ما زالت سلطات الاحتلال الاسرائيلي تحتجز جثمان المناضلة الفلسطينية دلال المغربي في ثلاجة منذ استشهادها عام 1978 ، وذلك وفق ما اكدته امس مصادر فلسطينية تتابع ملف جثامين الشهداء المحتجزة لدي الاحتلال سواء في ثلاجات الموتي او في المقابر السرية التابعة لقوات الاحتلال.
وفي ذلك الاتجاه طالب النائب عيسي قراقع مقرر لجنة الأسري في المجلس التشريعي الفلسطيني بالعمل علي الافراج عن جثمان الشهيدة المغربي المحتجزة بلباسها العسكري في ثلاجة منذ استشهادها عام 1978، ومشددا علي أهمية فتح ملف جثامين الأسري المحجوزة في مقابر الأرقام العسكرية الاسرائيلية منذ سنوات عديدة واعادتها الي ذويها.
وكانت المغربي قادت مجموعة مسلحة فلسطينية انطلقت من لبنان عبر البحر، وتمكنت من التسلل الي اسرائيل يوم 11 آذار 1978، وخطفت حافلة ركاب اسرائيلية، لمبادلة ركابها بأسري فلسطينيين، في عملية حملت اسم الشهيد كمال عدوان، الذي كانت اغتالته اسرائيل، مع قياديين آخرين في بيروت في عام 1973 .
وفي حينه كلفت الحكومة الاسرائيلية الجنرال ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق وزير الدفاع الاسرائيلي حاليا بوقف باص الركاب الذي سيطرت عليه المغربي برفقة 9 من رفاقها. وتمكنت قوات الاحتلال الاسرائيلي التي كلفت بالعملية بقيادة باراك من السيطرة علي الحافلة وقتل دلال المغربي الا ان الاول وقواته مثلوا بجثتها من كثرة ما اطلقوا عليها من نار وسحبها باراك من شعرها امام عدسات المصورين الصحافيين في حينه لتنقل الي ثلاجة ما زال جثمانها محتجزا فيها لغاية الان. وتطالب جهات فلسطينية عديدة بالافراج عن جثمان المغربي وبادراج ملف جثامين الشهداء المحتجزة لدي الاحتلال في المفاوضات مع اسرائيل، ورفع تلك القضية الي الامم المتحدة.
وأشار قراقع الذي يعتبر من المتابعين الفلسطينيين لذلك الملف الي أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعاقب الأموات، وان المقابر السرية او مقابر الارقام التي يحتجز فيها جثامين الشهداء سيئة للغاية وتفتقر للحد الأدني من المقومات الانسانية والدينية.
وطالب قراقع بضرورة ابراز المأساة اللاأخلاقية من قبل الاحتلال الذي يواصل احتجاز رفات الشهداء وما يسببه ذلك من استمرار معاناة ذويهم وانتهاك صارخ لحقوق الموتي الذين يسقطون خلال الحرب والصراع مثل دلال المغربي التي ما زال الكثير من الفلسطينيين الكبار في السن يتذكرون صورة باراك التي نشرتها الصحف الاسرائيلية في حينه وهو يقلب جثة الشهيدة ويشدها من شعرها بعد أن اشرف بنفسه علي تمزيق جسدها بالرصاص.
وتعود قصة دلال المغربي الي عام 1978 عندما وقع عليها الاختيار لتنفيذ عملية فدائية تحمل اسم كمال عدوان احد قادة الثورة الفلسطينية الذي اغتالته وعدد من رفاقة فرقة كوماندوز اسرائيلية برئاسة باراك في بيروت.
فارتدت تلك الفتاة التي كانت في العشرين من عمرها اللباس العسكري برفقة 9 من المسلحين الفلسطينيين لتنفيذ العملية التي وضع خطتها خليل الوزير ابوجهاد احد ابرز قادة الثورة الفلسطينية والذي اغتالته اسرائيل لاحقا في تونس عام 1987 .
وحسب مصادر فلسطينية كانت تلك العملية الفدائية تقوم علي أساس القيام بانزال في البحر والتسلل الي داخل اسرائيل والسيطرة علي حافلة ركاب والتوجه بها الي مبني الكنيست الاسرائيلي لمهاجمته.
وتمكنت تلك المجموعة المسلحة التي قادتها المغربي واطلق عليها اسم فرقة دير ياسين في صباح يوم 11 آذار عام 1978 من النزول من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطين ليوصلاهما الي الشاطئ في منطقة غير مأهولة شمال فلسطين التاريخية حيث تمكنت المجموعة من الوصول الي شارع عام يؤدي لتل أبيب وقامت بالاستيلاء علي باص اسرائيلي بجميع ركابه كان متجها الي تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق النيران مع فرقتها علي جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها وتلاحق الحافلة مما أوقع قتلي واصابات في صفوف الاسرائيليين.
وبعد ان اصبحت الحافلة علي مشارف تل ابيب كلفت الحكومة الاسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بايقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين.
وتمكنت القوة الخاصة المدعومة بطائرات عمودية وآليات عسكرية بملاحقة الباص الي أن تم ايقافه وتعطيله قرب هرتسليا حيث تم تفجيره من قبل المسلحين الفلسطينيين الذين استشهدوا جميعا برصاص القوات الاسرائيلية بقيادة باراك.
ولابد من الذكر بأن دلال المغربي التي ولدت عام 1958 في احد مخيمات بيروت وهي ابنة لأسرة من يافا لجأت الي لبنان في أعقاب النكبة عام 1948 وتلقت دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ودرست الاعدادية في مدرسة حيفا وكلتا المدرستين تابعتان لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت قد تركت وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتي تحرير فلسطين.