافاته وأرشد عن مكان السكين الذى أرتكب به الحادث وجهت له النيابة تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد .. وحبسته . حاولنا الالتقاء بالمتهم فى المستشفى رفض الحديث لنا أخبرنا الأطباء أن حالته تدهورت أشار لنا المتهم بعض الإشارات التى أكد فيها أنه لم يقتل حبيبته .